إسلام ويب

الانتفاضة في عيون المجتمعللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن وراء أي لعبة وخبث سياسي أصابع يهودية تسوس اللعبة وتقودها لما يخدم مصالحها، وهاهي تعيث في فلسطين خراباً، ولكن مع هذا الخراب قد دب الخوف إلى قلوبهم. من يخيفهم؟ الانتفاضة، من كشف مخططاتهم؟ الانتفاضة، من تصدى لهم؟ الانتفاضة، ولكن كيف بدأت هذه الانتفاضة؟ وإلى ماذا تحولت؟ وما هي آثارها؟ ماذا قال الشعراء عنها؟ وكيف كانت ردة الفعل اليهودي تجاهها؟ وقبل ذلك كيف كانت فلسطين قبل الانتفاضة؟ هذا ما بينه الشيخ في هذه المادة.
    الحمد لله رب العالمين، الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير.

    الحمد لله الذي جعل القدس والأقصى انطلاقاً وعزاً وانتصاراً وجهاداً لأمة الإسلام، كلما خبت فيها أرواح المجاهدين حيت من جديد، وانتعشت لصيحة الله أكبر.

    الحمد لله الذي جعل الحجارة التي بلا ثمن أفتك وأضر على اليهود من الطائرة التي تشترى بالملايين.

    أحبتي في الله: إن كان اليهود اليوم يكسرون أطراف المسلمين في فلسطين ، فقد سبقهم أولياؤهم من قبل في الحملة الصليبية ، حيث ذبحوا سبعين ألفاً من المسلمين في القدس الشريف، وخاضت الخيل بدمائهم، وظلت أشلاء القتلى في كل مكان، فقيَّض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة صلاح الدين فوحد صفوفها وجيوشها وقياداتها، وزحف إلى القدس تناديه أبيات من الشعر على لسان الأقصى الأسير:

    يا أيها الملك الذي     لمعالم الصلبان نكس

    جاءت إليك ظلامة     يشكو بها البيت المقدس

    كل المساجد طهرت     وأنا على شرفي أنجس

    فصاح صلاح الدين لبيك لبيك يا أقصى!

    وجاء بجحافله، وحاصر القدس، وقام الصليبيون بتشكيل لجنة للتفاوض والصلح معه، وسبق ذلك أن قدموا الرشوة إلى أحد قادته، حتى إذا ما تفاوضوا معه للصلح تقدم ذلك الرجل يؤيدهم.

    قالوا: يا صلاح الدين! إن دينك يأمرك بالسلام، ونحن ندعوك إلى السلام، لا تدخل هذه الأرض المقدسة عنوة وفتحاً وجهاداً وإنما ادخلها صلحاً وسلاماً احتراماً للأديان الثلاثة، فقال القائد الذي أخذ الرشوة، ويوجد في كل أمة وفي كل جيش ضعفاء النفس أمام لمعان الذهب والإغراء المادي، قال: صدقوا يا صلاح الدين ! فالله يقول: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [الأنفال:61].

    فقال له: خسئت يا عدو الله!!

    هكذا بدون ألقاب، وبدون رتب، وبدون نياشين، يرد عليه هذا الرد الحازم القوي: خسئت يا عدو الله! أنت عربي وأنا كردي، ولكني أفهم منك لكتاب الله، فإن الله يقول لمثل حالنا وموقفنا هذا، ونحن نحاصرهم ونحن أقوياء: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد:35].

    فالمسلم عندما يكون قوياً، وحكومته قوية، وهو فاتح، وأعداؤه أصبحوا أذلة مستضعفين، لا يصالحهم حتى يأخذ ما أخذوه منه عنوة بالقوة، فإن للقوة روحاً تسري في قلوب الجنود المكسورة المجروحة، إن استشهاد سبعين ألف مسلم في القدس لا يشفيها معاهدة سلام أبداً، لهذا دخل صلاح الدين جهاداً وفتحاً.

    ومرت الأيام بعد الأيام، وأعاد التاريخ نفسه، والأمة اليوم يذبحها اليهود أولياء النصارى، كما يقول الله في كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [المائدة:51].

    الدور الأول قام به النصارى هناك، والدور الثاني يقوم به اليهود اليوم، يذبحون الأطفال، ويجهضون النساء، ويكسرون الأطراف، وبعد مرور أربعين عاماً على قضية فلسطين من (48م) إلى (88م) ولدت الانتفاضة من جديد.

    ورقم الأربعين رقم حساس بالنسبة لليهود، فقد كان فيه التيه في أرض سيناء، وبلغني أنه في التوراة موجود: بعد أربعين من استقرارهم في فلسطين سيتعرضون إلى ملحمة، وهذا الملحمة أخبر عنها حيي بن أخطب وهو على خندق الذبح في أسواق المدينة ، بعد أن عرض عليه للمرة الأخيرة الإسلام فأبى، حيث سأل عن قيادات يهودية فقالوا له: قتلوا، قال: ما قيمة الحياة وما طعم الحياة بعد هؤلاء، فشق جيبه من يمين، ومن شمال حتى لا ينتفع بثوبه الجديد، كطبيعة يهودية موجودة منذ القدم إلى الآن، دائماً يخربون بيوتهم بأيديهم حتى لا ينتفع بها، قال: اقتلوني إنها ملحمة كتبت على بني إسرائيل. فهم يعلمون أنها ملحمة، ولكن عليَّ وعلى أعدائي. هكذا هم يفكرون.

    الحرب العالمية الثانية: الأصابع التي كانت تعمل في الخفاء، لو نظرت إليها لوجدتها أصابع يهودية.

    الحرب العالمية الثالثة والتسلح الرهيب، لو بحثت لوجدت هناك حكومات خفية تعمل في الظلام، وتنظيمات سرية يهودية تحت أستار وأسماء مختلفة حتى يدمروا الأرض، ولكن الله جعل توازن القوى في هذه الأرض رحمة منه سبحانه، ويخبر الناس: وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ [العنكبوت:22] فمهما بلغوا من التسلح في الأرض والتسلح في السماء فالأرض بيد الله لا بأيديهم، والسماء بيد الله لا بأيديهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523920

    عدد مرات الحفظ

    777121644