إسلام ويب

صفات المرأة المسلمةللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • قالوا: المرأة نصف المجتمع. قلنا: بل المرأة المجتمع كله؛ بل هي أساسه وعليها المعول في بناء الأجيال وتربيتهم التربية الصحيحة، فكان لابد لها من صفات تتصف بها ونصائح توجه بها. وفي هذه المادة يتطرق الشيخ إلى بعض صفات المرأة المسلمة، مذيلاً إياها بنصائح سريعة تهم المرأة في المجتمع المسلم.
    الحمد لله رب العالمين، لك الحمد يا ألله، لك الحمد أسبغت علينا وافر النعم، كبرتنا من صغر، وأطعمتنا من جوع، وسقيتنا من ظمأ، وقويتنا من ضعف، وكسوتنا من عري، وعلمتنا من جهالة، وهديتنا من ضلالة، وحببت إلينا الإيمان وزينته في قلوبنا، وكرهت إلينا الكفر والفسوق والعصيان، أمنتنا من خوف، وجمعتنا من شتات، لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأصلي وأسلم على قرة عيني وحبيبي محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    أيتها الأخوات المسلمات: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وألا يجعل من بيننا شقياً ولا محروما.

    اللهم ألِّف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور.

    اللهم إنا نسألك أن تردنا إلى ديارنا رداً جميلاً، احقن دماءنا، وصن أعراضنا، وسلم عقولنا، واحفظ ديننا ودعاتنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

    رحماك رحماك بالأطفال اليتامى، والنساء الثكالى، والشباب الحيارى، رحماك بالعجائز الركع، والأطفال الرضع الذين شردهم الظالمون.

    نسألك اللهم نصرك المؤزر المبين لجندك وأوليائك المجاهدين.

    اللهم أنت ملاذنا ومعاذنا، ونصيرنا وظهيرنا، وحسبنا ومولانا؛ فنعم المولى ونعم النصير.

    وأسألك اللهم أن تحفظ هذه الديار الكريمة والحرمين الشريفين، والقائمين على رعايتهما، وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

    اللهم احفظنا واحفظهم أمناً وإيماناً، وأسألك أن تجبر قلوب الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن ما بين أسير وقتيل، أفرغ عليهن الصبر إفراغاً، اللهم وما أخذ في دنيانا فاجعله حظنا في أخرانا، وارزقنا من الدنيا ما تقينا به فتنتها، واجعل نصيبنا الأوفر وحظنا الأوفر يوم لقياك: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89].

    وأتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في إحياء هذا اللقاء المبارك، وأسأل الله أن يجعلنا وإياهم من أهل الخير والخيرات؛ فالله يقول في كتابه الكريم: وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ * لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:172-274].

    وفعل الخير للآخرين له بركة في الدنيا والآخرة، فهذا موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين يقول الله عنه: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ [القصص:23] موقف محرج، امرأتان تتفلت أغنامهما العطشى الظمأى إلى حوض المياه الذي تزدحم عليه الرجال من الرعاء، رجال في غاية الخشونة ولكن هاتين المرأتين تذودان الأغنام المتفلتة، فيأتي موسى عليه السلام: قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [القصص:23-24] فالخير الذي أنزل إليه في هذه اللحظة توفيقه لمساعدة الآخرين الضعفاء الغرباء؛ فكان الجزاء: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [القصص:25] فإن فعل الخيرات ينجي من القوم الظالمين، طبق الخير، حضور الدروس، النشاطات الدعوية الإسلامية، استضافة المسافرين والضيوف القادمين النازحين النـزوح الكبير من الكويت بأطفالهم ونسائهم يقي مصارع السوء، ويأتي النداء: لا تخف، نجوت من القوم الظالمين.

    أيتها الأخوات الكريمات: إن الصدقة وفعل الخيرات تقي مصارع السوء، والله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم جعل فعل الخيرات شعاراً للدعوة والدعاة فيقول سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104] وميزان الله سبحانه يزن ذرة الخير: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة:7] والله سبحانه أيضاً جعل وحياً خاصاً للخيرات، قال تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ [الأنبياء:73] ثم جعل الخيرات مضماراً يتسابق إليها الناس، قال سبحانه: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة:148] وفي السباق مسارعة، قال: أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون:61] نسأل الله أن يجعلنا من السابقين إلى فعل الخيرات.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088550111

    عدد مرات الحفظ

    777273510