إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. أحمد القطان
  5. فقيد الإسلام إحسان إلهي ظهير ووجوب الحذر

فقيد الإسلام إحسان إلهي ظهير ووجوب الحذرللشيخ : أحمد القطان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن المفسدين في الأرض محاربون لله ولرسوله ولأوليائه، فمنذ القدم وهم يغتالون الأنبياء والعلماء، فقد ذكر الله جل وعلا قصة محاولة اغتيال نبيه صالح عليه السلام، ولقد حاول اليهود -أعداء الله- اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم اغتيال خلفائه رضي الله عنهم، ومازالوا يكيدون لورثة الأنبياء إلى يومنا هذا. وهنا حديث عن أهمية الحذر من أمثال أولئك، وبيان لقصة اغتيال الشيخ إحسان إلهي ظهير.
    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

    أما بعــد:

    أيها الأحبة: إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

    أحبتي في الله: أوصيكم بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، اللهم اجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائك، حرباً على أعدائك، نحب بحبك من أحبك، ونعادي بعدواتك من خالفك، اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وبرك وإحسانك، واحرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام ولا يضام، وارحمنا بقدرتك علينا ولا نهلك وأنت رجاؤنا، يا أرحم الراحمين.

    اللهم من أراد بنا وبعلماء المسلمين والمسلمات سوءً فأشغله في نفسه، ومن كادنا فكده، ومن مكر بنا فامكر به، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، يا أرحم الراحمين.

    نعوذ بك اللهم أن نضل في هداك أو نذل في سلطانك، أو نقهر أو نضطهد أو نغتال أو نختطف أو نعذب أو نفجر أو نشهر أو نفضح، والأمر إليك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، اللهم إن نصرتنا قيل: نصر الدين، وإن خذلتنا قيل: خذل الدين، وإنك تعلم أن زرع الباطل نما وبلغ حصاده، فقيض له يداً من الحق حاصده تستأصل جذوره وتقتلع شروره، وأنت الغني عنا بعلمك عن إعلامنا لك، فنسألك بعملك الغيب وقدرتك على الخلق أن تدفع عنا وتكفينا وتحمينا، وأن تحفظ علماء المسلمين بما تحفظ به أولياءك الصالحين، وأنت القائل في كتابك، المبشر لأوليائك سبحانك لا إله إلا أنت: إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود:56] وقلت: قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ [الأعراف:196] فيا ولي الصالحين ادفع عن المسلمين كيد الكائدين.

    أحبتي في الله: أنعي إليكم فقيد الإسلام إحسان إلهي ظهير ، العالم الذي عرَّى البدع، وحارب بالكلمة الصادقة الناطقة المأخوذة دليلاً ساطعاً وبرهاناً قاطعاً من كتب الفرق الضالة، إذا أقام عليهم الحجة من كتبهم وأقوالهم وأفعالهم، فكان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، وعن أمهات المؤمنين وعلى رأسهم الصديقة عائشة، وعن الخلفاء الراشدين وعلى رأسهم أبي بكر وعمر، وكان يدافع رحمة الله عليه عن الصحابة أجمعين، فأكرمه الله سبحانه وتعالى إذ لم يجعله يموت على فراشه فلا نامت أعين الجبناء، فنسأل الله سبحانه أن يجعل موته شهادة، ودماءه مسكاً، وأن يحشره مع من مات شهيداً في صلاة الفجر، وهو الخليفة الراشد الثاني يوم أن تآمر عليه المتآمرون وهو يصلي بالمسلمين وطعنته يد غادرة وقتلت معه عشرة، وهذا أيضاً قتل معه نفر من العلماء.

    ودين الإسلام دينٌ غالٍ وثمين وعظيم، والجنة غالية وسعرها الأموال والأرواح: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة:111].

    تطبيق شعار: كل مواطن خفير

    أحبتي في الله: ولي العهد قال كلمة: كل مواطن خفير، وهذه الكلمة كلمة حق يجب على كل مسلم أن يأخذ بها، ليس فقط المواطن بل كل مسلم أن يأخذ بهذه الكلمة لما فيها من الخير، بل إن هذه الكلمة قالها قبله الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الخندق بعد أن سهر الليالي يعبئ الصفوف، فقال: من يحرسني هذه الليلة لكي أنام؟ فلم يكن يستطيع النوم بلا حراسة وبلا شرطة، فتبرع سعد بن أبي وقاص المواطن المسلم الخفير وجاء يقعقع بسلاحه في الظلام، قال: أنا أحرسك يا رسول الله! قال: من؟ قال: سعد ، قال: نعم. فنام صلى الله عليه وسلم مطمئناً، حتى علا غطيطه وارتاح في نوم عميق لعلمه أن هناك من يحرسه.

    فهذه الكلمة كل مواطن خفير، نحن نوجهها إلى الدعاة الصادقين، فنقول: كل داعية مسلم خفير، خفيرٌ لمن؟ لعلماء المسلمين، فالعالم لا يعوض، العالم يقمع البدعة بالسنة، ويقمع الباطل بالحق، ويمزق الظلمات بالنور، فعلماء المسلمين لم يصبحوا علماء إلا بعد جهد جهيد وسهر طويل وبذل كثير وصبر عظيم، خاضوا في بطون الكتب، وجردوا أنفسهم لله، ونصبوا أنفسهم قدوات، فليس من السهل أن تقدم رقاب العلماء هكذا رخيصة بدون ثمن.

    هذا صبحي الصالح رحمة الله عليه في لبنان ، ذهبت روحه بأيد عابثة، وهذا إحسان إلهي ظهير ، وغيره وغيره عبر تاريخ الإسلام القديم أو تاريخ الدعوة الحديثة، وحتى هذه اللحظة لم نجد بين دعاة المسلمين من يطبق هذه الوصية التي نادى بها ولي العهد كل مواطن خفير، وعندما نقول هذه الكلمة، لا نقولها بالمفهوم القومي المجرد بل نقولها بالمفهوم الإسلامي، حيث أن كل مسلم عليه أن يجعل من نفسه حارساً أميناً على دينه وعقيدته وأهله وجيرانه، ثم علماء المسلمين.

    حقيقة استهداف العلماء

    الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن العلم يقبض من الأرض، ثم أخبر أن قبضه بقبض العلماء، إذا قبض العلماء قبض العلم فيكون الناس رعاعاً جهالاً لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، وإلى متى يظل المسلمون متدروشون يمكر بهم أعداؤهم فيتخطفونهم وهم ينظرون، والقضية لا تكلف شيئاً، إحسان إلهي ظهير فجروه بمزهرية، وضعت فيها متفجرات رحمة الله عليه وعلى المسلمين.

    كل مواطن خفير، أن تكون هناك مجموعة قبل إلقاء أي محاضرة لأي عالم من علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أن تكون هناك مجموعة جردت نفسها لله رب العالمين، وتقدم روحها، ما معنى الكلام الذي كان الصحابة يقولونه للرسول صلى الله عليه وسلم أو للصحابة أنفسهم على حسب مراتبهم وأهميتهم في الدولة الإسلامية، عندما يقول: بأبي أنت وأمي، فداك نفسي وأهلي ومالي، هذا الكلام ما قالوه مجاملة بل قالوه صادقين، حيث أن كل واحد منهم يفدي أخاه بنفسه وروحه.

    ذهاب مائة من عامة المسلمين أهون عند الله وعند الدعوة وعند الإسلام من ذهاب عالم واحد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهذا الأمر ليس من عندي، بل هذا الذي تعارف عليه السلف الصالح، الحجاج عندما ذبح سعيد بن جبير من الوريد إلى الوريد، ماذا قال الحسن البصري ؟ قال: ذبح الحجاج سعيداً، ولا يوجد أحد على وجه الأرض إلا ويحتاج إلى علمه.

    فهذا الكلمة التي قالها الحسن البصري وغيره تبين قيمة علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فلهذا على الدعاة المسلمين أن يأخذوا هذه الكلمة مأخذ الجد ومأخذ العمل، وهذا لا يكلفك درهماً ولا ديناراً، بل يجعلك مرابطاً مع المرابطين، وشهيداً مع الشهداء، ومجاهداً مع المجاهدين، حيث أنك تتبرع بنفسك لأي عالم وتوصي بهذا إخوانك في أسفارك، عندما تذهب إلى حلقات الذكر وطلب العلم فإن القيادات الإسلامية -أعني: العلماء- مستهدفون بالنسبة للفرق الباطنية ، كأمثال الإمام ابن باز حفظه الله ومتعنا الله ببقائه، وكأمثال فضيلة الشيخ حسن أيوب هؤلاء مستهدفون؛ لأنهم علماء نحسبهم صادقين ولا نزكي على الله أحداً، وكلمتهم تؤثر في جماهير المسلمين، لهذا هؤلاء المجرمون يخططون لقطع رأس جسد الأمة الإسلامية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546216

    عدد مرات الحفظ

    777245053