إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (12)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أدلة وجوب الإيمان بالأنبياء والرسل كثيرة وجلية، وأفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء واضحة في حديث الشفاعة في المحشر حين يعتذر أولو العزم ويشفع محمد صلى الله عليه وسلم في الموقف ليقضى بين الخلائق، كما أن الأدلة النقلية على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم سواء في التوراة أو الإنجيل كلها شاهدة على صدق نبوته.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع العقائد.

    وهنا أذكر الناسين وأعلم غير العالمين: أن العقيدة الإسلامية الصحيحة هي بمثابة الروح للجسد، فاقدها ميت، ومالكها حي، ومن ملكها مع ما فيها من تقديم أو تأخير أو زيادة أو نقصان فهو كالمريض، فالعقيدة الإسلامية التي مصدرها قال الله جل جلاله قال رسوله صلى الله عليه وسلم هي العقيدة التي كان يعيش عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأبناؤهم وأحفادهم في القرون الذهبية الثلاثة، وتلك العقيدة بمثابة الروح للجسد، صاحبها حي، يسمع ويبصر، ويقول ويأخذ ويعطي، وفاقدها كالميت.

    والبرهنة والدليل على هذا: أن أهل الكتاب من يهود ونصارى إذا كانوا يعيشون تحت ظل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله -أي: كانوا أهل ذمة، وأهل الذمة يعيشون بين المسلمين- فهؤلاء -أهل الذمة- لا يكلفون أبداً فإذا أهل هلال رمضان لا يقال لهم: صوموا؛ لأنهم أموات.

    وإذا نادى منادي الله أن: حي على الصلاة لا يقال له: صل يا عبد الله! لأنه ميت.

    وإذا حان وقت الزكاة لا يقال له: هات زكاتك يا عبد الله! لأنه ميت.

    وهذا أكبر دليل على أن فاقد العقيدة الإسلامية كالميت، لا يؤمر ولا ينهى، وهو لا يسمع ولا يبصر أيضاً، هذه العقيدة إذا داخلها ما داخلها من تأويلات وتحريفات -عرفت عند المعتزلة وغيرهم- فصاحبها كالمريض، يسمع أحياناً ولا يقدر أحياناً أخرى، ويعطي في وقت ويعجز في الوقت الآخر، شأنه شأن المريض، لما كان قادراً صلى قائماً، فلما مرض صلى قاعداً؛ لمرضه. ومعنى هذا: أنه يجب أن تكون عقيدتنا عقيدة رسولنا صلى الله عليه وسلم.

    وإليكم البرهنة القاطعة: كان صلى الله عليه وسلم يوماً في هذا المسجد النبوي يعلم أصحابه الكتاب والحكمة ويزكيهم، فقال لهم مخبراً ومعلماً: ( لقد افترق اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة كلها في النار، وافترق النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ). بزيادة فرقة عن النصارى، وفرقتين عن اليهود، ومن أراد أن يطلع على هذه الفرق فرقة بعد أخرى في قائمتين فليراجع تفسير القرطبي من سورة آل عمران عند قول الله تعالى: وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [آل عمران:103]، يجد قائمة بأسماء الفرق التي تنتسب إلى الإسلام، وهي فرق باطلة.

    فقال: ( كلها في النار )، أي: الثلاثة والسبعين ( إلا واحدة ففي الجنة ). اللهم اجعلنا منهم! ( فقال قائل: من هي الفرقة الناجية يا رسول الله! أو من هم الناجون؟ ) واحفظ الجواب. ( قال: هم الذين يكونون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي ). لا رافضية ولا زيدية، ولا معتزلة ولا ماتريدية ولا أشعرية، بل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فتلك هي العقيدة الإسلامية.

    فلما سأله: من هم يا رسول الله! الناجون؟ فأجاب فداه أبي وأمي وصلى الله عليه ألفاً وسلم: ( هم الذين يكونون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) فاعمل يا عبد الله! واعملي يا أمة الله! أن تكون عقيدتك كعقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا زيادة ولا نقصان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088609308

    عدد مرات الحفظ

    777617765