إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (131)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لا جهاد إلا بعدة، والإعداد فرض كالجهاد نفسه، غير أنه مقدم عليه وسابق عليه، والجهاد الشرعي المحقق لإحدى الحسنيين: السيادة أو الشهادة، وله أركان، منها: النية الصالحة، وأن يكون الجهاد وراء إمام مسلم، وإعداد العدة مما يلزم في الجهاد، ورضا الأبوين وإذنهما في جهاد الطلب، وطاعة الإمام فيما يأمر به وينهى عنه، كما على المجاهد أثناء القتال أن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يثبت ويستميت حال الزحف، ويصبر، ويصابر، ويطيع الله ورسوله، ويترك النزاع والخلاف الذي قد يكون سبباً للفشل والهزيمة.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها؛ عقيدة، وآداباً، وأخلاقاً، وعبادات، وأحكاماً.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[المادة الرابعة: في وجوب الإعداد للجهاد] يجب على المؤمنين أن يعدوا عدة الجهاد[ والإعداد للجهاد يكون بإحضار الأسباب، وإيجاد العتاد الحربي بكافة أنواعه، وهو فرض كالجهاد نفسه] الإعداد للجهاد فرض كالجهاد، إذ لا جهاد إلا بالعدة [غير أنه مقدم عليه، وسابق له] الإعداد مقدم على الجهاد، فلا ندخل المعركة إلا بعد أن نعد عتادها [قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [الأنفال:60] ] الآية صريحة في وجوب إعداد العدة، وأسباب الجهاد: وَأَعِدُّوا لَهُمْ أي: للمشركين مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ في حدود طاقتكم وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ كان في السابق رباط الخيل، أما الآن فمطارات الطيران الحربي [وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه: سمعت -يعني: بأذني- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60] ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ) ] القتال بالسيف والحربة انتهى، لكن الرمي فبالرصاص والقنابل والقذائف، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا قبل أن يوجد هذا السلاح [وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر -أي: رجال- الجنة: صانعه يتحسب في صنعته الأجر، والرامي به، ومنبله) وهو الذي يعطيه ( وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ) ] رميكم بالسهام أفضل من الركوب على الخيل [ ( ليس اللهو إلا في ثلاثة )] ثلاثة أمور ليست من اللهو [ ( تأديب الرجل فرسه ) ] وترويضه على الجهاد، فتأديب الإنسان فرسه لهو ولكن ليس من اللهو، ولعب ولكن ليس من اللعب. ثانياً: [ ( وملاعبته أهله ) ] ملاعبة الرجل امرأته على فراشها، أو ملاعبته لأولاده الصغار في المنزل، فهذا ليس من اللهو واللعب. والثالث: [ ( رميه بقوسه أو نبله ) ] أيضاً ليس بلهو ولا لعب، ومعنى هذا أن اللهو واللعب باطلان، فلا ينبغي للمؤمن أن يلهو ويلعب، ولا يجوز اللهو ولا اللعب [وبناء على هذا وجب على المسلمين سواء كانوا دولة واحدة أو دولاً شتى أن يعدوا من السلاح، ويهيئوا من العتاد الحربي، ويدربوا من الرجال على فنون الحرب والقتال ما يمكنهم، لا من رد هجمات العدو فحسب، بل في الغزو في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله، ونشر العدل والخير والرحمة في الأرض. كما وجب أيضاً على المسلمين أن يكون التجنيد إجبارياً بينهم] أي: إلزاماً بينهم [فما من شاب يبلغ الثامنة عشرة من عمرة إلا يضطر إلى الخدمة العسكرية لمدة سنة ونصف، يحسن خلالها سائر فنون الحرب والقتال، ويسجل بعدها اسمه في ديوان الجيش العام، ويكون بذلك مستعداً لداعي الجهاد في أية لحظة يدعوه فيها، ومع صلاح نيته قد يجرى له عمل المرابط في سبيل الله] يبقى أجره دائماً أجر المرابطين في سبيل الله بهذه النية [مادام اسمه في ذلك الديوان العام.

    كما يجب على المسلمين أن يعدوا من المصانع الحربية المنتجة لكل سلاح وجد في العالم، أو يجد فيه] مستقبلاً [ولو أدى ذلك بهم إلى ترك كل ما ليس بضروري من المأكل والمشرب والملبس والمسكن] فأكثر الأموال تصرف في السلاح وإعداد المصانع [الأمر الذي يجعلهم يقومون بواجب الجهاد، ويؤدون فريضته على أحسن الوجوه وأكملها، وإلا] إن لم يفعلوا هذا [فهم آثمون، وعرضة لعذاب الله في الدنيا وفي الآخرة].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088538180

    عدد مرات الحفظ

    777200918