إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (148)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المساقاة جائزة بشروطها، وإذا اختلت أحكامها فسدت وبطلت، ومن تلك الأحكام أن يكون النخل أو الشجر معلوماً عند إبرام العقد، وأن يكون الجزء المعطى للعامل معلوماً، وأن يقوم العامل بكل ما يلزم لإصلاح النخل والشجر، أما المزارعة فهي أن يدفع رجل لآخر أرضاً على أن يرزعها على جزء معلوم مشاع فيها، وقد أجازها جمهور العلماء ولها أحكام مبثوثة في ثنايا هذه المادة..
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة.. ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب: (منهاج المسلم)، ذلكم الكتاب الحاوي -الجامع- للشريعة الإسلامية، عقائد وعبادات وآداب وأخلاق وأحكام، فالشريعة الإسلامية حواها هذا الكتاب، وأدلته قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد انتهى بنا الدرس إلى المعاملات [ المادة الثالثة: في المساقاة والمزارعة ].

    تعريف المساقاة

    قال: [ أولاً: المساقاة: تعريفها: ] على الحقيقة [ المساقاة: هي إعطاء نخل أو شجر، أو نخل وشجر لمن يقوم بسقيه ] بالماء أو بالبئر أو بالوادي أو بالآلة [ وعمل سائر ما يحتاج إليه من خدمة ] كالتأبير وما إلى ذلك [ بجزءٍ معلوم ] النصف أو الربع أو الثلث [ من ثمره، وأن يكون مشاعاً فيه ] أي: ليس خاصاً بهذا النخل.

    حكم المساقاة

    [ ثانياً: حكمها: المساقاة جائزة ] أي: ليست ممنوعة ولا محرمة [ والأصل في جوازها عمله صلى الله عليه وسلم، وعمل خلفائه الراشدين من بعده ] فالجواز سببه عمل الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل أصحابه [ فقد أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها ) (أي: من أرض خيبر) من زرع وثمر -والشطر: هو النصف- كما أمضى هذه المعاملة من بعده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ] وهذا دليل جواز المساقاة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523070

    عدد مرات الحفظ

    777117053