إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (15)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من أركان الإيمان بالله تعالى الإيمان باليوم الآخر وما بعده من أهوال وأمور، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على ذلك، كما أكدت الأدلة العقلية والبراهين الحسية على البعث والحساب، وقد آمن ملايين البشر من الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين باليوم الآخر، كما اقتضت الحكمة الإلهية والإرادة الكونية أن يكون هناك جزاء وحساب لما يكون في الدنيا من عمل، فمن عمل خيراً أثيب خيراً في الآخرة، ومن عمل سوءاً استحق العقاب الأليم، والله تعالى لا يعجزه شيء، بل له قدرة وحكمة بالغة جل وعلا.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذا اليوم ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع كتاب العقيدة، فهيا بنا نستذكر ما سبق أن علمناه؛ لنعلم أن العقيدة الإسلامية الصحيحة الثابتة بالكتاب - أي: القرآن- والسنة - أي: أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم- بمثابة الروح، صاحبها حي، يعي ويسمع، يعطي ويأخذ، يذهب ويجيء؛ لأنه كامل الحياة، وفاقدها ميت، لا يسمع نداءً ولا يجيب، لا يأمر بخير ولا ينهى عن شر؛ لأنه ميت.

    والدليل على موته المعنوي هذا: أننا لا نكلفه بصيام ولا صلاة، لا بجهاد ولا رباط، وهو يعيش بيننا، ويسمع نداء حي على الصلاة فلا يحضر، فليس من حقنا أن نلزمه بالحضور إلى المسجد وهو كافر؛ لأنه ميت، ويوم أن تنفخ فيه روح الإيمان حينئذ مره فإنه يفعل، وانهه فإنه يترك، وناده يجب نداءك، والله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ [النمل:80].

    ثانياً: وهو واقع العالم الإسلامي من قرون: من ضعفت عقيدته ولم تصف في نفسه ولم يعرف أصولها ولم يتمكن منها حكمه حكم المريض، فالمريض يقدر أحياناً أن يقوم وأحياناً لا يقوم، ويستطيع مرة أن يتكلم وأخرى يعجز؛ وذلك لضعفه، وليس هو بميت، بل هو حي، ولكنه ضعيف، فلهذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يصحح عقيدته فلو عرضها على القرآن لوافق عليها، ولو عرضها على رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي: على سنته- لصدق عليها، وقال: عقيدتك صحيحة، ومن يأبى هذا يبقى كالمريض، يفعل خيراً ويترك آخر، ينته عن شر ويفعل آخر؛ وذلك لضعفه ولمرضه وقلة صحته. وافتح عينيك وانظر في العالم الإسلامي، فأهل الفساد والشر والظلم والفسق والفجور بيننا والله لضعف عقيدتنا، والله لمن ضعف العقيدة، فنحن ما كملنا فيها، وإلا لم نتخبط ونقع في هذه الذنوب والآثام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089440894

    عدد مرات الحفظ

    785066422