إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (18)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الله سبحانه وتعالى هو الإله المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه؛ لأنه هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، الرب، المالك لكل شيء، فلا يجوز أن يصرف شيء من العبادة لغيره تعالى، ومن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك مع الله غيره، وهذا أعظم الذنوب وأشنعها، وقد دل على استحقاق الله تعالى للعبادة دون غيره الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع [ الفصل الثالث عشر: في توحيد العبادة].

    إن العقيدة الإسلامية هي بمثابة الروح للبدن، فذو العقيدة الإسلامية الصحيحة حي، يعي ويسمع، يعطي ويمنع؛ وذلك لكمال حياته، ومن فقدها فهو في عداد الموتى، لا يسمع إن ناديت، ولا يعطي إن طلبت، ولا يمتنع إن منعت، فهو ميت.

    والبرهنة والاستدلال على هذه الحقيقة: أن أهل الذمة في ديار المسلمين لا يكلفون بصلاة ولا زكاة؛ لموتهم، فإذا نفخنا فيهم الروح وقال أحدهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله حيي، وحينئذ مره يمتثل، وقل له: اغتسل يغتسل، أو اشهد الصلاة يشهدها، أما قبل إسلامه فهو ميت، لا يكلف.

    ثانياً: المسلم إذا ضعفت عقيدته داخلها الزيد والنقصان، وداخلها الشك والريب، فهذا كالمريض، يقوى يوماً على فعل طاعة، ويعجز يوماً عنها وعن مثلها، فلهذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يصحح عقيدته، حتى تصبح عقيدة إسلامية حقيقية.

    والطريق: أن يعرضها على القرآن، فإن وافق عليها فذاك، أو يعرضها على السنة النبوية فإن وافقتها فذاك، وإذا كان لا يحسن عرضها على الكتاب ولا السنة يعرضها على العلماء، فيقول: يا شيخ! أنا أعتقد كذا وكذا، فماذا تقول؟ أنا لا أعتقد في كذا وكذا، فماذا تقول؟ فالشيخ العالم يصحح له معتقده، وإن لم يصل إلى هذا المستوى فليلازم حلق العلم؛ فإنه يتعلم شيئاً فشيئاً؛ حتى يصبح ذا عقيدة سليمة ربانية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088531526

    عدد مرات الحفظ

    777165680