إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (191)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • النذر إلزام المرء نفسه طاعة لله لم تلزمه بدونه، والنذر إن قصد به وجه الله ورضاه كان مباحاً، وإن كان مشروطاً كره، وكل نذر طاعة أو مباح فإنه يجب الوفاء به، وإن كان نذر معصية فهو حرام ولا يجب الوفاء به.
    الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها عقائد وآداباً، وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وهو جمع بين أهل السنة والجماعة، فلا مذهبية ولا طائفية، فكلهم أتباع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

    وقد انتهى بنا الدرس إلى [المادة الثانية: في النذر] فما هو النذر؟

    أولاً: تعريفه

    [أولاً: تعريفه: النذر إلزام المسلم نفسه طاعة لله لم تلزمه بدونه -أي: النذر- كأن يقول: لله علي صيام يوم، أو صلاة ركعتين مثلاً] أو صلاة يوم، أو صدقة بمقدار من المال، أو أن يقول: لله علي صيام شهر، أو لله علي أن أقوم الليل كاملاً.

    ثانياً: حكمه

    [ثانياً: حكمه: حكم النذر ما يلي:

    يباح النذر المطلق الذي يراد به وجه الله، كنذر صيام أو صلاة أو صدقة، ويجب الوفاء به] فلا تعد ربك ثم تخلف، فهذا حرام عليك.

    مباح لك يا عبد الله أن تقول: لك علي يا رب! صيام هذا الشهر، أو لك يا رب علي أن أتصدق بألف ريال، أو لك يا رب علي أن أعتمر هذه الأيام.. فيباح لك أن تنذر لربك نذراً ما ألزمك به وأنت التزمته، ويجوز لك أن تتقرب بذلك إلى الله وتلتزمه ولا حرج.

    [ويكره النذر المقيد كأن يقول: إن شفا الله مريضي صمت كذا أو تصدقت بكذا؛ لقول ابن عمر رضي الله عنه: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر، وقال: إنه لا يرد شيئاً، وإنما يستخرج به من مال البخيل )].

    النذر المكروه كأن تقول: يا رب! إن شفيت ولدي أو زوجتي سأتصدق بكذا، ولكن النذر أن تقول: لك يا رب علي كذا وكذا تقرباً إليه عز وجل، فلا تقيده بشرط: إن شفا مريضك، أو رد غائبك، أو غير ذلك .. فهذا مكروه.

    [ويحرم إذا كان لغير وجه الله تعالى كالنذر لقبور الأولياء أو أرواح الصالحين، كأن يقول: يا سيدي فلان] أو يا مولاي فلان [إن شفا الله مريضي ذبحت على قبرك كذا أو تصدقت عليك بكذا] فهذا النذر محرم لأنه شرك، لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة [إذ هذا من صرف العبادة لغير الله تعالى، وذلك الشرك الذي حرمه الله تعالى بقوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]].

    إذاً: عرفنا النذر بأقسامه الثلاثة: المباح، والمكروه، والمحرم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530674

    عدد مرات الحفظ

    777157842