إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (2)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أدلة وجود الله تعالى ثابتة بالشرع والعقل والنظر والفطر، ولم يخالف في ذلك أحد، وقد أخبر بذلك ربنا سبحانه في كتابه، وتواتر على ألسنة أنبيائه ورسله، وآمن جميع العالمين بوجوده، ودلت العوالم المختلفة والمخلوقات المتنوعة على ربوبيته على كل شيء، والآيات القرآنية في ذلك كثيرة ومتواترة جداً.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية كاملة: عقائد، آداب، أخلاق، عبادات، معاملات.

    والدرس الماضي كان في الإيمان بالله تعالى، وأذكركم ونفسي: أن الإيمان الحق الصحيح هو بمثابة الروح، فمن آمن إيماناً حقيقياً صحيحاً سليماً حياً فهو حي، يسمع ويبصر وينطق، ويعطي ويأخذ، وإذا عُدم هذه الروح فهو كالميت، فلهذا الكفار من جنس الأموات لا نأمرهم بصيام ولا صلاة، ولا نأمرهم برباط ولا جهاد؛ لأنهم أموات، فإذا حيوا بالإيمان كلفهم يتكلفونه.

    والإيمان مبناه على ستة أركان، وهي:

    أولاً: الإيمان بالله.

    ثانياً: الإيمان بملائكته.

    ثالثاً: الإيمان بكتبه.

    رابعاً: الإيمان برسله.

    خامساً: الإيمان باليوم الآخر.

    سادساً: الإيمان بالقضاء والقدر.

    ودرسنا هذه الأركان في عقيدة المؤمن من أولها إلى آخرها، والآن مع منهاج المسلم وأول ما فيه -الفصل الأول-: الإيمان بالله، ونقرأ هذه الصفحة لكي نربط بين الماضي والحاضر:

    [الفصل الأول: الإيمان بالله تعالى:

    هذا الفصل من أخطر الفصول شأناً]، فالإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر هما سر الحياة، إذا ما آمن العبد بربه، أو آمن بالله ولم يؤمن بلقائه ما يقوى على أن ينهض بأي تكليف، فهو أشبه بالميت.

    إذاً: أركان الإيمان ستة ولكن أعظمها في التأصيل: الإيمان بالله وباليوم الآخر، ومن تأمل الآيات القرآنية وجد قول الله تعالى: ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [الطلاق:2]، وفي آية أخرى يقول: إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء:59]، حتى في موضوع الحيض والحمل قال: إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة:228]، فتجلت حقيقة واضحة وهي: أن الإيمان بالله واليوم الآخر أعظم إيمان، وإن ضعف هذا الإيمان ضعفت الحياة كلها، فهيا مع الإيمان بالله! [وأعظمها قدراً؛ إذ حياة المسلم كلها تدور عليه وتتكيف بحسبه، فهو أصل الأصول في النظام العام لحياة المسلم بكاملها ].

    قال: [ الإيمان بالله تعالى: المسلم يؤمن بالله تعالى، بمعنى أنه يصدق بوجود الرب تبارك وتعالى] يصدق جازماً بوجود الرب تبارك وتعالى [وأنه عز وجل فاطر السماوات والأرض] أي: خالقهما [عالم الغيب والشهادة] يعلم الغيب والحاضر، [ رب كل شيء] في الكائنات، أي: خالقه وموجده ومديره ومدبره [ومليكه] المتصرف فيه كما يشاء [لا إله إلا هو] لا إله إلا الله، لا يوجد معبود يستحق أن يعبد إلا الله [ولا رب غيره] لا يوجد رب غير الله، ورب بمعنى: الخالق الرازق المدبر للحياة، المالك للأكوان، فلا يوجد غير الله رباً [وأنه جل وعلا موصوف بكل كمال] كل كمال من الصفات فالله موصوف به [منزه] مبعد [ عن كل نقصان؛ وذلك لهداية الله تعالى للمؤمن قبل كل شيء] فلولا هداية الله لنا ما آمنا هذا الإيمان [ثم للأدلة النقلية والعقلية الآتية] المؤمن من آمن بالله رباً لا رب غيره، وإلهاً لا إله سواه، وأنه موصوف بكل كمال، منزه عن كل نقصان، وأنه المالك لكل شيء والمدبر لكل شيء، حصل له هذا الإيمان بهداية الله، ولولا الله ما آمنا ولا صمنا ولا صلينا، لا بالاجتهاد ولا غيره، ولكنها هداية الله، يدخل الله في رحمته من يشاء.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088484020

    عدد مرات الحفظ

    776945520