إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (206)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • للقاضي ولاية ومهمة تختص به لا بغيره، ومن ذلك إقامة الحدود والفصل بين المتخاصمين والنظر في الأنكحة وأموال غير الراشدين، وفي المصالح العامة، والأمر بالمعروف، وإقامة الجمع والأعياد، كما أن الحاكم يحكم بين المتخاصمين إما بالإقرار أو البينة أو اليمين أو النكول، كما أن القاضي لا ينبغي أن يحكم بعلمه حتى لا يتهم، ولا تسمع الدعوى غير المحررة، وحكم القاضي في الظاهر لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي - أي: الجامع- للشريعة الإسلامية بكاملها، عقائد .. آداباً .. أخلاقاً .. عبادات .. أحكاماً.

    وأقول: والله لو يطبق هذا الكتاب في إقليم من الأقاليم فلن تمضي عليهم فترة من الزمن إلا وهم أفضل الناس، وكلمتهم واحدة، وعقيدتهم واحدة، وعبادتهم واحدة، وهم متحابون متآخون، ولكن مع الأسف ما أقبلنا أبداً على الصراط المستقيم، وما زلنا مفرقين مشتتين، ويا لها من محنة!

    وهذا الكتاب قد ترجم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والفارسية، وأيما مؤمن يضعه عند رأسه إن كان يحسن القراءة والكتابة والفهم فيقرأ منه كل ليلة صفحة أو بعض صفحة فلن تمضي سنة إلا وهو من أعلم الناس.

    وهذا الكتاب لو طبق في البلاد الإسلامية لأغنى عن المذهبية والطائفة والحزبية أبداً، فهو ليس فيه إلا قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وما خرج أبداً عن منهج السلف الصالح، وهم أصحاب رسول الله وأولادهم وأحفادهم.

    وها نحن انتهى بنا الدرس إلى هذه المقطوعة، فهيا بنا نسمع ونصغي ونتعلم.

    [ ثامناً: ولاية القاضي ] ويجب أن نعرف كيفية هذه الولاية [ تتناول ولاية القاضي، ويدخل تحت اختصاص منصبه ] أي: منصب القاضي [ ما يلي:

    أولاً ] مهمة القاضي ووظيفته: [ الفصل بين المتخاصمين ] وذلك [ في سائر الدعاوي والقضايا بأحكام نافذة ] وهي التي لا بد وأن تطبق [ أو بصلح يرضي الطرفين ] المتخاصمين [ عند تعارض البينات أو خفاء الحجج ] على بعضها [ أو ضعفها ].

    [ ثانياً ]: من مهمة القاضي الإسلامي [ قهر الظلمة ] من الناس [ والمبطلين، ونصرة أهل الحق والمظلومين، وإيصال الحق إلى أهله ].

    [ ثالثاً: إقامة الحدود ] كحد القتل والزنا وما إلى ذلك [ والحكم في الدماء والجراحات ] كما بينها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    [ رابعاً: النظر في الأنكحة ] أي: الزواج كيف تم [ و] في [ الطلاق ] كيف تم [ و] في [ النفقات ] ما هي، ولمن تعطى، ومقدارها [ وما إلى ذلك ].

    [ خامساً ] من مهمات القاضي: [ النظر في أموال غير الراشدين من يتامى ومجانين وغيب ومحجور عليهم ] ويتولى ذلك.

    [ سادساً: النظر في المصالح العامة في البلد من طرقات ومرافق وغيرها ] لأنه القاضي.

    [ سابعاً: الأمر بالمعروف ] وهو ما عرفه الله في كتابه، وشرحه رسوله [ وإلزام الناس بفعله، والنهي عن المنكر وتغييره، وإزالة أثره من البلاد ] لتطيب وتطهر.

    [ ثامناً ] من مهماته ومسائله وما يقوم به: [ إمامة الجمعة والأعياد ] فالقاضي هو الذي يصلي بالمؤمنين الجمعة والأعياد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523787

    عدد مرات الحفظ

    777120919