إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (22)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كما أن لله تعالى أولياء لهم كرامات أكرمهم الله بها، فكذلك للشيطان أولياء لهم علامات يعرفون بها، قد استحوذ عليهم الشيطان، وسول لهم الشر، وأملى لهم الباطل، فأصمهم وأعمى أبصارهم، فهم له مسخرون ولأوامره مطيعون، حتى أصبحوا ضد أولياء الله، محاربين لهم، متآمرين عليهم، ركبوا في معصية الله كل صعب وذلول، فينبغي على المؤمن الحذر من الشيطان وأوليائه، وموالاة الله ورسوله والمؤمنين.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم. وها نحن ما زلنا في الباب الأول ألا وهو العقيدة. ما العقيدة؟

    العقيدة يا عبد الله! يا أمة الله! أن تعتقد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن لقاء الله حق، وما يتم في ذلك اليوم من حساب دقيق وجزاء كامل على الأعمال في هذه الحياة، إما بالجنة دار السلام أو بالنار دار البوار.

    العقيدة أن تصدق الله في كل ما أخبرك به من شأن الغيب والشهادة، وأن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به من الغيب والشهادة.

    هذه العقيدة بمثابة الروح للإنسان، صاحبها حي يسمع ويبصر، يعي ويفهم، يعطي ويأخذ؛ لكمال حياته، وفاقدها ميت؛ ولهذا لا يؤمر بصلاة ولا زكاة، ولا صيام ولا حج ولا رباط؛ لأنه ميت.

    حقاً! المؤمن الحق حي يؤمر وينهى فيستجيب، والكافر ميت لا يستجيب لنداء الرحمن، ولا يقبل على الخير والصالحات؛ وذلك لموته.

    هذه العقيدة مبناها.. أركانها.. دعائمها.. أسسها التي تقوم عليها ستة، من أنكر ركناً منها فهو كافر ميت غير حي، هذه الأركان بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام، إذ سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، فقال: ( ما الإيمان يا رسول الله؟! قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )، هذه أركان الإيمان الستة، وهي مذكورة في سورة البقرة خمسة منها، والسادس في سورة القمر، ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر، إذ قال تعالى في سورة القمر: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49].

    ودرسنا هذه الأركان، وها نحن مع أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وسبحان الله القائل: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الذاريات:49]، زوجين من كل شيء، فهناك أولياء لله، وهناك أولياء للشيطان.

    وسبق أن عرفنا أولياء الرحمن وبقيت بقية عنهم، فإليكموها تأملوها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088563601

    عدد مرات الحفظ

    777355467