إسلام ويب

معنى لا إله إلا الله -4للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يدعو الله عز وجل عباده إلى معرفته بما أنزل من آيات، وما نصب من علامات، وهذه المعرفة لا يقصد بها المعرفة السطحية التي لا يكاد ينكرها أحد، وإنما الغرض من معرفة الله عز وجل تأليهه دون من سواه، وذلك بالالتجاء إليه، والتوكل عليه، والرغبة إليه، والرهبة منه، وصرف جميع أنواع العبادات إليه سبحانه وتعالى.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد:

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذا الوقت ندرس رسالة: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وقد عرفنا أنَّ لا إله إلا الله هي كلمة التقوى، لو سئلت يا عبد الله عن كلمة التقوى ما هي؟ فأجبِ السائل بقولك: هي لا إله إلا الله. أي: لا معبود بحق إلا الله عز وجل. ودليل ذلك قول الله تعالى: وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا [الفتح:26]، ألا وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصحاب بيعة الرضوان.

    وهذه الكلمة (لا إله إلا الله) هي أفضل كلمة على الإطلاق؛ لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( أفضل ما قلت أنا والنبييون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ). وقد سبق أن علمنا أن هذا ورد الصالحين والصالحات، فلا تطلع شمسك يا عبد الله ولا تغرب إلا وقد ذكرت هذا الورد العظيم، وهو أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة، سواء وأنت تمشي، أو أنت راكب، أنت جالس، أنت مضطجع، على جنبك، لا يحول بينك وبين هذا الذكر، وإن كنت جنباً ولم تغتسل، لا يفوتك يا عبد الله! لا يفوتك يا أمة الله هذا الورد، والله إنه لمن خير الأوراد وأفضلها، وحسبنا أن يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة، كان له عدل عشر رقاب )، وهذا أيام كانت الرقاب تعتق في سبيل الله، والرقبة بالآلاف، فالذي يأتي بهذا الورد مؤمناً صادقاً يكون له كأنما عتق عشر رقاب في سبيل الله.

    ( وظل يومه ذلك كله في حرز من الشيطان )، أي: بعدما يمحو الله به عنه مائة سيئة، ويرفعه مائة درجة.

    ( ولا يأتي إنسان بأفضل مما أتى به، إلا من قال مثله وزاد ). فإن شاء الله نعمل بهذا الورد أو لا؟ والله ما يصرفنا عنه إلا الشيطان، فهو لا يكلفنا طاقة ولا جهداً ولا مالاً ولا أي شيء، فلماذا ما نقوله في صدق؟ وليس شرطاً أبداً أن تكون جالساً مستقبلاً القبلة، بل حيثما اتجهت اذكر الله عز وجل، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191]. هذه كلمة التقوى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521840

    عدد مرات الحفظ

    777104133