إسلام ويب

الرابحون في رمضانللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الناس في رمضان صنفان: رابح وخاسر، فالرابح من صام نهاره وقام ليله، وشغل وقته بالذكر وقراءة القرآن، والإكثار من الأعمال الصالحات وتجنب المنكرات، وأيقظ أهله وشد مئزره لقيام الليل.

    والخاسر من نام نهاره عن الصلاة، وسهر ليله أمام المسلسلات والمسابقات والأمسيات الضائعات المضيعات، ولم يتزود من الصالحات، بل تزود من المعاصي والموبقات.

    فانظر أخي المسلم: هل أنت من الرابحين أم من الخاسرين؟!

    الحمد لله الذي له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله أفضل الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    فيا أيها الإخوة في الله! حياكم الله في بيتٍ من بيوت الله، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولانا في الدنيا والآخرة، اللهم تولنا في الدنيا والآخرة، واجعلنا مباركين أينما كنا يا رب العالمين!

    اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23].

    وأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي وصية الله للأولين والآخرين وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131].

    عباد الله! تقوى الله سبحانه وتعالى هي أفضل زادٍ ينتقل به العبد من هذه الدار يوم أن ينتقل، ولذلك أوصى الله تعالى بالتزود أيضاً فقال جل وعلا: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة:197] ولن يوفق للخيرات، ولا إلى العلم النافع، ولا إلى الهدى إلا من اتقى الله سبحانه وتعالى، إذا اتقى الله العبد وسار على نهج الكتاب والسنة فعند ذلك يفوز وينجو في الدنيا وفي الآخرة.

    أخي في الله! من هم الرابحون في رمضان؟ الله أكبر! هذا السؤال ينبغي لنا -أخي في الله- أن نتعقل هذا السؤال، ثم نتعقل الجواب الذي بعده.

    الرابحون في رمضان

    من هم الرابحون؟ نعم؛ لأن الناس ينقسمون إلى قسمين: رابح وخاسر. نسأل الله أن يجعلنا من الرابحين، فالرابحون هم الذين يتلقون هذا الشهر الكريم بالقبول والفرح والاهتمام بأداء حقوق الصوم فيعمرون نهاره بالصيام، ويحفظون أوقاته بالطاعات التي تقربهم من الله تعالى، والابتعاد عما يغضب الله تعالى، ولله در القائل:

    قد جاء شهر الصوم فيه الأمان     والعتق والفوز بسكنى الجنان

    شهرٌ شريفٌ فيه نيل المنى     وهو طراز فوقكم للزمان

    طوبى لمن قد صامه واتقى     مولاه في الفعل ونطق اللسان

    ويا هنا من قام في ليله     ودمعه في الخد يحكي الجمان

    ذاك الذي قد خصه ربه     بجنة الخلد وحورٍ حسان

    هناكم الله بشهرٍ أتى     في مدحه القرآن نص عيان

    هذا الشهر الكريم شهرٌ أنزل الله فيه القرآن، فالرابحون: هم الذين يغتنمون أوقاته أيضاً بتلاوة القرآن، والله ثم والله إن العاقل هو الذي يكثر من تلاوة القرآن، بل الرابح هو الذي يكثر من تلاوة القرآن، ويهتدي بهدي القرآن، ويسترشد بمواعظ القرآن، ويأخذ العبرة من قصصه، ويلتقط من درره وحكمه؛ لأن القرآن أتى بالشريعة الإسلامية، منه تستمد الأحكام والمسائل الفقهية، فهو عماد الأمة الإسلامية في دينها ودنياها، وصدق الله العظيم إذ يقول جل جلاله: وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155].

    السلف الصالح في رمضان يتركون حتى مدارسة العلم ويقبلون على تلاوة القرآن.. لا إله إلا الله!

    أمة الإسلام! اعرفوا قدر هذا القرآن الذي أعرض عنه الكثير في هذه الأزمنة الممتلئة بالفتن والمغريات والملذات والشهوات التي طمت على القلوب فإنا لله وإنا إليه راجعون!

    اللهم لا تجعلنا ممن قلت فيهم: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه:124-126] نسأل الله العفو والعافية!

    الرابحون: هم الذين قد عرفوا قدر هذا القرآن، وإنه منحة عظيمة منحها الرب جل جلاله هذه الأمة وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155].

    القرآن مأدبة الله، فأقبلوا على مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء الناجع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، لا تنقضي عجائبه، ولا تخلط من كثرة الرد.

    اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف}.

    والله ثم والله! لا عيش أطيب من عيش المتعظين بهذا القرآن المهتدين بهذا القرآن، ولا نعيم أتم من نعيمهم لما هم فيه من شرح الصدور بالإيمان بالله، والسرور بطاعته وعبادته، إذا قاموا ينادون ربهم بكلامه المنزل في رمضان، وفي غير رمضان أولئك الرابحون الذين عرفوا قيمة الزمان فاستعملوه بطاعة الرحمن، لا إله إلا الله! يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].

    أمة محمد صلى الله عليه وسلم! اعرفوا قدر هذا القرآن.

    أمة الإسلام! إن هذه الموعظة التي جاءتكم من ربكم هو القرآن العظيم وما فيه من أخبارٍ صادقة نابعة، وأحكامٍ عادلة، فيها مصلحة للخلق ليس في دينهم فحسب ولكن في دينهم ودنياهم، فأكرم وأنعم بهذا القرآن الذي قال الله عنه: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:38].

    الرابحون هم الذين عرفوا هذا القرآن وأقبلوا على الله جل وعلا بكثرة تلاوته، وعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، قال الله جل وعلا: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9] الله أكبر! لا إله إلا الله! من هم أولو الألباب؟

    قال الله جل وعلا: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:191] أولئك الرابحون الذين عرفوا قيمة الزمان، فقضوا أوقاتهم بتلاوة القرآن، وكثرة ذكر الله عز وجل، ولذلك وصفهم الله جل وعلا بقوله: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً [الفرقان:63-64].

    أولئك الرابحون الذين عرفوا قيمة الليل؛ لأن الليل له فرسان؛ فرسانٌ يقودهم الشيطان -والعياذ بالله- في أودية الغي والضلال، وفرسانٌ يهتدون بكتاب الله ويستنون بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الفرسان الذين قادهم القرآن واهتدوا بسنة محمد صلى الله عليه وسلم، مدحهم الرحمن جل وعلا فقال جل جلاله: كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18] إذا أثخن أولئك السهر الذين سهروا مع الأفلام والمسلسلات، والأغاني الماجنات، والأوراق الفاتنات وغيرها التي تطفأ فيها الأوقات فإذا أثخن أولئك السهر، وإذا بأولئك عباد الرحمن الذين عرفوا قيمة الزمان، وإذا هم يقومون لصلاة التهجد، لا إله إلا الله! وليس ذلك خاصٌ في رمضان، بل كل حياتهم صلاة، كل حياتهم تعبدٌ في ذلك الوقت المبارك الذي حث عليه ربنا سبحانه وتعالى، وحث عليه رسوله صلى الله عليه وسلم ذلك الوقت المبارك الذي ينزل فيه الرب جل جلاله إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظمته، لا إله إلا الله!

    من الذي يحوز على ذلك الوقت المبارك؟ أولئك الرابحون الذين قال الله عنهم: كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18].

    إخواني في الله! إن لقيام رمضان مزية خاصة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} فلله درك من شهرٍ كريم، وموسمٍ عظيم! نزل القرآن بتشريفه وتعظيمه، ونطقت السنة بفضله، شهرٌ تجدد فيه الجنة، وتزين، وتشرف فيه الحور العين فينادين هل من خاطبٍ إلى الله تعالى فيزوجه؟ شهرٌ تفتح فيه أبواب الرحمة، وتغلق أبواب الجحيم، وتسلسل فيه الشياطين.

    شهر رمضان ترفع فيه الدرجات، وترحم فيه العبرات، فاستقبلوه -يا عباد الله- كما استقبله أولئك.

    كيفية استقبال السلف الصالح لشهر رمضان

    السلف الصالح الذين عرفوا قيمة الزمان، استقبلوا شهر رمضان بقلوب ملؤها الإيمان، وبفريضة هذا الشهر، وبصبرٍ على طاعة الله، واحتسبوا الأجر والثواب من عند الله، يقول الرب جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة:183] نداء للمؤمنين بهذا النداء الشريف يناديهم أكرم الأكرمين جل وعلا يقول سبحانه وبحمده: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:183-185].

    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قال الله عز وجل -اسمع أخي في الله إلى هذا الفضل العظيم- كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة -ثم اسمع إلى هذه التوجيهات- فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل: إني صائم} ثم يقول: {والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك} ثم قال صلى الله عليه وسلم: {للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه} متفقٌ عليه، وهذا نص رواية البخاري، وفي رواية للبخاري أيضاً: {يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشرة أمثالها} وفي رواية لـمسلم: {كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي فأنا أجزي به -الله أكبر! لا إله إلا الله!- يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك}.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد} متفقٌ عليه.

    إخواني في الله! هذا شهر الصيام والقيام قد أقبل عليكم يا أمة الإسلام! فكم فيه من الخيرات لمن وفقه الله.

    يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان، فيقول: {جاءكم شهر رمضان شهرٌ مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم!} رواه الإمام أحمد والنسائي.

    فهذا شهر رمضان المبارك قريباً سوف يحل عليكم ضيفاً كريماً فاغتنموه يا عباد الله!

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087520794

    عدد مرات الحفظ

    772805706