إسلام ويب

فتاوى رمضانيةللشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! هيا بنا إلى العلم من طريق السؤال والجواب.

    السؤال: نود منكم يا شيخ! أن تدلونا كيف نستقبل رمضان؟

    الجواب: نستقبله بقلوبنا وأبداننا وأرواحنا، نستقبله بالتوبة النصوح، فمن كان بالأمس يشرب الدخان فاليوم يتركه ولا يعود إليه أبداً، ومن كان يجلس على طاولة اللعب كالكيرم أو غيرها للتنفيس على النفس والترويح عنها، فمن الآن لن يقف على تلك الطاولة ولن ينظر إليها، ومن كان يكثر من الضحك والأحاديث الفارغة، فمن الليلة لن يضحك إلا ابتسامة؛ لأنه مقبل على الله تعالى، ومن كان يقول كلمة باطل، كأن يذكر مؤمناً بسوء كغيبة أو نميمة، فمن الآن انتهى كل ذلك، ومن كان يجلس أمام شاشة التلفاز أو الفيديو ويشاهد العواهر تغني وترقص، والباطل واليهود والنصارى يتكلمون في داخل بيته، فمن الآن والله ما يظهر ذلك في بيت المؤمن أبداً.

    وهنا يا معشر المستمعين! حبيبكم صلى الله عليه وسلم إن كنتم صادقين، يدخل في الحجرة التي هو فيها مع صاحبيه، وكانت هذه الحجرة خاصة بأم المؤمنين عائشة، إذ لكل زوجة من أمهات المؤمنين حجرة خاصة بها، فدخل فإذا بها قد وضعت خرقة على نافذة في الجدار تضع وراءها حاجاتها، كالكحل والصابون وما إلى ذلك، إذ لم يكن عندها دولاب حديد أو خشب، وفي تلك الخرقة صورة مرسومة بالنسج لا أنها صورة حقيقة، وما إن رآها النبي صلى الله عليه وسلم حتى غضب وقال: ( يا عائشة! أزيلي عنا قرامك، فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة )، فقالت: تتوب إلى الله ورسوله.

    فإن كنت المؤمن الحق هل تستطيع أن توجد في بيتك تلفاز تشاهد فيه عواهر النساء وتسمع فيه الطبول والمزامير؟! والله إن كنت صادق الإيمان ما كان إلا في حال جهلك وعدم علمك، أما بعد العلم أيغضب رسول الله وترضى أنت؟! ثم ما الذي أغضب الرسول؟ خرقة في جدار، نسيج ما له قيمة، أما أنت فعاهرة ترقص وبناتك وأمهاتك يجلسن أمامها، وأولادك شبيبة تتفرج وهم يرتكبون الفظائع في هذه الصحون الهوائية كما يخبروننا.

    بهذه الأذن تتصل بي مؤمنة فتقول: يا شيخ! ماذا أصنع؟ أخي يفعل الفاحشة بأخته! وهم أطفال صغار، فهل كان هذا يخطر ببال الإنسان قبل وجود هذه الصحون وهذه الدشوش؟! ما كان يخطر بالبال أبداً، وآخر يقول: يا شيخ! ماذا أصنع؟! ابني يفعل الفاحشة بأخيه، فمن أين جاء هذا أسألكم بالله؟! أو ما فهمتم ما أقول؟ أتعرفون الصحن الهوائي أو لا؟ الذي ينشر ويبث كل أنواع الخبث، وهو على سطوحكم وفي دياركم، ووالله ما يرضى به مؤمن يؤمن بالله ولقائه أبداً، وكل هذا لتعرفوا أننا هابطون لاصقون بالأرض.

    إذاً: نستقبل رمضان لا بالصيام فقط بحيث نمتنع عن الطعام والشراب وفي الليل نقبل فنزدرد ونأكل ونشرب، وإنما هو رحلة بالروح إلى الملكوت الأعلى، وانقطاع عن هذه الدنيا للدخول في الدار الآخرة، صمت وذكر لله وعبادة وطاعة، وبهذا نستقبل رمضان يا عباد الله!

    لكن قد يوجد بعض السياسيين والفطناء والأدباء والأغنياء يقولون: لماذا هذا التشدد؟ لماذا نمنع هذه الآلات التي نروح بها على أنفسنا؟ فأنا أقول لهم: يا صاحب التلفاز والفيديو! ويا صاحب الدش على سطحك! هل تكتسب بذلك درهماً واحداً في اليوم؟ والله لا درهم أبداً، هل تكتسب بذلك زيادة في علومك ومعرفتك؟ والله لا، وإنما هبوط، إذاً والله تستفيد منه أن نغضب الله ورسوله، فيا ويلك ويا ويحك! يا من تغضب الله والرسول!

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088575643

    عدد مرات الحفظ

    777418650