إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 47للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل السرايا ويخرج في بعض الغزوات دون أن يواجه أحداً من المشركين، إلى أن جاء موعد غزوة بدر، والتي خرج فيها رسول الله ليدرك عيراً لقريش، عليها تجارتهم وأموالهم، وحين تسامعت قريش بهذا خرجت لملاقاة النبي في ألف مقاتل أو قريباً من ذلك، وقد فاتت العير رسول الله ومن معه، وهيأ الله الظروف للقاء الكبير بين أهل الإيمان والتوحيد وأهل الكفر والفجور.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    الدرس الماضي ما استطعنا أن نكمل النتائج والعبر التي تمت في تلك الأحداث، وهاهي ذا بين أيديكم ..

    قال: [نتائج وعبر:

    إن لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبراً نوجزها فيما يلي:

    أولاً: بيان ما اضطلع به الحبيب صلى الله عليه وسلم من أعباء الجهاد والدعوة؛ إذ ما فرغ من غزوة حتى تهيأ لأخرى وأعدّ لها، فجزاه الله عن الإسلام وأمته خير ما جزى به نبياً عن أمته.

    ثانياً: بيان الكمال المحمدي في حسن التدبير، وكمال التصرف وعظيم الرشد في كل أعماله.

    ثالثاً: بيان أول غنيمة كانت في الإسلام، وخمّست بإلهام من الله تعالى حتى فرض الله تعالى بعد ذلك تخميس الغنائم] وهي غنيمة عبد الله بن جحش ، أخو زينب ، صهر الحبيب صلى الله عليه وسلم، لما بعثه رسول الله مع جماعة من أصحابه وكتب له كتاباً وقال: لا تقرؤه حتى تصل إلى كذا، وكانت النتيجة طيبة، فقتلوا ابن الحضرمي وأسروا اثنين وجاءوا بالغنيمة، وفي الطريق قال عبد الله لرجاله: نعطي الخمس للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا قبل أن يشرع الله تخميس الغنائم، وبعدها قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ .. [الأنفال:41].

    قال: [رابعاً: بيان أول فداء في الإسلام] أول فداء تم في الإسلام عندما جاء الصحابة الغزاة بأسيرين أحدهما أسلم وحسن إسلامه واستشهد في الإسلام، والثاني فداه رسول الله بمال، فقد بعثت قريش بمال وافتدت به أسيرها، فكان أول فداء في الإسلام.

    [خامساً: بيان مدى ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبهم لنبيهم، حتى إن أبا عبيدة لم يستطع أن يفارق الحبيب صلى الله عليه وسلم، فرحمه لذلك وأبقاه معه] أبو عبيدة عامر بن الجراح لما هيأه الرسول صلى الله عليه وسلم للسرية بكى صبابة وشوقاً وحنيناً، وما استطاع أن يفارق الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي: ابق معنا. وهذا فيه بيان مدى حب أصحاب رسول الله لنبيهم.

    [سادساً] وأخيراً [بيان أن سرية عبد الله بن جحش كانت مقدمة لغزوة بدر الكبرى].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088525759

    عدد مرات الحفظ

    777130285