إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 49للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في صبيحة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان للسنة الثانية من الهجرة تلاقى فريق التوحيد بقيادة محمد رسول الله مع فريق الشرك بقيادة أبي جهل، وقد قلل الله كلاً من الفريقين في عين الآخر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وقد بدأت المعركة كعادة العرب بالمبارزة فخرج ثلاثة من المشركين، وخرج لهم ثلاثة من جند الله فتصاولوا حتى نصر الله الفئة المؤمنة على أقرانهم، ثم ما لبثت المعركة أن اشتعلت، وشاركت الملائكة مع المؤمنين، ونصر الله نبيه والمؤمنين، وقتل جل سادات مكة وصناديد قريش، وسحبت جثثهم إلى قليب بدر.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فها نحن مع غزوة أو معركة بدر الكبرى، وقد مشينا فيها وسايرناها عدة ليال، والآن مع [التقاء الفريقين] أي: فريق التوحيد وفريق الشرك، فريق الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وفريق أبي سفيان والكافرين، وما تقدم كان تمهيدات.

    قال: [في صبيحة يوم الجمعة] يوم السابع عشر بالضبط [من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة] ولا خلاف في هذا التاريخ، فصبيحة يوم الجمعة من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة [تلاقى فريق التوحيد مع فريق الشرك، وقد قلل الله كلاً من الفريقين في عين الآخر] وكان هذا تدبير ذي العرش جل جلاله وعظم سلطانه؛ فحتى يلتحم المقاتلون قلل الله المشركين في أعين المؤمنين، حتى رأوهم قلة لا قيمة لهم، وقلل الله المؤمنين في أعين المشركين حتى قال قائلهم: أنا أستطيع أن أقضي عليهم [جاء هذا في قول الله تعالى من سورة الأنفال: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ [الأنفال:44]] لماذا؟ [ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا [الأنفال:44]] وهو أن يهزم المشركين ويسقط منهم في الميدان سبعين قتيلاً، ويؤسر سبعين. هذا كله تدبير الله جل جلاله وعظم سلطانه.

    قال: [وبدأت المعركة فرمى المشركون مهجعاً مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بسهم فكان أول قتيل من المسلمين في المعركة] أول سهم رمى به المشركون أصاب مهجعاً مولى عمر بن الخطاب أي: خادمه، فكان أول قتيل من المسلمين في معركة بدر [ثم رمي حارثة بن سراقة -أحد بني عدي بن النجار وهو يشرب من ماء الحوض بسهم- فأصاب نحره فقتل] هذا أيضاً الثاني [وهو الذي جاءت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاد إلى المدينة] لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد المعركة جاءت أمه [وقالت: يا رسول الله! أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت، وإلا فليرين الله ما أصنع. تريد من البكاء والنياحة عليه].

    لما انتهت المعركة وقدم رسول الله -القائد- صلى الله عليه وسلم المدينة كان قلبها يحترق على ولدها وفلذة كبدها، فقالت: يا رسول الله! أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت، وإلا فليرين الله ما أصنع -تريد من البكاء والنياحة على حارثة [فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ويحك أهبلت؟! إنها جنان ثمان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى )].

    قال: [ وخرج من معسكر المشركين الأسود بن عبد الأسد المخزومي -وكان رجلاً شرساً سيئ الخلق-] الآن عدنا للمعركة فحادثة أم حارثة تمت بعد رجوهم إلى المدينة [فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه] لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ورجاله عملوا حوضهم وخربوا الأحواض الأخرى، وبقي الماء عند المؤمنين دون الكافرين، وهذا من خطط الحرب السليمة.

    قال: [فخرج إليه حمزة رضي الله عنه] خرج لهذا المشرك الذي قال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه [فلما التقيا] وجهاً لوجه [ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه -وهو دون الحوض-] كان لم يصل إليه بعد [فوقع على ظهره تشخب رجله دماً، ثم حبا إلى الحوض] لينفذ ما تعهد به [حتى اقتحم فيه، يريد أن يبر يمينه] هذا الكافر المشرك حلف وأبى أن يتقهقر أو ينهزم حتى يبر بيمينه؛ لأنهم كانوا يعظمون الله والأيمان، ونحن الآن نحلف بالله سبعين مرة ولا نبالي فإنا لله وإنا إليه راجعون!

    قال: [وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض، فكان أول قتيل من المشركين في بدر].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521207

    عدد مرات الحفظ

    777098503