إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 52للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كان عمير بن وهب ممن آذوا المسلمين في مكة، وقد خرج مع كفار قريش لملاقاة المسلمين في بدر، وخرج معه ابنه وهيب، فأسر ابنه مع من أسر، فبيت عمير النية للقدوم إلى النبي وقتله بين أصحابه، وذلك إثر اتفاق حصل بينه وبين صفوان بن أمية تحت جدار الكعبة، إلا أن الله أطلع نبيه على هذه المؤامرة، فلما قدم عمير ودخل على رسول الله قرره رسول الله بما في نيته، فكان ذلك سبباً في إسلامه وفكاك أسيره.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    لنقضي ساعة مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم نصلي عليه ونكرر الصلاة ونترضى عن آله وأصحابه، مع ما نكتسب من معرفة هي سبيل سعادتنا وكمالنا في الدارين إن شاء الله رب العالمين.

    ما زلنا مع وقعة أو غزوة بدر التي غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ثلاثمائة وأربعة عشر صحابياً رضوان الله عليهم أجمعين، وكانت في رمضان، بل في اليوم السابع عشر منه، واليوم نختمها إن شاء الله.

    قال: [مثل رائع يضربه أبو العاص ] وأبو العاص هو زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليكم هذا المثل الرائع الذي يضربه هذا البطل، هذا المؤمن، هذا البصير، هذا الشريف، هذا الكريم ..

    قال: [إنه لما قدم أبو العاص من الشام ومعه أموال التجارة واعترضته السرية قال له رجالها: هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال؛ فإنها أموال المشركين؟] وأبو العاص كان قد خرج من مكة إلى بلاد الشام بأموال تجارية لأغنياء قريش، فلما خرجت سرية من سرايا النبي صلى الله عليه وسلم تتطلع وتتطلب بعض التجارات التي تأتي إلى قريش ليعترضوها ويأخذوها -مقابل أن قريشاً سلبتهم أموالهم وأخرجتهم من ديارهم- اعترضت أبا العاص ومعه أموال كثيرة، فلما حاصروه ووقف بين أيديهم عرضوا عليه أن يسلم فإذا أسلم حل له هذا المال كله، ويصبح بعد ذلك أغنى أغنياء تلك الديار [فقال: بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي] يعني: أي إسلام هذا إذا بدأت فيه بخيانة أمانتي؟ هذا وهو -والله- جاهل وكافر، ما درس في كلية ولا جامعة [فرفض المقترح] ورده على أصحابه، وهرب. وجروا وراءه فما استطاعوا أن يلقوا القبض عليه.

    ولما جن الظلام ونام الناس دخل المدينة -وهذا سبق أن عرفناه- ونزل على بنت الرسول وزوجه زينب رضي الله عنها، وقال لها: أجيريني يا زينب ! فماذا تفعل بنت رسول الله؟ وقفت موقفاً لو أتيت بكل خريجات الجامعات اليوم والله ما وقفنه ولا عرفنه، فماذا فعلت؟ لما أذن المؤذن لصلاة الصبح والرجل محبوس عندها، بعد أن أمنته وأجارته -والإسلام يجيز إجارة المرأة كإجارة الرجل؛ لأن المسلمين سواسية كأسنان المشط يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد واحدة على من سواهم- وكبر الناس تكبيرة الإحرام ودخلوا في الصلاة قامت هي ورفعت صوتها وقالت: إني أجرت ابن فلان وسكتت.

    فما إن سلم الحبيب صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من صلاة الصبح حتى استقبلهم وقال: سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم. فقال: ( أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ). الله أكبر! أين نساء أولئك الأقوام بالنسبة إلى نسائنا وقد هبطنا وهبطن معنا.

    قال: [وكان الذي كان ...] أي: هذا الذي قصصناه [ووصل مكة وأدى أموال الناس وهي أمانات في ذمته، ثم أعلن إسلامه] في وسط المشركين لا يخاف إلا الله رب العالمين [فكان هذا مثلاً رائعاً في الوفاء يضربه ختن الحبيب صلى الله عليه وسلم أبو العاص بن الربيع ، فرضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مأوانا ومأواه، آمين].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088526894

    عدد مرات الحفظ

    777138544