إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 78للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد كان صلح الحديبية فتحاً عظيماً للمسلمين، دخل الناس بعده في دين الله تعالى، وسمعت القبائل كلها بالإسلام، وقويت شوكة المسلمين، وبشرهم الله تعالى بفتح خيبر، وبالغنائم الكثيرة فيها، مع أن بنود الصلح كان ظاهرها أنها ضد المسلمين، ولكن الله تعالى جعل في ذلك خيراً عظيماً، وفتحاً مبيناً.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    لنقضي ساعة مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وقد انتهينا إلى التحلل من الإحرام في غزوة الحديبية، وخلاصة ما تقدم: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه ألف وأربعمائة رجل يريدون العمرة؛ وذلك في السنة السادسة من الهجرة، فبعد أن نصرهم الله في غزوة الخندق وهزم المشركين، رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قادر على أن يعتمر، فخرج برجاله -ومعهم نسوة كذلك لا يذكرن فالعبرة بأهل بيعة الرضوان- ولما قرب من مكة بلغ قريشاً خروجه فجهزت رجالها وخرجت بجيشها، فعدل رسول صلى الله عليه وسلم عن طريقه ومال إلى الجهة الغربية فنزل بمكان يقال له الحديبية.

    وجرت سفارات متعددة، وانتهت بالاتفاق على صلح مدته عشر سنوات، وكتب الصلح بين الرسول وبين المشركين السكرتير الخاص علي بن أبي طالب ، وكان سفير قريش في هذا الصلح سهيل بن عمرو -رضي الله عنه- الذي دخل في رحمة الله بعد ذلك، وكانت أحداثاً مؤلمة، وسفارات شديدة، وتمت الاتفاقية على أن يعود الرسول ورجاله إلى المدينة، ويحرمون من عام قابل، تخلا لهم مكة ثلاثة أيام، ثم يعودون إلى ديارهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088517990

    عدد مرات الحفظ

    777078557