إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 82للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • فتح المسلمون حصون اليهود، ولم يبق إلا حصن الوطيح والسلالم، فحاصره النبي صلى الله عليه وسلم وجيشه، وفي فترة الحصار كانت تدور منازلات بين المسلمين واليهود، كانت الغلبة فيها للمسلمين ثم دارت المعركة، وكانت الراية مع أبي بكر ثم عمر ثم أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني لعلي بن أبي طالب، وفتح هذا الحصن عنوة، وقسمت الغنائم، وقدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة، فكانت الفرحة فرحتين.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: لنقضي ساعة مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم، نحن الآن في غزوة خيبر.

    قال: [آخر حصن يفتح] وكان لخيبر -مدينة اليهود- حصوناً عظيمة وتعددت، وها نحن مع آخر حصن.

    [واصل الحبيب صلى الله عليه وسلم فتح حصون خيبر حصناً بعد حصن، وانتهى إلى آخر حصن، وهو الوطيح والسلالم، فحاصرهم بضع عشرة ليلة] أي: ثلاثة عشر يوماً تقريباً [وأثناء ذلك كانت مبارزات] يخرج البطل ويقول: هل من مبارز بين الصفوف؟ والمبارزة لها أثرها؛ إذ الضرب بالسيف والرمح أصعب من الضرب برصاصة على عشرة كيلو متر، فمواجهة الدماء صعبة، فمن تدبير الله للخليقة أن المعسكرين يقفان متقابلين والرماح والسيوف بأيديهم، ويحتاج اصطدام بعضهم ببعض دفعة قوية وحماس يلهبهم، فإذا خرج من أحد الجانبين مبارز، خرج له ضده من الجانب الآخر، فيتضاربان ويتقاتلان وبمجرد أن يسقط أحدهما وتسيل الدماء أو يصرخ، يهب أهل ذلك الرجل ويندفعون فيلتقي الجمعان ويستمر القتال، والآن أجبن الناس يضرب بصاروخ أو مدفع.

    قال: [وأثناء ذلك كانت مبارزات منها مبارزة مرحب اليهودي ؛ إذ خرج من الحصن وقد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول] ماذا يقول هذا اليهودي؟

    [قد علمت خيبر أني مرحـب شاكي السلاح بطل مجرب

    أطعن أحياناً وحيناً أضرب إذا الليوث أقبلت تحرّب

    إن حماي للحمى لا يُقرب يحجم عن صولتي المجرب] ويركض أو يهيج الجانب الثاني.

    [فرد عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قائلاً] ابن عم الرسول وصهره

    [أنا الذي سمتني أمي حيـدرة

    كليث غابات شديد القسورة

    أكيلكم بالصاع كيل السندرة

    وقال: من يبارز؟] هذا اليهودي.

    [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لهذا؟ )] أي: من يخرج له؟ ويا ليتنا كنا معهم وقلنا: أنا يا رسول الله! وهذه بعيدة، لكن الأماني لا بأس بها [( فقال محمد بن مسلمة : أنا له يا رسول الله )] ومحمد بن مسلمة هو الذي احتال على اليهودي ابن الأشرف وقتله [( أنا والله الموتور الثائر، قتل أخي بالأمس )] قتل أخوه في هذه الغزوة [فقال: ( فقم إليه، اللهم أعنه عليه ) فتصاولا فترة، ثم أمكن الله منه، فقتله محمد بن مسلمة استجاب الله دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر وهو يقول: من يبارز] أراد أن ينتقم لأخيه.

    [فقال الزبير بن العوام: أنا لك، فقالت أمه صفية : لا يا رسول الله؛ يقتل ابني] وصفية وهي عمة نبينا صلى الله عليه وسلم [فقال لها: ( بل ابنك يقتله إن شاء الله ) فالتقيا فقتل الزبير ياسر اليهودي ، وبعد المبارزة اقتتل الناس، وكانت الراية عند أبي بكر رضي الله عنه وشعارهم يومئذ: يا منصور أمت أمت، فقاتل قتالاً شديداً، ثم وجع فأخذها عمر رضي الله عنه، فقاتل قتالاً شديداً هو أشد من الأول، ثم وجع، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أما والله لأعطينها غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه ليس بفرار )، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه وهو أرمد فتفل في عينيه، ثم قال: ( خذ هذه الراية فامض بها ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك )، فخرج يهرول بها حتى ركز الراية في رضم من حجارة تحت الحصن، فاطلع عليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب قال: علوتم وما أنزل على موسى، فما رجع حتى فتح الله على يديه، ودخل المسلمون المدينة.

    وبذلك انتهى فتح خيبر، وأصبحت دار الإسلام إلى اليوم، والحمد لله رب العالمين].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522987

    عدد مرات الحفظ

    777115738