إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 102للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • في السنة التاسعة للهجرة أعلن النبي صلى الله عليه وسلم المسير إلى تبوك للقاء الروم، وذلك حينما علم أن الروم ومتنصرة العرب قد تجمعوا يريدون المسير إلى الحجاز لحرب الرسول والمؤمنين، فأعلن النبي صلى الله عليه وسلم النفير العام للمسلمين، وأمر بالتجهز والمسير إلى تبوك، فاستجاب المؤمنون لهذا النداء النبوي الكريم، وتخلف المنافقون، واعتذر بعضهم بما ليس عذراً لهم، وتخلف مؤمنون معذورون، وتخلف آخرون بدون عذر، ولكنهم كانوا مؤمنين بالله ورسوله، فتاب الله عليهم وعفا عنهم، وأنفقوا من أموالهم في سبيل الله تعالى لتجهيز الجيش.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فقد انتهى بنا الدرس إلى ثاني أحداث السنة التاسعة.

    قال: [وثاني أحداثها:

    غزوة تبوك] وتبوك اسم عين ماء شمال المدينة.

    [غزوة تبوك تعتبر من أعظم مغازي الحبيب صلى الله عليه وسلم، وذلك لصعوبة الظرف الذي وقعت فيه، إذ هو ظرف جديد ومجاعة وشدّة حر، وبعد مكان وشقة، وكثرة عدو وقوة، ولم يكن هناك نفير عام في غزوة غير هذه، ولم يكن الرسول -القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم- ليحدد اتجاهه في غزوة من الغزوات إلا في هذه.

    كل هذا -وغيره- جعل غزوة تبوك من أعظم الغزوات، ويدل على ذلك ويشهد له الآيات العديدة من سورة التوبة كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ [التوبة:38] في آيات عديدة، وآخر تلك الآيات قوله تعالى: مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ [التوبة:120] وسمي جيشها بجيش العسرة إذ بلغت العسرة يومها أشدّها].

    أسباب هذه الغزوة

    قال: [أسباب هذه الغزوة:

    إن السبب الرئيسي في هذه الغزوة الصعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن هرقل ملك الروم ومن معه من العرب المتنصرة من قبائل لخم وجذام، قد أجمعوا المسير إلى الحجاز لحرب محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ مبادرة منهم له حتى لا يكون هو الذي يغزوهم بعد أن ذاقوا مرارة غزوة مؤتة التي جلبوا لها مائتي ألف مقاتل، ولم يتمكنوا من إبادة ثلاثة آلاف مقاتل لا غير، بل ولا حتى هزيمتهم، والحمد لله].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521619

    عدد مرات الحفظ

    777102636