إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 105للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما أنهى النبي صلى الله عليه وسلم مهمته في تبوك ولم يلق حرباً، وقد تم له ما أراد، رجع إلى المدينة سالماً غانماً، وفي طريقه إلى المدينة حدثت حوادث مهمة، فقد حاول بعض المنافقين قتله في الطريق، ولكن الله لم يمكنهم من ذلك، وفضحهم وكشف أمرهم، وقبل أن يدخل المدينة أمر بعض أصحابه أن يذهبوا لهدم مسجد الضرار الذي بناه المنافقون ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله، فهدم وأحرق، ولما وصل إلى المدينة استقبله المؤمنون استقبالاً حافلاً مهيباً، فرحين بمرجعه إليهم سالماً غانماً، وجاء المخلفون يعتذرون، فقبل عذرهم، ولكن الثلاثة الذين ذكرهم الله لم يكن لهم عذر، فأمر بهجرهم، ثم تاب الله تعالى عليهم، إنه هو التواب الرحيم.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    هيا بنا نقضي ساعة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم في تبوك، وسبحان الله! نستطيع أن ننتقل الآن إلى تبوك حيث الرسول وأصحابه وكأننا معهم نسمع كلامهم.

    قال: [حدث هام] من أحداث غزوة تبوك.

    قال المؤلف غفر الله لنا وله ورحمنا وإياه: [لا شك أن أحداثاً كثيرة وقعت في ذهاب الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وفي مجيئه منها، وقد ذكرنا طرفاً منها للعظة والاعتبار]، من أجل أن نتعظ وأن نعتبر، فنجتاز المحن والمشاق وكلنا صبر وذكر لله عز وجل.

    [وهذا حدث هام وقع في طريق العودة] من تبوك إلى المدينة [إنها مؤامرة دنية قام بها أدنياء سفلة منافقون] أما المؤمنون فلا يقع منهم هذا ولا يكون [إنهم اثنا عشر منافقاً من شر المنافقين] وأقبحهم وأسوئهم. وقد كشف القرآن النقاب عن المنافقين وعن خطاياهم ومساويهم، وفضحهم في كثير من السور والآيات.

    قال: [تواطئوا على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم] اثنا عشر منافقاً يدعي الإيمان وهو يبطن الكفر تواطئوا وقالوا: الفرصة سانحة! فلننهي هذه المشكلة بقتله ونسترح [وذلك بأن يضايقوه في عقبة في طريق] أي: يحاصروه في عقبة من عقبات الطريق [حتى يسقط عن راحلته فيهلك] لأنهم سيرمونه بسهام أو يطعنونه برماح، ولكن لن يصلوا إلى هذا، والشيطان هو الذي يزين لهم هذا ويحسنه ويدعوهم إليه، فهم أولياؤه.

    [وفعلاً لما وصل إلى العقبة وكان حذيفة بن اليمان آخذاً بخطام ناقته صلى الله عليه وسلم] يقودها [و عمار بن ياسر يسوقها] كان من ورائه يسوق الناقة [وإذا باثني عشر راكباً قد اعترضوا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حذيفة رضي الله عنه: فأنبهتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم] أي: نبهته [فصرخ فيهم] صلى الله عليه وسلم [فولوا مدبرين] هاربين [وفيهم نزل قول الله تعالى من سورة التوبة: وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا [التوبة:74]] والهم هو القصد.

    [ودعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم] ولا ترد دعوته، لاسيما وهو مظلوم، فدعوة المظلوم لا ترد من نبي ولا غيره، لأنه ليس بينها وبين الله حجاب، ولهذا علينا أن نحذر من ظلم مؤمن أو مؤمنة فيدعو علينا [فأصابتهم الدبيلة] أو الدبلة، والدبلة الآن عند إخواننا المصريين خاتم من فضة يجعل في أصبع العروسين، بدعوى أن لا يقع فراق ولا خلاف ولا شقاق أبداً، وهذا ورث عن النصارى، وقد سميناه من سنين الزبلة، وقلنا: لا يحل لك يا ولي الله! أن تلبس هذه الدبلة؛ لأن فيها نوعاً من الشرك وتعلق القلب بغير الرب سبحانه وتعالى، فالله هو الحفيظ العليم، أتترك دعاءه والضراعة له وتعوّل على حديدة في أصبعك؟!

    قال: [وهي خُرَّاج يخرج في الظهر، فيظهر على القلب فيهلك صاحبه ولا ينجو أبداً] خُرّاج يبدأ من الظهر ويخرج إلى القلب فلا ينجو صاحبه، فأصابتهم تلك الدبيلة فهلكوا عن آخرهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088814571

    عدد مرات الحفظ

    779213538