والآن: مكاره الله تعالى وهي ثلاثة أمور: الرقى والتمائم والتولة.
هذه ثلاث من مكاره لله تعالى فاكرهها يا طالب ولاية الله تعالى وإليك بيانها وشرحها.
الرقى: وهي ما يرقي به بعض الناس من كلام باطل وألفاظ منافية لتوحيد الله تعالى؛ إذ هي ليست من كلام الله تعالى ولا من أسمائه ولا صفاته، ولا من الكلام المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والرقى واحدها رقية.
أما التمائم: فجمع تميمة: وهي ما كان أهل الجاهلية يتيممون به، فيعلقونه على أولادهم يتقون به العين، وهو عبارة عن خرزات ونحوها تعلق على الطفل، فجاء الإسلام دين الله الحق فأبطلها وأبطل ما يماثلها من تعليق العظام والحروز ونحوها.
وأما التولة: فهي شيء يصنعه النساء كالسحر يتحببن به إلى أزواجهن.
وهذه الثلاثة كلها من الشرك بالله عز وجل، أي: من أعظم الذنوب وأضرها.
ولنستمع إلى عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه يكلم زوجته. قال: وقد دخل على امرأته وفي عنقها شيء معقود فجذبه فقطعه -مع أن عبد الله بن مسعود قصير الذات، ولكنه جذبه فقطعه- ثم قال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً. أي: برهاناً وحجة. ثم قال.
أي: لزوجته.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك).
وسألوا عبد الله رضي الله عنه عن التولة ما هي؟ فقال: شيء تصنعه النساء يتحببن به إلى أزواجهن.
فاحذر يا طالب ولاية الله هذه المكروهات لربك وابتعد عنها، ولا تسمح لأحد أن يفعلها أو يرضى بها تظفر بولاية ربك وهنيئاً لك بها، فإنها -والله- لا خير منها للعبد في هذه الحياة.
اللهم حقق لنا ولايتك يا أرحم الراحمين.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.