إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 123للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما استعصت حصون خيبر على المسلمين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيعطي الراية في اليوم التالي لرجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وفي صبيحة اليوم التالي بحث عن علي بن أبي طالب فأخبر أنه يشتكي الرمد في عينيه، فطلبه النبي فلما أتى به بصق في عينيه فبرئت وأعطاه الراية وأمره بالمسير، فكانت هذه إحدى معجزاته صلى الله عليه وسلم، والتي منها أيضاً رد عين قتادة بن النعمان حين سقطت على خده في أحد، بالإضافة إلى إخباره صلى الله عليه وسلم بأمور غيبية حصلت قبل زمانه وستحصل بعده.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وقد انتهى بنا الدرس إلى المعجزة الثانية والعشرين.

    والمعجزات جمع معجزة، وهي آية تدل على نبوة ورسالة صاحبها إذ لا نبي إلا بالمعجزات.

    وهذه المعجزات بلغت ألف معجزة عند رسولنا صلى الله عليه وسلم، فوفقنا لذكر بعضاً منها، وها نحن نسردها معجزة بعد معجزة.

    وما السر في ذلك؟

    السر أن نؤمن إيماناً صادقاً بأن محمداً رسول الله للأدلة القاطعة والبراهين الصارمة.

    ومظاهر أننا آمنا به حق الإيمان:

    أولاً: أن نتبعه ونمشي وراءه، فإذا أمرنا أطعنا، وإذا نهانا انتهينا، وإذا أحب لنا شيئاً أحببناه، وإذا كره لنا شيئاً كرهناه، فنحبه أكثر من حبنا لأنفسنا وأولادنا وأهلينا؛ وبذلك نفوز بإيماننا به صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.

    وهاكم هذه المعجزات.

    قال: [شفاء علي رضي الله عنه بتفاله صلى الله عليه وسلم].

    علي بن أبي طالب هو صهر النبي صلى الله عليه وسلم زوج فاطمة وابن عمه، وفي غزوة خيبر مرض بالرمد المعروف عند أهل الصحارى، فدعا علياً ليحمل الراية ويغزو بالقوم فقالوا: إنه مريض، فجيء به بين اثنين، فتفل في عينيه بريقته الشافية بإذن الله، فبرئ على الفور، ولم يمرض علي بعينيه حتى استشهد رضي الله عنه وأرضاه، فأي آية أعظم من هذه وإليكموها.

    قال: [ففي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر: ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يده )]. وهذا الوسام والله لا يعادله وسام في هذه الحياة، وهذه شهادة رسول الله أن علياً يحب الله ورسوله، وهذا ليس بأعظم، وأعظم من ذلك أن الله ورسوله يحبانه.

    وقوله: ( لأعطين الراية غداً ) وهم في معسكرهم بالليل ( رجلاً يحب الله ورسوله ) وإذا لم تحب الله ورسوله فاعلم أنه لن يحبك الله ورسوله، حبك أولاً، ( ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يده ) إذ استعصى فتح خيبر كذا يوماً.

    ومن عجائب عمر أنه قال: كنت أتطاول، أي: أرفع رأسي ليشاهدني رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: تعال يا عمر .

    قال: [( فلما أصبحوا نادى علياً فقالوا: مريض يا رسول الله يشكو عينيه، فقال: ائتوني به، فأُتي به، فنفث في عينه بقليل من ريقه صلى الله عليه وسلم فبرأ لتوه، ولم يمرض بعينه بعد قط )]. فهل يستطيع طبيب في الدنيا أو مليون طبيب أن يعالج مريضاً ويبرأ، مستحيل، هذه آية النبوة.

    قال: [فكانت آية من آيات النبوة المحمدية، ومعجزة من معجزاته الدالة على نبوته وصدق رسالته صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم تسليماً].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088536401

    عدد مرات الحفظ

    777190887