إسلام ويب

نداءات الرحمن لأهل الإيمان 40للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله عز وجل مولى المؤمنين، فهو لا يرضى بتعاطي ما يفسد قلوبهم، ويدمر أرواحهم، ويهوي بهم إلى أسفل سافلين، ولذلك فهو يناديهم ويرشدهم إلى ما يصلح أحوالهم، ويحميهم من الخسران والضياع، ومن ذلك إرشادهم إلى خطورة تعاطي الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، فبين سبحانه أنها رجس من عمل الشيطان، يتخذها أداة لغواية العباد وصدّهم عن سبيل الله، والعاقل من ترك الشيطان وحزبه، وأقبل على الرحمن وكان من حزبه.
    الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، جعلنا الله وإياكم منهم، وحشرنا في زمرتهم، ورضي عنا كما رضي عنهم. اللهم آمين.

    هذه النداءات احتوت على علوم ومعارف لا توجد إلا في كتاب الله، وما من مؤمن ولا مؤمنة يحفظها ويفهمها ويعمل بما فيها وفي حدود طاقته إلا أصبح من أهل العلم أولياء لله تعالى، وهي لا تكلف عناءً ولا مشقة، ففي ثلاثة أشهر تلم بها كاملة؛ إذ هي تسعون نداء، فلا تمضي ثلاثة أشهر إلا وقد ختمتها حفظهاً وفهماً وعملاً، وتصبح سيد أهل هذه الدنيا اليوم، وتطهر كامل الطهر، وتنجو مما وقع فيه إخوانك من المزالق والمهالك والفتن والمحن والأباطيل، التي نسأل الله السلامة والعافية منها.

    وهناك مجلات وجرائد يشتكي طلاب العلم من بائعيها ومورديها، وهم يبيعونها في دكاكين المدينة، ومنها دكان تحت المسجد، وهم بهذا يتحدون رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان حياً، وقد كان رسول الله يغضب للصورة والخلاعة، ونحن نبيعها في مدينته، هذا لسان حالهم، وأما أن يقولوا هكذا فحاشا فهم لا يستطيعون، ولكن لسان الحال أبلغ من لسان القال. والرسول صلى الله عليه وسلم قال في مدينته: ( المدينة حرام من عير إلى ثور، من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً )، أي: نصره وأيده وحماه وهو محدث ( فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً )، أي: لا فرضاً ولا نفلاً. ولا أحد يقوى على أن يقدم على مثل هذا إلا عبداً لم يعرف هذا، ولا بلغه ولا سمع به، وأما إذا علم المؤمن هذا فإنه لا يحدث في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم حدثاً تقشعر له الجلود.

    وإن نشر صور الخلاعة معناه: الدعوة إلى الدعارة وإلى الخبث، وإلى فساد الأمة وهبوطها؛ إذ ليس هناك أية فوائد يستفيدونها من هذا، وليس أكثر من أن يأكلوا ويشربوا، ويخروا ويبولوا، ولا يوجد أرباح تتعدى هذا. ولا شك أنهم ما سمعوا كلامنا هذا، ولا بلغهم ولا عرفوا، وإلا لرضي العبد أن يرحل من المدينة ويسكن في أي بلد آخر، ولا يدخل على مدينة الرسول شيئاً يغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحزنه ويؤلمه.

    وهذا نتيجة الجهل، فهيا بنا نتعلم، ولا سبيل إلى نجاة أمة الإسلام إلا بالكتاب والحكمة، وقد جربنا هذا ولمسناه وعرفناه، وعرفنا أن أعلمنا أتقانا، وأتقانا أبرنا وأصدقنا، وقل ما شئت فيه من الصفات؛ لأن النفس البشرية إذا زكت طابت وطهرت، وأصبحت جوارحها كلها مستنيرة، السمع كالبصر كاللسان كاليد كالرجل كالبطن كالفرج؛ إذ الكل يديرها القلب، ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، ألا وهي القلب ). فهو محط التلقي والإرسال، فهذا الجهاز الدقيق إذا صفا وطاب وطهر فقل لصاحبه: أبشر، وقل لأمة الله: أسعدي.

    ومما يذكر هنا: أن إحدى المؤمنات بعثت لنا بحوالي خمسة آلاف ريال، وقالت: إنها تريد أن تسهم في طبع هذا الكتاب، وأخرى اليوم بعثت أيضاً بثلاثة آلاف إلا خمسين، وقالت لي: أعلن حتى تفهم المؤمنات أن الأمانة وصلت، ولقد وصلت، وهي محفوظة، وستسهم في طباعة هذا الكتاب.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088535609

    عدد مرات الحفظ

    777187906