إسلام ويب

نداءات الرحمن لأهل الإيمان 62للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شكر النعم مؤذن بحفظها ودوامها، وكفرها مؤذن بذهابها وزوالها، وشكر النعم يكون بذكر النعم وشكر الله عليها، ويكون بفعل الطاعات وأداء العبادات، ومن المواطن التي يذكر الله بها عباده المؤمنين بامتنانه عليهم، واستحقاقه للشكر منهم، ما كان من تكالب أعداء الله عليهم يوم الخندق، وانقلابهم بعد ذلك عنهم خاسرين لم ينالوا خيراً، وحفظ الله لنبيه ولعباده المؤمنين في ذلك الموطن العصيب.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان. اللهم اجعلنا منهم، واحشرنا في زمرتهم، وارض عنا كما رضيت عنهم. آمين.

    نظراً إلى أننا أسرعنا أمس في الدراسة فسأمتحنكم لأرى هل أنتم عالمون، فتذكروا فأنتم أهل لتلقي العلم والمعرفة.

    حكم الاستئذان في الإسلام واجب، ولا تترددوا في كونه واجباً، والآية الدالة على وجوبه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27].

    والمؤمن الذي يريد أن يدخل محلاً ليس فيه نسوة ولا سرار ولا جوار كالفنادق والدكاكين له رخصة في عدم الاستئذان، والذي رخص له في ذلك هو الله، فقد قال: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ [النور:29].

    وهناك ثلاثة أوقات يتعين على الأبناء وعلى الخدم أن يستأذنوا عند الدخول على رب البيت وسيده، وهذه الأوقات الثلاثة دلت عليها هذه الآية الكريمة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ [النور:58]. والعوراء من النساء هي: ذات العين الواحدة، والأعور من الفحول هو: ذو العين الواحدة، والعورة هذه: ما يستحى من كشفه، وليست خاصة بالسوءتين أو بالفرجين.

    وأطلق على هذه الأوقات لفظ العورات لأن الغالب أن يتكشف المرء فيها، وتبدو عورته.

    والحكم إذا بلغ الغلام الخامسة عشرة واحتلم فينبغي علينا أن نعلمه أنه يجب عليه أن يستأذن عند الدخول، كما استأذن الذين من قبله من الرجال، وينبغي عليه أن يقوم بهذا، والآية الدالة على هذا في هذا النداء هي قوله: وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [النور:59].

    فلنحفظ ولا ننسى، ومما يساعدنا على عدم النسيان التطبيق العملي، وقد عرفتم زادكم الله معرفة أن من علم وعمل بما علم وعلمه غيره دعي في السماء عظيماً. فإذا تعلمنا حكماً في هذه الليلة فينبغي أن نعزم على العمل به، وأن نعلمه، وأن نتحدث به على الأقل؛ ليستقر في النفس، ولينتفع به غيرنا. فنحن لا نجلس نتعلم للوظيفة، ولا لأكل الرغيف، ولكن من أجل أن ندعى في السماء عظماء. فمن أراد أن يدعى في الملكوت الأعلى عظيماً من عظماء الرجال فهذا هو الطريق، وهو أن نتعلم القضية أو المسألة وكلنا عزم على العمل والتطبيق، ثم نعلمها غيرنا. ولهذا نقول: هذه النداءات التسعون من حررها حفظاً وعملاً وتطبيقاً فقد أمسى من أعظم أهل الأرض، وإن كان لا يقرأ ولا يكتب.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088469188

    عدد مرات الحفظ

    776900240