إسلام ويب

نداءات الرحمن لأهل الإيمان 82للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تقوى الله عز وجل هي ما يحمل العبد على الخوف والخشية والرهبة التي تدفعه إلى أداء الفرائض وترك المحرمات، وتحمل العبد على المسابقة إلى الخيرات، والتنافس في الصالحات، وضد ذلك نسيان الله عز وجل بترك محابه وطاعاته، وإتيان ما يغضبه، فمصير من اتقى الله وذكره الجنة والرضوان، ومصير من عصى الله ونسيه النار والخسران.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان. اللهم اجعلنا منهم، واحشرنا في زمرتهم، وارض عنا كما رضيت عنهم. آمين.

    سبق أن درسنا سبعة وسبعين نداء، وهذه النداءات المنادي فيها الله جل جلاله، فهو خالقنا رازقنا، ومحيينا ومميتنا، وخالق كل شيء من هذه العوالم، وهو الله الذي له مائة اسم إلا اسماً واحداً، وهو الذي أنعم علينا بنعمة العقل والسمع والبصر بعد نعمة الحياة، ونحن لا نسمع نداءه عندما ينادينا والعياذ بالله، وهو لا ينادينا لحاجة له عندنا والعياذ بالله، فهو خالق كل شيء ومليكه، وهو إنما ينادينا لأننا أولياؤه المؤمنون به، المتقون له، وهو ينادينا لواحد من أربعة أمور: إما ليأمرنا بما فيه كمالنا وسعادتنا إن نحن أطعناه وفعلنا ما يأمرنا به، أو ينادينا لينهانا عما يشقينا ويخسرنا إن نحن امتثلنا فاجتنبنا ما نهانا عنه، أو ينادينا ليبشرنا حتى يزداد إقبالنا على الصالحات وإبعادنا عن المفسدات، أو ينادينا ليحذرنا ولينذرنا؛ لنبقى بعيدين عما يدنس نفوسنا ويخبث أرواحنا، وليبعدنا عن الشقاء والخسران، أو ينادينا ليعلمنا ما نحن في حاجة إلى معرفته للعمل به. ولا ينادينا لشيء آخر. هذه هي خلاصة مناداته لنا.

    وهو ينادينا نحن دون غيرنا؛ لأننا بإيماننا أحياء، والحي يسمع ويبصر ويعقل، ويأخذ ويعطي، ولا ينادي الميت؛ لأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل، ولهذا نادانا بعنوان الإيمان فقال: يا أيها الذين آمنوا ! فأجيبوا: لبيك اللهم لبيك! فمر نفعل، وانه ننتهي، وبشر نفرح، وحذر نخاف، وهذا شأننا نحن أولياء الله. ولا تشكوا في أنكم أولياء الله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088526596

    عدد مرات الحفظ

    777136944