إسلام ويب

تفسير سورة إبراهيم (1)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جميل أن يدرك كل عاقل أن كتاب الله هو دليل الهداية، وقائد المعتصمين به إلى بر الأمان. إنه بحق قارب النجاة الذي لا يوفق إليه إلا من أذن الله له، وأما ذاك الذي خاب سعيه، فهو من المحجوبين عن إدراك نور الله سبحانه.
    الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس إن شاء الله كتاب الله، راجين أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

    وها نحن مع سورة إبراهيم الخليل عليه السلام، والسورة مكية، أي: نزلت بمكة، وقد علمتم أن السور القرآنية التي نزلت بمكة تعالج العقيدة بأعظم أركانها: التوحيد والنبوة والبعث الآخر، وسوف تشاهدون هذا من خلال الآيات:

    أولاً: إثبات أنه لا إله إلا الله، أي: لا يوجد في الكون من يستحق أن يعبد إلا واحد، ألا وهو الله؛ فيجب أن يعبد، فمن عبده نجا، ومن أعرض عن عبادته هلك في الدنيا والآخرة.

    ثانياً: إثبات النبوة لمحمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، وأنه رسول الله حقاً وصدقاً، والآيات نزلت عليه، فكيف لا يكون رسولاً صلى الله عليه وسلم؟!

    ثالثاً: إثبات البعث والحياة الثانية؛ لأنها ضرورية من أجل أن يتلقّى الناس جزاء عملهم في هذه الحياة، فهم يعملون ما بين كافر ومؤمن، وصالح وفاسد، وطاهر وخبيث، والجزاء ليس هنا أبداً، الجزاء في الدار الآخرة، فهذه دار عمل وتلك دار جزاء، فهي -إذاً- ضرورة لا بد منها، وهي موجودة، الجنة شاهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووطئها بأقدامه، والنار عرضت عليه في هذا المحراب، فشاهدها كعرض تلفاز، ولكنه أعظم؛ إذ لمَّا شاهد النار التهبت، فأشاح بوجهه هكذا، قبل أن يعرف الناس التلفاز والشاشة، شاهدها -والله العظيم- في ذاك المحراب وهو يصلي، عرضت عليه الجنة حتى هم أن يأخذ قطفاً من عنب، ثم عرضت عليه النار فأشاح بوجهه من لهبها، فقولوا: آمنا بالله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088469629

    عدد مرات الحفظ

    776901461