قال: [ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: لا ينفع الاستغفار للكافر ولا الصلاة عليه بحال ].
من هداية الآيات: أنه لا ينفع الاستغفار للمنافق والكافر أبداً، حياً أو ميتاً، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ
[المنافقون:6].فالاستغفار للكافر المنافق لا يجوز، ولن يغفر الله له أبداً، ولا يجوز أن تستغفر له.
والاستغفار: طلب المغفرة، تقول: اللهم ارحم فلاناً. اللهم اغفر لفلان، فإذا كان كافراً فهذا لا يجوز.
[ ثانياً: ذم الإعراض والاستكبار عن التوبة والاستغفار. فمن قيل له: استغفر الله فليستغفر ولا يتكبر، بل عليه أن يقول: أستغفر الله أو اللهم اغفر لي ].
أي: من هداية الآيات: ذم التكبر والعياذ بالله، إذا قيل لك: يا فلان! اتق الله، استغفر الله، قل: أستغفر الله وأتوب إليه، لا تتكبر كما تكبروا، من دعي إلى أن يتوب فليتب، من دعي إلى أن يستغفر فليستغفر.
[ ثالثاً: مصادر الرزق كلها بيد الله تعالى، فليطلب الرزق بطاعة الله ورسوله لا بمعصيتهما ]. أي: من هداية الآيات: لأن مصادر الرزق كلها في السماء والأرض بيد الله، فلا تطلب إلا من الله. إذاً: على العباد أن يعبدوا ربهم ويطيعوه ويطلبوه أن يعطيهم ما أراد أن يعطيهم أما غير الله فلا يعطيهم شيئاً.
[ رابعاً: العزة الحقة لله ولرسوله وللمؤمنين، فلذا يجب على المؤمن ألا يذل ولا يهون لكافر ]. العزة لله ورسوله والمؤمنين، فالمؤمن لا يذل.. لا يهون.. لا يتحطم.. لا.. لا.. لا.. دائماً عزيز، رأسه مرفوع؛ لأنه معتز بالله عز وجل، فالعزة لله وللرسول والمؤمنين، فالمؤمنون الصادقون في إيمانهم والله ما يذلون، ولن يذلوا أبداً، دائماً رءوسهم مرفوعة، ما تنكسر رءوسهم أمام العدو بحال.
[ خامساً: حرمة التشاغل بالمال والولد مع تضييع بعض الفرائض والواجبات ]. حرمة التشاغل بالمال والولد مع تضييع الفرائض والعبادات كما يفعل الجهال والضلال يشتغلون في أموالهم وينسون عبادة الله، يشتغلون بأولادهم وأزواجهم ولا يذكرون الله، نبرأ إلى الله من صنيعهم.
[ سادساً: حرمة تأخير الحج مع القدرة على أدائه تسويفاً وتماطلاً مع الإيمان بفرضيته ]. من هداية الآيات: حرمة تأخير الحج مع القدرة عليه، أما من كان عاجزاً فلا حرج، أما القادر على الحج ومن يستطيع أن يركب راحلته وينفق على نفسه فلا يجوز له تأخير الحج أبداً.
[ سابعاً: وجوب الزكاة والترغيب في الصدقات الخاصة، كصدقة الجهاد والعامة على الفقراء والمساكين ].
من هداية الآيات: وجوب إخراج الزكاة، ومن لم يخرج الزكاة جاحداً لها كافر وليس بمؤمن، فإخراج الزكاة واجب، ثم الإنفاق على الفقراء والمساكين في حالة الفقر والعجز.
[ قال القرطبي : وفي الآية دليل على وجوب تعجيل أداء الزكاة، ولا يجوز تأخيرها أصلاً، وكذلك سائر العبادات إذا تعين وقتها] وهو كما قال رحمه الله تعالى.
أي: لا يجوز تأخير الزكاة، فإذا وجبت الزكاة عليك في شعبان فلا تقل: نؤجلها إلى رمضان.
وإذا وجبت في رمضان فلا تقل: نؤجلها إلى شوال أو إلى محرم!
وإذا وجبت وجبت، فأخرجها في وقتها فقط، وقد أفتى العلماء بجواز إخراج الزكاة قبل وقتها إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
[ ثامناً: تقرير عقيدة البعث والجزاء ]. قال تعالى:
وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
[المنافقون:11]، تقرير عقيدة البعث والجزاء، وهو أن يبعثنا الله عز وجل أحياء كما نحن الآن، ثم يحاسبنا على أعمالنا حساباً دقيقاً، ثم يجزينا؛ إما بالجنة ولخلود فيها، وإما بالنار والعياذ بالله الجبار.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه.