هداية الآيات:
قال: [أولاً: إذا أعلن الإمام -الحاكم- التعبئة العامة يحرم التخلف عن الجهاد ولا يقعد أحد]؛ لأن هذا أصبح فرض عين.
[ ولا يقعد أحد إلا بإذن؛ لأجل علة قامت به فاستأذن فأذن له ] نعم ذلك، كما أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لمن تخلف، وإذا كان الإمام في وسط منافقين، كما كان يوجد منافقون وضعفة إيمان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يمتحنهم لا يأذن لأحد؛ حتى يعرف من هم الذين كانوا يكرهون ولا يقاتلون معه.
[ ثانياً: الجهاد كما يكون بالنفس يكون بالمال، وهو خير -أي: المال- من تركه حالاً أو مآلاً ] إنفاقه في سبيل الله خير من تركه وسوف يذهب حالاً أو مآلاً.
[ ثالثاً: الأيمان الكاذبة لإبطال حق أو إحقاق باطل توجب سخط الله تعالى وعذابه ]، يحلفون بالله إنهم لصادقون وهم كاذبون.
[ رابعاً: مشروعية العتاب للمحب ]، مأذون لك ومشروع أن تعاتب من تحب، فالله عاتب رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا استعملت أسلوب الله عز وجل في العتاب يكون أفضل، (عفا الله عنكم لماذا فعلتم كذا).
[ خامساً: جواز مخالفة الأولى على النبي صلى الله عليه وسلم لعدم علمه ما لم يعلمه الله تعالى ]، جوزنا أنه يجتهد في أمور غير الدين، وقد يصيب وقد يخطئ، وإذا أخطأ معذور؛ لأنه بذل جهده في أن ينصر الحق، لكن ما أصاب معفو عنه، وهذا يحصل بيننا أيضاً، فإذا علمت أن الشخص مجتهد وأنه يريد الخير ثم أخطأ ما تشدد عليه، قل: عفا الله عنك لم فعلت كذا؛ لأنه مجتهد، أما النبي صلى الله عليه وسلم في أمور الدين فلا يخطئ، وإن فرضنا أخطأ لا يقره الله، ينزل القرآن ببيان الحق، أما في أمور الدنيا قد يصيب وقد يخطئ كما بينا في قضية تأبير النخل، قال: ( ما الفائدة من وضع هذا في هذا؟ دعوه لله، فتركوه فشاص، ثم قال: إذا أمرتكم بأمر ديني فافعلوا، وإذا كان أمر دنياكم أنتم أعلم بدنياكم ).
هذا والله تعالى أسأل: أن ينفعنا وإياكم بما ندرس ونسمع.