إسلام ويب

تفسير سورة طه (17)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أخبر الله عز وجل نبيه أن الكافرين المعاندين سيجادلونه فيما جاءهم به في الحق، وسيطلبون منه أن يأتيهم بآيات كما أتى الرسل الأولون أقوامهم بالآيات؛ ولكنهم لم يتعظوا بحال من سبقهم ممن جاءتهم الآيات فكذبوا بها وجحدوها، ولو أصابهم الله بعذاب لتمنوا أن لو أتاهم نبي ينذرهم ذلك، فوجه الله نبيه إلى أن يخبرهم أن اليوم الآخر هو الفصل بينه وبينهم، يوم يعلمون أنه ومن تبعه كانوا أصحاب الصراط المستقيم، وأن المعرضين هم أصحاب الجحيم.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ) .

    وها نحن مع سورة طه المكية، فهيا بنا نصغي لنستمع تلاوة هذه الآيات المباركة، ثم نتدارسها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس.

    قال تعالى: وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى * وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى * قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى [طه:133-135].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ [طه:133] من القائل؟ إنهم كفار قريش، المشركون في مكة، والسورة مكية، ماذا قالوا؟

    قالوا ما أخبر به تعالى به عنهم: وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ [طه:133] كآية موسى، أو كآية عيسى، أو صالح.

    لم لا يأتينا بآية تدل على أنه رسول الله؟ أي: معجزة من المعجزات.

    قال تعالى في الرد على هذه النظرية الباطلة: أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى [طه:133]؟

    الصحف الأولى: التوراة والإنجيل والزبور، جاءتهم بينات تلك الصحف في القرآن الكريم، فقد عرض تعالى قصة صالح مع ثمود، قصة هود مع عاد، قصة مدين مع شعيب، وهكذا جاءهم وعرفوا ولكن أبوا أن يؤمنوا إصراراً على الكفر والعناد والشرك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522679

    عدد مرات الحفظ

    777112918