إسلام ويب

تفسير سورة الغاشية (1)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الغاشية اسم من أسماء يوم القيامة، سمّي بهذا الاسم لأنه يغشى الناس جميعاً، وفي هذا اليوم ينقسم الناس إلى قسمين: أصحاب وجوه ذليلة ناصبة، وهؤلاء مصيرهم نار جهنم، وأصحاب وجوه ناعمة، وهؤلاء مصيرهم الجنة، وقد اشتملت آيات سورة الغاشية على ألوان من العذاب الأليم، والعياذ بالله.
    الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إن سورتنا لسورة مباركة ميمونة، إنها سورة الغاشية.

    وتلاوة هذه السورة المباركة بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ * أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ [الغاشية:1-26].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! الدارسين لكتاب الله! هذه السورة مكية، وقد عرفتم عن السور المكية أنها تعالج العقيدة؛ إما بإيجادها إن كانت معدومة، أو بتصحيحها إن كانت فاسدة، أو بتقويتها إن كانت ضعيفة.

    وقد علمتم أن العقيدة بمثابة الطاقة الدافعة، فقوي العقيدة يقدر على أن يصوم ويصلي، ويرابط ويجاهد، ويحسن ولا يسيء، ويطيع ولا يعصي، ويعطي ولا يمنع؛ لقدرته على ذلك بعقيدته الإيمانية الصحيحة. ومن ضعفت عقيدته فإنه يأخذ مرة ويعطي.. يتوب ويعود.. يحسن ويسيء، فشأنه شأن المريض. وأما من لا عقيدة له أو له عقيدة فاسدة فهو لاصق بالأرض، لا يرجى منه خير؛ لأنه ميت. والميت لا يرجى فيه شيء.

    وما علينا إلا أن ندعو البشرية إلى العقيدة الإسلامية، فإن قالوا: عجزنا يا شيخ. فما علينا إذاً إلا أن نصبر.

    مواد ذات صلة

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088524164

    عدد مرات الحفظ

    777122119