إسلام ويب

تفسير سورة الشعراء (5)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بعد الموقعة العظيمة بين موسى والسحرة، وما آلت إليه من إيمانهم واتباعهم لموسى، أمر الله نبيه أن يسري ببني إسرائيل ليخرج بهم من أرض الظالمين، فأبى طغيان فرعون عليه إلا أن يخرج في أثرهم، فأنجى الله نبيه ومن معه من المؤمنين، واستدرج فرعون وجنوده فأغرقهم في البحر أجمعين.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده )، وها نحن مع سورة الشعراء المكية، فتأملوا الآيات!

    قال تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء:52-68].

    قوله تعالى: وَأَوْحَيْنَا [الشعراء:52] من المخبر بهذا الخبر: وَأَوْحَيْنَا [الشعراء:52]؟ من هو المتكلم؟

    الجواب: الله ربنا جل جلاله وعظم سلطانه يخبر فيقول: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [الشعراء:52].

    متى تم هذا؟ لما انهزم السحرة وخروا ساجدين ودخلوا في الإسلام، وأصابت فرعون هزيمة ما لها نظير ولا مثيل، فأخذ يجمع جيوشه ورجاله ليقاتلوا بني إسرائيل مع موسى.

    لما حصل ذلك وتم أوحى الله إلى موسى: أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي [الشعراء:52] من الديار المصرية.. اخرجوا إلى ديار فلسطين أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [الشعراء:52].

    وخرج فرعون بجيوشه أكثر من مائة ألف يريدون القضاء على بني إسرائيل لما انهزم أمام الحفل العظيم ورجال السحر الذين كان يعول عليهم فأسلموا وسجدوا لله رب العالمين، فأمر بالجيوش أن تخرج إلى قتال موسى وبني إسرائيل؛ فأخبرهم تعالى بذلك فقال: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [الشعراء:52] والمراد من عباده: بنو إسرائيل الذين عاشوا في مصر أربعمائة سنة وعددهم ستمائة ألف.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088529378

    عدد مرات الحفظ

    777150526