إسلام ويب

تفسير سورة النور (1)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شرع الله الحدود عقاباً لمرتكب الذنب، وردعاً لغيره عن إتيان مثله، ومن الحدود التي شرعها الله حد الزنا، فبين سبحانه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن من أتى جريمة الزنا من ذكر أو أنثى فإن عليه مائة جلدة إن كان بكراً، أما إن كان محصناً فالحد في حقه الرجم، والعبد والأمة يجلدان نصف الحد ولا يرجمان حتى لو كانا محصنين، وحذر سبحانه وتعالى من الزواج بزان أو زانية وحرمه على عباده المؤمنين الطيبين، إذ الزاني والزانية لا ينكح إلا مشرك أو زان مثله، ولا عجب فالخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    ها نحن مع فاتحة سورة النور، فهيا بنا نصغي مستمعين تلاوة هذه الآيات، ثم نتدارسها إن شاء الله، والله نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور:1-5].

    سبب تسمية السورة سورة

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذه السورة تسمى سورة النور؛ لأنها تحمل أنوار الهداية الإلهية. والسورة في لغة العرب: المنزلة الرفيعة الشاهقة. فالسورة: المنزلة الرفيعة الشريفة، واستشهد المفسرون بقول الشاعر:

    ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب

    أي: أعطاك منزلة شريفة. والسور منازل شريفة والله العظيم، فسورة الفرقان وسورة النور وسورة البينة تراها في منزلة عالية وشريفة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522151

    عدد مرات الحفظ

    777108870