إسلام ويب

تفسير سورة النور (13)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن من علامة الإيمان الصادق التحاكم إلى شريعة الله تعالى ورسوله، والقبول بما تحكم به والتسليم له، وعلى العكس من ذلك فإن من علامة النفاق أن يدعى المرء إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله فيعرض عنهما، ويقدم عليهما أحكام البشر وقوانين الناس، وإن كان الحق له استجاب لحكم الله ورسوله، فهو يقبله حيناً ويرفضه أحياناً، وما ذاك إلا لمرض قلبه ونفاقه.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور:47-52].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قال ربنا جل ذكره: وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [النور:47]. لما ذكر تعالى آياته الدالة على قدرته .. على علمه .. على حكمته .. على رحمته، وهي موجبة لألوهيته وربوبيته في الآيات التي تدارسناها بالأمس، ذكر تعالى هنا حال المنافقين الذين ما انتفعوا بتلك الآيات أبداً، بل ما زالوا على كفرهم ونفاقهم. واسمعوا الله يقول عنهم: وَيَقُولُونَ [النور:47]. وهؤلاء هم المنافقون الذين يعلنون الإيمان بألسنتهم، وبأداء بعض الواجبات كالصلاة وغير ذلك، وهم في بطونهم وفي نفوسهم ما آمنوا بالله ولا برسوله، ولا بلقاء الله، بل يخفون الكفر ويظهرون الإيمان. وهؤلاء هم المنافقون، من نافق ينافق نفاقاً إذا أظهر ما لا يخفيه في بطنه وقلبه.

    بعض صفات المنافقين

    هؤلاء المنافقون يقولون: آمَنَّا بِاللَّهِ [النور:47] رباً وإلهاً، وبرسوله محمد نبياً ورسولاً، وَأَطَعْنَا [النور:47] الله ورسوله بألسنتهم، ثُمَّ يَتَوَلَّى [النور:47]، أي: يرجع، فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ [النور:47] الإعلان الذي أعلنوه. وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [النور:47]. وهم يتبجحون أمام الصحابة أنهم كذا وكذا، ثم ينتكسون والعياذ بالله. وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [النور:47].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088583555

    عدد مرات الحفظ

    777493640