الآن مع هداية الآيات.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:
[ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: تقرير البعث والجزاء ].
من هداية هذه الآيات التي تدارسناها الآن بفضل الله: تقرير عقيدة البعث والجزاء، يا عباد الله! ما المراد بالبعث؟ البعث: أن يبعثنا من الأرض، كنا لاصقين بالأرض فيخرجنا منها، البعث لماذا يبعثنا من جديد؟ هل لنعبده؟ لو أراد العبادة فقط لما أماتنا وتركنا نعبده، فلم يوجدنا؟
الجواب: ليجزينا على عملنا إما بالنعيم المقيم فوق السماء السابعة في الجنة دار السلام، وإما بالعذاب الأليم في الدركات السفلى من الكون.
[ ثانياً: الرد على الدهريين، وهم الذين ينسبون الحياة والموت للدهر وينفون وجود الخالق عز وجل ].
من هداة هذه الآيات: الرد الفظيع العجيب على الدهريين، ومن هم الدهريون؟ الذين ينسبون الحياة كلها وما فيها لليل والنهار، للدهر، يقولون: الدهر هو الذي يفعل هذا! وهذه خطيئة وخطأ فاحش وباطل كما سمعتم في الآيات، فالله هو خالق الدهر، هو خالق الليل والنهار، ومدبرهما، فكيف ننسب ذلك إلى الليل والنهار؟
[ ثالثاً: بيان أن الكفار لا دليل لهم عقلي ولا نقلي على صحة الكفر عقيدة كان أو عملاً ].
هذه حقيقة لا تنسوها: وهي أن الكفار المشركين من عرب، من مجوس، من يهود، من نصارى، الكفار سبب كفرهم الجهل، ما عرفوا الله ولا ما عند الله، فمن أراد أن يهديه يعلمه، فيقال له: من خلقك؟ لم خلقت؟ هل لله من كتاب؟ هل لله من رسول؟ يبين له هدى الله عز وجل ليدخل في الإسلام، لكن قبل أن يبين له هو أعمى، أصم ما يسمع، فلهذا بعث الله تعالى رسله وأنبياءه، وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وأتباعه هم الذين يبلغون دعوة الله وينشرونها، ونشروها في الشرق والغرب.
[ رابعاً: عدم إحياء الله تعالى للمطالبين بحياة من مات حتى يؤمنوا لم يكن عن عجز؛ بل لأنه يتنافى مع الحكمة التي دار عليها الكون كله ].
ما استجاب الله للمشركين لما قالوا: أحيوا لنا الأموات حتى نؤمن، لماذا؟ لأن هذا يتنافى مع الحكمة التي من أجلها خلق الله الحياة كلها، خلق الله الحياة ليعبد فيها بالذكر والشكر، فلهذا الجزاء يوم القيامة، فلو كان يحيي لهم الأموات فلن يعبدوه ولن يطيعوه.
[ خامساً: بيان أن أكثر الناس لا يعلمون؛ وذلك لأنهم كذبوا بالوحي الإلهي في الكتاب والسنة ].
هذه قاعدة عامة: الناس أبيضهم وأصفرهم لا يؤمنون في الشرق والغرب، لماذا؟ لأنهم كفروا بالكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم، فلوا آمنوا بأن القرآن كلام الله وأن الذي نزل عليه رسول الله لأحبوه وبحثوا عنه وتعرفوا عليه، وأطاعوا الله ورسوله، لكن البعد جعلهم كالعميان.
[ سادساً: بيان أنه لا علم صحيح إلا من طريق الوحي الإلهي ].
هذه حقيقة ما ننساها يا معشر المستمعين والمستمعات: لا علم صحيح في العقيدة وفي العبادة وغيرها إلا من طريق الوحي الإلهي، ومن غير قال الله وقال رسوله لا علم صحيح أبداً ولا يصدق، فمصدر العلم الوحي الإلهي الذي أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ألا وهو القرآن الكريم والسنة المبينة الشارحة المفصلة له، وأيما علم خارج عن الكتاب والسنة فهو باطل، ولن يكون علماً أبداً، وكله أكاذيب وأباطيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.