إسلام ويب

تفسير سورة الذاريات (1)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أقسم الله عز وجل في مستهل هذه السورة بالسحاب المسخر بين السماء والأرض، والذي يحمل الماء إلى حيث يشاء الله عز وجل، كما أقسم بالملائكة التي تقسم أمره على خلقه، وأقسم على صنع السماء، وجعل هذه الأقسام مقدمة لبيان ما وعد الله به من قيام الساعة، وما فيها من فصل القضاء بين العباد، وما أعده للمكذبين بيوم المعاد من العذاب.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن مع سورة الذاريات المكية، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوة الآيات الأولى منها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ * قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات:1-14].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! اذكروا ما علمتم أن السور المكية التي نزلت بمكة المباركة هي تعالج العقيدة لتصحيحها؛ إذ العقيدة الصحيحة صاحبها حي كامل الحياة، يسمع، يبصر، يعطي، يأخذ، يذهب، يجيء، لكمال حياته، وفاقدها ميت لا يؤمر بصلاة ولا جهاد ولا رباط، فلما وجدت العقيدة السليمة الصحيحة أخذ الله تعالى يشرع ويفرض لعباده المؤمنين هذه العبادات الواسعة الكاملة، وعلمنا أن أعظم أركان العقيدة وأهمها التوحيد والنبوة والبعث الآخر.

    أولها التوحيد، وهو أنه لا إله إلا الله، ثم إثبات النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله، ثم البعث الآخر والحياة الثانية بعد هذه، وما يجري فيها ويتم من الحساب والجزاء.

    هذه الأركان الثلاثة، مع أن أركان الإيمان ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088480927

    عدد مرات الحفظ

    776936687