إسلام ويب

تفسير سورة الزخرف (10)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • عاب الله عز وجل على أهل مكة مجادلتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام بالباطل، وما ذاك إلا بسبب ضلالهم وإعراضهم عن الحق والهدى، فما إن يأتيهم بآية إلا أعرضوا عنها، وما يضرب لهم مثلاً إلا جادلوا فيه، فتوعدهم الله عز وجل بالهلاك القريب، إن هم استمروا على حالهم، واتبعوا خطوات الشيطان التي زينها لهم؛ لأنه يقودهم إلى كل بلية، ويوقعهم في كل رزية.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فها نحن مع هذه الآيات من سورة الزخرف المكية، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [الزخرف:57-62].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا [الزخرف:57] يعني: عيسى، إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [الزخرف:57] يفرحون ويضحكون ويصفقون.

    سبب نزول الآية الكريمة

    هذه الآية لها سبب في نزولها، فسبب نزولها: ما روي أن ابن الزبعرى -وكان كافراً مشركاً فحلاً، وأسلم فيما بعد- قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية من سورة الأنبياء هي قوله تعالى: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ [الأنبياء:98]، لما نزلت هذه الآية قال ابن الزبعرى للرسول صلى الله عليه وسلم: أهذا لنا وآلهتنا أم لجميع الأمم؟ فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: هو لكم وآلهتكم ولجميع الأمم، وهو قوله تعالى: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ [الأنبياء:98].

    هنا ماذا قال ابن الزبعرى ؟ قال: خصمتك ورب الكعبة! يعني: غلبتك في الخصومة ورب الكعبة، حلف بالله عز وجل وكان مشركاً؛ إذ مشركو العرب كانوا يؤمنون بالله رباً.

    ثم قال: أليست النصارى يعبدون المسيح؟ أليس اليهود يعبدون العزير؟ أليس بنو مليح يعبدون الملائكة؟ إذاً: كلهم في النار: العزير، وعيسى، والملائكة، فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا بأن نكون نحن وآلهتنا معهم!

    فلما قال ابن الزبعرى هذا فرح العرب المشركون وضحكوا وضجوا بالصياح مرتفعة أصواتهم بذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [الزخرف:57]، هذا الضجيج والصياح والفرح لأنهم ظنوا أن عيسى في النار، وأن العزير والملائكة كذلك، وأنهم هم مع آلهتهم في النار كما قال ابن الزبعرى ، فأبطل الله هذه النظرية الفاسدة بقوله: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [الزخرف:57]، وقرئ (يصُدّون) أيضاً، أي: يعرضون.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وقالوا أألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون)

    قال تعالى: وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ [الزخرف:58] آلهتنا خير أم عيسى أم العزير أم الملائكة؟

    قال تعالى: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الزخرف:58]، ولهذا ما من أمة، ما من قوم يكونون على هدى ويضلون إلا آتاهم الشيطان الجدال والخصومة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل)

    ثم قال تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ [الزخرف:59] فعيسى عليه السلام عبد من عبيدنا، خلقناه بأيدينا وأنعمنا عليه بأن أوجدناه بلا أب كما أوجدنا آدم بلا أب ولا أم، أنعمنا عليه بحبنا ورضانا عنه وإرسالنا له وما بعثناه به.

    وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ [الزخرف:59] فلو تأملوا وتدبروا لقالوا: آمنا بالله وبقدرته، فعيسى يخرج من بطن أمه مريم بلا واسطة، بلا أب، ولكانوا يزدادون إيماناً ويقيناً، ولكن مع الأسف كفروا به وانقسموا أقساماً.

    إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ [الزخرف:59] أي: عيسى وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ [الزخرف:59] لو اعتبروا لكانوا يزدادون إيماناً ويقيناً.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون)

    قال تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ [الزخرف:60] هذا خبر آخر، يقول تعالى لهم: ولو نشاء لجعلنا من يخلفكم في الأرض من الملائكة، نهلككم ولا نبقي أحداً على الأرض، ونخلق ملائكة يعبدون الله تعالى فيها.

    وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ [الزخرف:60] أي: خلفاً لكم يعبدوننا بعدما نهلككم عن آخركم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم)

    ثم قال تعالى: وَإِنَّهُ [الزخرف:61] أي: عيسى عليه السلام لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ [الزخرف:61]، وحتى نبينا كذلك علم للساعة، أما قال: ( بعثت أنا والساعة كهاتين )؟ أشار بأصبعيه وقال: ( بعثت أنا والساعة كهاتين )، ما بيننا فرق أبداً، بل زمن يسير.

    والقرآن نفسه علم من أعلام الساعة، وإن كان الأول هو الظاهر: وَإِنَّهُ [الزخرف:61] أي: عيسى عليه السلام لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ [الزخرف:61] أي: ساعة القيامة والبعث والجزاء، فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا [الزخرف:61] أي: لا تشكوا فيها، فهي -والله- لآتية، والله! إن الساعة لقريب وآتية لا محالة، فلا تشكوا فيها.

    وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ [الزخرف:61] امشوا ورائي، قولوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، آمنا بالله وبلقائه، واعبدوا الله بما شرع من عبادته، واستمسكوا بذلك ولازموه حتى يتوفاكم الله فتكملوا وتسعدوا.

    وَاتَّبِعُونِ [الزخرف:61] امشوا ورائي لأقودكم إلى الجنة في الدار الآخرة، أقودكم إلى الكمال والعز والسعادة في دار الدنيا، وهو كذلك.

    حقيقة الصراط المستقيم

    ثم قال: هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [الزخرف:61] الصراط المستقيم -معاشر المستمعين والمستمعات- الطريق الذي يصل بك إلى باب الجنة، الطريق الذي لا انحراف ولا اعوجاج فيه تمشي فيه إلى أن تقرع باب الجنة، ألا وهو الدين الإسلامي، وهو الذي نسأل الله في كل ركعة من ركعاتنا بالليل والنهار فنقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، ألا وهو الإسلام، وهذا الصراط دائماً نقول: عن يمينه الواجبات، وعن شماله المنهيات، وامش أنت فأد الواجب وتخل عن المنهي، وواصل مسيرتك حتى يتوفاك الله، وما إن تخرج روح من بدنك حتى تلتحق بالملكوت الأعلى في الجنة دار السلام.

    هذا هو الصراط صراط الله الموصل إلى رضا الله، إلى جوار الله، افهموه كما بينت لكم، إنه طريق عن يمينه الواجبات من الصلاة إلى الزكاة، إلى سائر الواجبات، عن شماله المعصيات من الخمر إلى الزنا، من الربا إلى قتل النفس، وأنت ماش تؤدي الواجبات وتتجنب المنهيات عاماً بعد عام حتى يتوفاك الله ونفسك زكية طاهرة نقية كأنفس الملائكة، واقرءوا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [الشمس:9]، فتفلح بأن تنجو من عذاب النار وتدخل الجنة دار الأبرار مع مواكب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

    هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [الزخرف:61] يدعو محمد رسول الله العرب والمشركين والإنس والجن إليه، أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ثم يعبدوا الله بما شرع لهم من هذه العبادات فيحلوا ما أحل ويحرموا ما حرم وينهضوا بالواجبات ويؤدوها في صدق وإحسان، ويتجنبوا المنهيات ويبتعدوا عنها أيضاً.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين)

    ثم قال تعالى لهم -ونحن معهم-: وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ [الزخرف:62] عن هذا الصراط المستقيم، لا يصرفنكم إبليس عن الإسلام، وقد صرف من صرف، ملايين ما يريدون الإسلام أبداً، الشيطان هو الذي يصرفهم، الآن الشرق والغرب يعرفون الإسلام، فهل دخلوا أمماً في الإسلام؟ قل من يدخل في الإسلام؛ لأن الشيطان يصرف عنه، يبعد عن الإسلام، ما يريد الشيطان لآدمي أن يسلم، والله! ما يريد الشيطان لآدمي أن يسلم، لماذا؟ لأنه إذا أسلم دخل الجنة والشيطان يدخل النار، وهو يريد أن يدخل الناس كلهم معه جهنم.

    والعلة كما علمنا: أن إبليس أبلس وطرد من رحمة الله بسبب حسده لآدم والعياذ بالله ورفضه السجود له، فأبلسه الله وطرده، فمن ثم فأعدى أعدائه إليه هم الناس بنو آدم، فهو يجتهد أن يكفرهم أجمعين، وأن يفسقهم كلهم، وأن يبعدهم عن الإيمان والإسلام حتى يكونوا معه في عذاب الآخرة وعذاب الدنيا أيضاً وشقائها وخبثها وما فيها.

    هكذا يقول تعالى لنا: وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ [الزخرف:62] عن ماذا؟ عن الصراط المستقيم، ما هذا الصراط المستقيم؟ الإسلام دين الله، وهو -كما تعرفون- عقائد، وآداب، وأخلاق، وعبادات، فلا يصدنكم الشيطان عن الإسلام.

    ثم علل تعالى لذلك فقال: إِنَّهُ [الزخرف:62] أي: الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [الزخرف:62] والعدو هو الذي يريد لعدوه الهلاك والدمار والخراب، فإبليس عدو الآدميين، فلهذا لا يريد أن يرى آدمياً طيباً طاهراً، ولا نقياً ولا سعيداً أبداً، يريد أن يغمسهم كلهم في الشرك والكفر والخبث والفساد، ليكونوا معه في جهنم.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    والآن مع هداية الآيات.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:

    [ هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    أولاً: بيان أن قريشاً أوتيت الجدل والقوة في الخصومة ].

    من هداية هذه الآيات التي سمعناها وتدارسناها: أن كفار مكة كانوا ذوي جدل وخصومة عجب، لا يوجد من هو أكثر جدلاً وخصومة منهم، وعلة ذلك أنهم ضلوا، فلما ضلوا أوتوا الجدل والعياذ بالله.

    [ ثانياً: ذم الجدل لغير إحقاق حق أو إبطال باطل، وفي الحديث: ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) ].

    من هداية هذه الآيات: أن الجدل إذا لم يكن من أجل إحقاق حق أو من أجل إبطال باطل لا يجوز، لا نجادل أحداً إلا إذا أردنا أن نحق حقاً أضاعه الناس أو نبطل باطلاً اعتنقه الناس فلا بأس أن نجادل، أما لغير إحقاق الحق وإبطال الباطل فالجدل لهو وعبث ولغو، فلا نجادل؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )، هذا خبر النبي صلى الله عليه وسلم، ما ضل قوم بعد أن كانوا في هداية إلا أعطاهم الله الجدل.

    [ ثالثاً: شرف عيسى وعلو مكانته، وأن نزوله إلى الأرض علامة كبرى من علامات قرب الساعة ].

    من هداية هذه الآيات: شرف عيسى وعلو مكانه وسمو درجته، عيسى عليه السلام ذاك الذي كان بكلمة (كن)، ما إن نفخ جبريل في كم مريم حتى كان عيسى، ما هي إلا ساعة ووضعته.

    وعرفنا أن الناس حين يأتونه يطلبون منه الشفاعة لهم عند الله ليقضي بين العباد ما يذكر ذنباً قط، آدم قال: عصيت ربي، ونوح قال: كيف وقد قلت وقلت، وإبراهيم قال: كذبت ثلاث كذبات، وموسى قال: قتلت نفساً.

    وعيسى ما ذكر ذنباً قط، والله! ما أذنب قط، عاش ثلاثين سنة ورفع إلى السماء وسينزل ويعيش أيضاً ثلاثاً وثلاثين سنة ما يعصي الله معصية، ما ذكر ذنباً قط.

    هذا عيسى عليه السلام، وجعله الله علامة كبرى من علامات قيام القيامة، إذا نزل عيسى عليه السلام من السماء على المنارة البيضاء بدمشق اقتربت الساعة ولم يبق إلا أيام: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا [الزخرف:61] ولا تشكوا فيها، وعما قريب يبلغنا أن عيسى نزل.

    [ رابعاً: تقرير البعث والجزاء ].

    من هداية هذه الآيات: تقرير البعث في الدار الآخرة والجزاء على العمل في هذه الدنيا، وهذا الذي نقول من أعظم العقائد: اعتقادك أنك بعد الموت تحيا وتسأل وتستجوب، وتجزى بعملك.

    ولهذا نقول: إن إنساناً أبيض أو أصفر، في الأولين أو في الآخرين لا يؤمن بالدار الآخرة والبعث والجزاء لا خير فيه ولا يعول فيه على شيء ولا يوثق فيه أبداً؛ لأنه شر البرية.

    أيما إنسان ذكراً كان أو أنثى لا يؤمن بالدار الآخرة والجزاء فيها على الكسب في الدنيا؛ فهذا المخلوق لا خير فيه، ولا يعول عليه، ولا يوثق فيه أبداً؛ لأنه شر الخليقة.

    [ خامساً: حرمة اتباع الشيطان لأنه يضل ولا يهدي ].

    وآخر هداية هذه الآيات: حرمة اتباع الشيطان، حرام عليك يا عبد الله أن تتبع خطوات الشيطان، إذا مشى يميناً اذهب شمالاً، إذا مشى أمامك فارجع للوراء، لا تمش وراء العدو أبداً.

    والعدو يقودك إلى المخمرة، إلى المزناة، إلى الكذب، إلى الربا، إلى ترك الصلاة، إلى عصيان المسئولين، إلى سب أو شتم أمك أو أبيك.. وهكذا يقودك إلى الباطل، فلا ينبغي أن نمشي وراءه، ولا نتبع خطواته.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765794924