والآن مع هداية الآيات.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:
[ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: بيان فضل أهل بيعة الرضوان وكرامة الله لهم برضاه عنهم ].
فمن أفضل منهم، وقد أعلن تعالى في كتابه عن رضاه عنهم؟ ولو رأيت أنت رؤيا صادقة تبشر فيها برضا الله فوالله! إنك لا تشعر بالدنيا جعت أو مرضت، فكيف وقد نزل القرآن يعلن عن رضا الله تعالى عنهم؟ ومن رضي الله عنه هل يذله؟ هل يخزيه، هل يعذبه ويدخله النار؟ تعالى الله عن ذلك وحاشا وكلا.
[ ثانياً: ذكاء عمر وقوة فراسته؛ إذ أمر بقطع الشجرة خشية أن تُعبد، وكم عُبدت من أشجار في أمة الإسلام في غيبة العلماء وأهل القرآن ].
لذكاء عمر وعلمه وبصيرته قطع هذه الشجرة خشية أن تعبد مع الله عز وجل، وانتهينا منها، ولكن وجدنا أشجاراً في الشرق والغرب تعبد بين المسلمين، حتى في المدينة، كانت شجرة تعبد اقتلعها بعض الإخوان.
[ ثالثاً: مكافأة الله تعالى للصادقين الصابرين المجاهدين من عباده المؤمنين بخيري الدنيا والآخرة ].
[ رابعاً: صدق وعد الله لأصحاب رسوله في الغنائم التي وعدوا بها، فتحققت كلماته بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي غنائم فارس والروم ].
إذ وعدهم بغنائم فارس والروم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ففازوا بها وأخذوها، وعدهم في هذه الآيات التي نزلت بالحديبية، أليس كذلك؟ فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتولي أبي بكر وتولي عمر نصر الله المسلمين وفتحوا فارس والروم، وتحققت هذه الغنائم.
[ خامساً: كرامة الله للمؤمنين إذ حمى ظهورهم من خلفهم مرتين: الأولى: ما همَّ به اليهود من غارة على عائلات وأسر الصحابة بالمدينة النبوية، والثانية: ما همَّ به رجال من المشركين من الفتك بالمؤمنين ليلاً بالحديبية؛ إذ مكن الله منهم رسوله والمؤمنين، ثم عفا عنهم رسول الله وأطلق سراحهم، فكان ذلك مساعداً قوياً على تحقيق صلح الحديبية ].
هاتان نعمتان عظيمان، كرامتان أكرم الله بهما المؤمنون: الأولى: في الذين تجمعوا وقالوا نقتل عيالهم المدينة ونساءهم، فصرفهم الله عز وجل.
والثانية: ثمانون شاباً جاءوا من مكة لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فصرفهم الله وهزمهم.
[ سادساً: بيان سنة الله في أنه ما تقاتل أولياء الله مع أعدائه في معركة إلا نصر الله أولياءه على أعدائه ].
هذه الحقيقة وأحلف عليها بالله: ما اجتمع مؤمنون صادقون ربانيون يقاتلون باسم الله ولله؛ فإن العدو الكافر المشرك الذي يقاتلهم -والله- لا ينتصر عليهم، وعد الله الذي لا يخلف الميعاد، والله! لينصرنهم الله، فقد نصر أصحاب رسول الله في ميادين لا حد لها، حتى بلغوا الأندلس غرباً والهند شرقاً، هذه سنة الله.
فإذا وجد المؤمنون الربانيون الصالحون وقاموا يقاتلون في سبيل الله فعدوهم المشرك الكافر لن ينتصر عليهم، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.