إسلام ويب

تفسير سورة سبأ (5)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد أنعم الله عز وجل على مملكة سبأ بجنتين عن يمين وشمال فيها من كل شيء، وجعل بينهم وبين مدن الشام قرى ظاهرة حتى لا يكون في سفرهم مشقة، ولا يحتاجون إلى الركوب ليبلغوا حاجتهم فيها، فما كان منهم إلا أن أعرضوا وكفروا نعمة الله ولم يشكروه عليها، فعاقبهم الله عز وجل بأن أرسل عليهم سيل العرم الذي دمر عليهم جنتيهم، وأبدلهم بدلاً منها بجنتين فيهما من السدر والأثل، ثم شتت الله شملهم ومزقهم كل ممزق، وجعلهم عبرة وعظة لقوم يعتبرون.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال...)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذا اليوم ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

    فهيا بنا نصغي مستمعين إلى تلاوة هذه الآيات من سورة سبأ المباركة الميمونة ثم نتدارسها، قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ:15-19].

    إخبار الله بما أعطى قوم سبأ من النعيم

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ [سبأ:15]، أي: في مساكنهم، وفي قراءة سبعية: (مساكنهم) بالجمع، فبعد أن ذكر الله ما أنعم به على آل داود وسليمان وكانوا من الصابرين الشاكرين، ذكر حدثاً آخر هو أعظم، وهذا الحدث هو أن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان كان له أولاد، وكانت ديارهم في صنعاء، فقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ [سبأ:15]، عظيمة دالة على إنعام الله وإفضاله وعطائه وقدرته ورحمته، وهذه الآية هي في قوله تعالى: جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ [سبأ:15]، فالوادي تتوسطه الجنتان والمياه تجري فيهما طول الدهر، وعن يمينه وشماله بساتين، وفي البساتين منازل ودور ومساكن لأهلها، ومنشأ ذلك أن الأودية التي تصب في هذا الوادي متعددة من كل جهة، وقد وفقوا لوضع سد من أبدع السدود وأعظمها، وكان ذلك بتوفيق الله تعالى لهم، وذلك لأنهم كانوا مؤمنين بالله تعالى، وقد جعلوا للسد ثلاث طبقات، فالطبقة الأولى هي العليا وذلك إذا نقص الماء، والطبقة الثانية يفتحون الأبواب، وإذا نقص انتقلوا إلى الطبقة الثالثة، وهذه المياه تسقي مزارع وحقولاً ممتدة من صنعاء إلى الشام، وهو وادٍ عن يمينه وعن شماله دور وبساتين وقصور وفواكه ونعيم لا حد له.

    وجوب شكر المنعم جل وعلا

    وقلنا لهم: كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ [سبأ:15]، أي: أنعمنا عليهم بذلك الإنعام وأمرناهم بأن يأكلوا من هذه الطيبات ويشكروا المنعم المتفضل بها جل جلاله وعظم سلطانه، لا أن يأكلوا ويكفروا، كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ [سبأ:15]، جزاء ما أنعم به عليكم، وذلك بحمده والثناء عليه وطاعته في أمره ونهيه، وحب ما يحبه وكره ما يكرهه، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ [سبأ:15]، ألا وهي صنعاء، فهي طيبة إذ لا يوجد فيها عقارب ولا ثعابين ولا وباء ولا أمراض ولا حشرات، وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ:15]، أي: لكل من يذنب فيتوب ويرجع إلى الله، فأي إنعام أفضل من هذا الإنعام؟!

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم...)

    بيان عاقبة الإعراض عن الله تعالى

    لكن مع الأسف أعرضوا، قال تعالى: فَأَعْرَضُوا [سبأ:16]، أي: أنهم أعطوا أدبارهم وظهورهم وأعرضوا عن دعوة الله تعالى، بل وحاربوا أنبياءه وقتلوا أولياءه بسبب ذلك النعيم العظيم، فبهذا السبب طغوا وتكبروا وتجبروا، وذلك أن النعمة أعمتهم وأغرتهم حتى فعلوا الأعاجيب، فَأَعْرَضُوا [سبأ:16]، فماذا فعل الله بهم؟ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ [سبأ:16]، وسيل العرم هو سيل عظيم، وعرم، أي: يتدفق بشدة، وذلك أن هذا السد انهدم وأكلته الجرذان وخرب بتدبير الله تعالى، وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ [سبأ:16]، أي: عن يمين الوادي وشماله.

    معنى قوله تعالى: (جنتين ذواتي أكل خمط وشيء من سدر قليل)

    جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ [سبأ:16]، وهو ما يؤكل، ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ [سبأ:16]، وخَمْطٍ، أي: مر ومنتن، وَأَثْلٍ [سبأ:16]، وهو الطرفة، وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ:16]، لا ينفع ولا يجدي، فتلك البساتين ماتت، وتلك الأشجار من الأعناب والفواكه والتفاح كلها قد احترقت وانتهت، واستعاضوا عن ذلك بالطرفة وهي الأثل، وشيء من السدر المعروف، وشجر أُكلٍ وهو مر تماماً كالأراك، وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي [سبأ:16]، أي: صاحبتي، أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ [سبأ:16]، أي: قليل، مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ:16].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ذلك جزيناهم بما كفروا...)

    مجازاة الله للكافر بنعمه تعالى

    فلماذا فعل الله بهم ذلك؟ قال تعالى: ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا [سبأ:17]، فيا عرب! ويا مسلمون! تأملوا وتدبروا، ولا تظنوا أن النعم هذه أضحوكة، إنما هي ابتلاء من الله، فإما أن تشكروا الله وإما أن تسلب منكم وتهلكوا، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا [سبأ:17]، أي: بسبب كفرهم، فقد أنعم الله تعالى عليهم، لكنهم بعد ذلك تركوا الصلاة وحاربوا أنبياء الله وفعلوا الجرائم والموبقات، وهذا بسبب الطغيان الذي تسبب فيه كثرة النعم، ولهذا إذا لم تعرف كيف تحمد الله على النعم فإنها ستسلب وتتحول إلى نقم، وهذا صريح قوله تعالى: فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ [سبأ:16]، العظيمتين، جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا [سبأ:16-17]، فقد كفروا بالله وبلقائه، وبأنبيائه وبرسله، وبنعمه وبعبادته وبشرائعه، وأي كفر كفروه فسيجازيهم الله به.

    حصر الله للمجازاة السيئة للكافر بنعمه تعالى

    ثم قال تعالى لنا: وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ:17]؟ أي: وهل نجازي هذا الجزاء، وذلك بسلب النعمة وتحويل الرخاء إلى غلاء، والنعمة إلى بلاء إلا الكفور؟ فما الكفور؟ ومن الكفور؟ الكفور هو كثير الكفر، فيكفر بالله وبلقائه وبشرعه وبرسالة نبيه، ويكفر بنعم الله تعالى، فهو لا يقول عند الأكل: الحمد لله، ولا عند الشرب: الحمد لله، ولا يقول: هذا فضل الله، ولا هذا إنعام الله أبداً، وهذا هو الكفور حقاً، فنبرأ إلى الله منهم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة...)

    ثم قال تعالى: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً [سبأ:18]، وهذا يعود إلى سياق الآية الأولى، والآيات السابقة فيها اعتراض، إذ كيف أعرضوا ودمرهم؟ ومن ثم عاد إلى السياق الأول، وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا [سبأ:18]، أي: من صنعاء إلى الشام، وذلك على جانبي الوادي الذي يسيل بالماء طول الدهر، فماذا فعل الله بهم؟ وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ [سبأ:18]، أي: كان يمشي أحدهم في الصباح ويقيل وقت الظهر ويمشي بعد الظهر إلى المساء من مدينة إلى مدينة، ووالله ما كانوا يحتاجون إلى حمل الزاد أبداً، إذ المرأة تخرج بنفسها وتتنقل من مدينة إلى مدينة وهي في البساتين والفواكه والخضر من التفاح والتين والرمان، فيتساقط عليها فتجمعه في ثوبها، و السَّيْرَ [سبأ:18]، هو المسافة من صنعاء إلى الشام، وهي مسافة شهرين للماشي على بعيره أو فرسه، وهذه المسافة كلها يحيطها من هنا وهناك قرى ومدن، فلا يحتاج المسافر إلى أي شيء يحمله معه، قُرًى ظَاهِرَةً [سبأ:18]، أي: واضحة، وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ [سبأ:18]، وقلنا لهم: سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ [سبأ:18]، فلا يخاف أحدهم على نفسه لا لسلب ماله ولا لضربه ولا الاعتداء عليه، إذ كان ذلك تحت ظل النبوة الإلهية ودعوة المرسلين عليهم السلام، وهذا قبل أن يكفروا والعياذ بالله.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم ...)

    قال تعالى: فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ:19].

    خطر كفر النعمة

    فَقَالُوا رَبَّنَا [سبأ:19] أي: يا ربنا! بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا [سبأ:19]، فما حمدوا النعمة، بل تبجحوا وقالوا: لم هذه؟ ولماذا لا نركب على فرسنا أو بعيرنا؟ ولم هذه القرى بهذه الحال؟ ولم لا يكون هناك فقراء وأذلاء وأغنياء وأعزاء؟ وكل هذا والشيطان هو الذي يوحي لهم بهذه الأباطيل، وسببها هو كفران النعمة والعياذ بالله، فَقَالُوا رَبَّنَا [سبأ:19]، أي: يا ربنا! بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ [سبأ:19]، أي: بالشرك والكفر والذنوب والآثام، فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ [سبأ:19]، بمعنى: يتحدث بهم الناس، وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ [سبأ:19]، أي: وتشردوا، فالأزد التحقوا بعمان، والأوس والخزرج جاءوا إلى المدينة، وخزاعة جاءت إلى تهامة، وعلى كل تمزقوا أيما تمزق، وتشتتوا أيما تشتت، وكل ذلك بعدما تدمرت تلك البساتين والدور والطرق العظيمة.

    فضيلة الصبر والشكر وعلو شأن الصبور الشكور

    إِنَّ فِي ذَلِكَ [سبأ:19]، أي: الذي سمعتم يا عباد الله! لَآيَاتٍ [سبأ:19]، بينات واضحات تدل على وجود الله تعالى، وعلى علم الله تعالى، وعلى قدرة الله تعالى، وعلى رحمة الله تعالى، وعلى صحة الدعوة الإسلامية التي كانت على ألسنة الأنبياء والمرسلين، وذلك من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أن من أطاع الله أعزه وأكرمه، ومن عصاه أهانه وأذله إلى يوم الدين، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ [سبأ:19]، لكن من يرى هذه الآيات وينتفع بها، لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ:19]، والصبار هو كثير الصبر الذي لا يتألم لقضاء الله وقدره أبداً، فهو دائماً لا يجزع ولا يكرب، وإنما دائماً يردد ويقول: الحمد لله، والشكور هو ذلك الذي يشكر الله على شربة الماء، وعلى نظرته بعينيه، وعلى كل نعمة أنعم الله بها عليه، وهذا هو الذي يوجد في هذه القصص، فماذا يجد فيها؟ يجد الآيات التي تدله على طاعة الله ورسوله.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    قال الشارح: [ من هداية الآيات: أولاً: التحذير من الإعراض عن دين الله ]، أي: الإعراض عن ذكره وعبادته ودينه وشرعه، أما الذين لم يحذروا وأصروا على الكفر والعناد والله لتنزل بهم نقم الله تعالى، ووالله ليُمزقُن طال الزمان أم قصر.

    قال: [ ثانياً: التحذير من كفر النعم بالإسراف فيها وصرفها في غير مرضاة الله واهبها عز وجل ]، فالآيات والله لتحمل هذا، وقد رأينا تلك البلاد كيف دمرت؟ وكيف شرد أهلها بعضهم في الشام وبعضهم في بلد آخر؟ فبعد أن كانوا أمة عظيمة، وتذكرون بلقيس فقد كان لها ملك عظيم، لكنهم للأسف لما أعرضوا أعرض الله عنهم.

    قال: [ ثالثاً: خطر الحسد وأنه داء لا دواء له والعياذ بالله، يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ]، وذلك لأن الذين قالوا: رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا [سبأ:19]، هم الحسدة، وقد اعترضوا فقالوا: لمَ يبقى الناس كلهم في مستوى واحد أبيضهم وأسودهم، يجب أن يظهر الأغنياء أو الشرفاء؟! فأذاقهم الله جزاء الحسد.

    قال: [ رابعاً: فضيلة الصبر والشكر وعلو شأن الصبور الشكور ]، والصبور أعظم من الصابر، وكذلك الشكور أعظم من الشاكر، فاللهم اجعلنا من الصبورين الشاكرين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718712

    عدد مرات الحفظ

    765800133