إسلام ويب

تفسير سورة محمد (1)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • فرق بين طريق الفلاح وطريق الخسران، فطريق الفلاح الإيمان والعمل الصالح، وطريق الخسران الشرك والمعاصي، والله عز وجل كافأ أهل الإيمان بأن كفَّر عنهم السيئات، وأصلح بالهم وأعمالهم وأقوالهم، أما أهل العصيان فجازاهم على اتباعهم الباطل وصدهم عن الحق بأن حرمهم النور، وأعقبهم حسرة في قلوبهم، وأورثهم ذلة وهواناً بسبب معاصيهم، وتوعدهم بالنار جزاء كفرهم.

    الفرق بين السور المكية والمدنية

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن مع سورة محمد صلى الله عليه وسلم المدنية، وقد درسنا المكيات وخرجنا بنتيجة من أطيب النتائج وأطهرها، ألا وهي أننا نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن البعث الآخر حق؛ إذ هذه الدار دار عمل وتلك دار جزاء، والجزاء نوعان: الجنة دار السلام، أو النار دار البوار.

    أما المدنيات ففيها الأحكام والشرائع، فبسم الله نصغي مستمعين إلى هذه الآيات، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ [محمد:1-3].

    أسماء سورة محمد وعدد آياتها

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذه السورة لها اسمان: تسمى بسورة محمد صلى الله عليه وسلم، وتسمى بسورة القتال؛ لذكر القتال فيها، وذكر محمد صلى الله عليه وسلم فيها.

    لكن تسميتها بسورة محمد أشهر وأوسع، وآياتها ثمان وثلاثون آية، كل آية تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومعنى آية: علامة، كل آية علامة على أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، كيف ذلك؟

    هذه الآية من قالها؟ من أنزلها؟ الله، إذاً: لا إله إلا الله، وعلى من نزلت؟ على محمد صلى الله عليه وسلم، فمحمد رسول الله.

    كل آية في القرآن الكريم تقرر: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أي: تدل دلالة قطعية على ألوهية الله وربوبيته، وعلى نبوة محمد ورسالته صلى الله عليه وسلم.

    والسور كلها تستفتح بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) اللهم إلا سورة واحدة وهي سورة التوبة المدنية، وهي بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:1]، فما دامت تعلن الحرب والبراءة فما يحسن فيها بسم الله الرحمن الرحيم، فهي إعلان: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [التوبة:1].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088537125

    عدد مرات الحفظ

    777192864