وإن من ذلك شهر الحج المبارك، فقد جعل الله فيه من الطاعات ما ليس في غيره.
وإن من أعظم ما يحققه هذا الموسم الكريم هو ترسيخ توحيد الله تعالى، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
سبحانه! جعل في تعاقب الليل والنهار عبرةً لمن ادكر أو تذكَّر، يُداول الأيام بين الناس ليبلوهم أيهم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، دعا إلى الله على بصيرةٍ هو ومن اتبعه، فأكمل الله به الدين، وأتم به النعمة، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الأخيار، الأتقياء الأبرار؛ الذين استجابوا له، وأحيوا سنته، ومهدَّوا لمن بعدهم منهاجه وشرعته، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله جلَّ وعلا، اتقوه في السر والعلن، في الخلوة والجلوة، اعبدوا ربكم واسجدوا له واركعوا مع الراكعين، وافعلوا الخير، وجاهدوا في الله حق جهاده لعلكم تفلحون.
أيها الناس... حجاج بيت الله الحرام! بعد ساعات معدودات من ساعات العمر يُهلُّ هلال ذي الحجة الوليد في ذلك التو يلوح ذلك الوليد في السماء، ليعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أن خالقهم -جلَّ شأنه- قد آذنهم بشهرٍ له في مجتمعهم تأثير، وفي نفوسهم تأديب، وفي مشاعرهم إيقاظٌ وتنبيه.
يلوح الهلال في السماء ليوقنوا أن فضل الله عليهم متواصل، وأن مواسم النفحات والغفران لا تزال متواليةً لمن وفقه الله لاغتنامها، إذ لا يمضي من عمر المؤمن ساعة من الساعات إلا ولله فيها عليه وظيفة من وظائف الطاعات والقربات؛ إن هو أحسن القصد، فيغدو ويروح في خمائلها، وإلا كان مُضيعاً يدهش من حاله، أو خاسراً يتعوذ بالله من مآله.
حيث عمي عن الهدف، وحاز عن الغاية، وخالف سيرة الناجحين من أولياء الله الصالحين، يقول الحسن البصري رحمه الله: [[ ما ظننت
ومن هنا يظهر البون شاسعاً بين العاصي والمطيع، فالمطيع عرف خالقه فعبده حق عبادته، والعاصي مكفوف البصيرة تائهٌ عن ولي نعمته؛ تستهويه الشياطين في الأرض حيران.
عباد الله! الحج قصد بيت الله الحرام لأداء النسك على صفة مخصوصة بينها الشارع الحكيم، ألا وإن هذا البيت الحرام الذي رفع قواعده إبراهيم خليل الرحمن، وابنه إسماعيل عليهما السلام، لم يُبن في الحقيقة إلا بالتوحيد، ومن أجل التوحيد، ولأهل التوحيد، تتعاقب الأجيال على حجه، ويتنافس المسلمون في بلوغ رحابه، وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ [إبراهيم:34-35]، وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج:26].
الحج في الإسلام عباد الله! أمارةٌ وحكمة تدعو إلى التوحيد؛ فاجتماع الناس على اختلاف ألوانهم وأجناسهم؛ ليوحي إليهم أنه ينبغي للمسلم ألاَّ يُعبد إلا الله في خوفه ورجائه، وذبحه ونذره، ورغبته ورهبته، فالله -جلَّ وعلا- إنما بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد الخالص لا غير، وتحريم كل صور الشرك وضروبه، ومنع كل مشرك من دخول المسجد الحرام: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:28].
وفي الحديث: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسعٍ من الهجرة من ينادي في الحج إلا يطوف بالبيت عريان، وألا يحج بعد العام مشرك ) رواه البخاري ومسلم .
ألا فاتق الله يا من ترجو قبةً، أو تتوسل بوثن!
أو أنت يا من تطوف بقبرٍ أو تتمسَّح بعتبة أو باب! أو أنت يا من تعلق تميمة أو ودعةً أو ناباً رجاء نفع أو دفع ضر، فإن الله جل وعلا هو النافع وهو يدفع ما بالإنسان من ضرٍ ومصاب وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [النحل:53-55].
إن الطائع الموحد ليشعر من أعماق قلبه أن ما دون الله هباء، بل ويستحيل عنده عقلاً أن يغلب الله على أمره، أو أن يقطع شيء دونه إذ التعلق بأمر الله عجز، والتطلع إلى سواه ضلال وحمق وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ [هود:123].
لقد قصر فئام من الناس مع التوحيد فصادموا المنقول، وخالفوا المعقول، فانحازوا إلى أصحاب القبور، وتضرعوا أمام أعتابهم، بل لقد كثر مروجوها والساعون إليها، بل لقد صور بعضها عبر إنشاد القصائد، أو المدائح الطافحة بالاستغاثات والنداءات؛ التي لا تصح إلا لفاطر الأرض والسماوات، لقد قصر جمع من الناس مع التوحيد، فافتن بعضهم بالتمائم والحروز، يُعلقها عليه وعلى عياله، بدعوى دفع الشر عنهم أو جلب الخير لهم، أو صرف العين وشبهها.
روى الإمام أحمد في مسنده : {أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذا؟! قال: من الواهنة، فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً }، وفي المسند -أيضاً- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من تعلَّق تميمة فلا أتمَّ الله له }، وفي رواية: {من تعلق تميمة فقد أشرك }.
نعم. أيها المسلمون! لقد قصَّر فئام من الناس مع التوحيد، فنازعوا الخالق جلَّ وعلا، فيما هو من خصائصه سبحانه، فادَّعوا علم ما لم يعملوا، وخاضوا في أمور الغيب التي لا يعلمها إلا هو، وذلك من خلال الشعوذة والكهانة، أو ما يسمى: مجالس تحضير الأرواح، أو قراءة الكف والفنجان، أو الخوض فيما يتعلق بمستقبل الأبراج وقراءتها، أو نحو ذلك من سيل الأوهام الجارف، والخزعبلات المقيتة أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ [الطور:38].. أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ * أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ * أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الطور:41-43].
إن العبد المسلم لفي حاجةٍ ماسة إلى أن يقدر هذه النعمة، وإن المجتمعات طراً -على اختلاف أقاليمها- ليست في غنىً عن الأمن الذي هو ماس بهم، عظيم الوقع في نفوسهم، متعلق بحرصهم على ذواتهم وأرواحهم، وفي ظل الأمن والأمان تحلو العبادة، ويصير النوم سباتاً، والطعام هنيئاً، والشراب مريئاً.
الأمن والأمان -عباد الله- عماد كل جهد تنموي، وهدف مرتقب لكل المجتمعات وإن اختلفت مشاربها، فالمجتمع إذا آمن أمن، وإذا أمن نما، والثمرة الحاصلة: أمنٌ وإيمانٌ ونماء، فلا أمن بلا إيمان، ولا نمو بغير ضمانات ضد الهدم الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].
وأظلم الظلم -عباد الله- هو الشرك بالله، فلا يجتمع -إذاً- ظلمٌ وأمن؛ ظلم النفس، وظلم الهوى، وظلم الحجارة، وظلم الدساتير، والأحبار والرهبان، ومتى بقيت من ذلك بقية فالله أغنى الشركاء عن الشرك، وهو لا يرضى بمزاحمة صنم الظلم، قال سهل بن عبد الله : " حرام على قلب أن يدخله النور، وفيه شيء مما يكرهه الله ".
إن الأمن والأمان المنبثقين من تطبيق شرع الله على وجه الأرض، ليتيح لقلب المسلم النير في كل قطر ومصر أن يعبد الله في هدوءٍ واستقامة، بل قد يتغير به مجرى تاريخ المجتمع بأسره، بل هي حياة فرداً من الأفراد، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي في جامعه : (من أصبح آمناً في سربه، معافاً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ).
والطريق الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم في الحج وغيره من أمور الدين لا هدي أحسن من هديه فيه، ولا طريق أقوم من طريقه فيه، وهيهات هيهات! أن يأتي الخلف في أعقاب الزمن بخير مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح في عصور النور.
وإن من غربة الدين أن تلتصق به المحدثات، ألا وإن البدع المحدثة فيها مع سوء الظن بصاحب الرسالة تشويهٌ لجمال الدين، وطمس لمعالم السنن، وحيلولةٌ بين الناس وبين دينه الصحيح.
والحكم الفصل في ذلك هو الوقوف عند السنن، ورد الأمور إلى حكم الله، وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].
يقول سفيان الثوري رحمه الله: [[ من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً [المائدة:3] ]].
البدعة عباد الله! هي ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وهي تأخذ في الغالب تقليداً لشيخ معظم، أو والد يحترم، أو مجتمع تقدس عاداته، أو أفكارٍ تستحسن، أو مبادئ تستورد، كما أن البدع في الوقت نفسه سريعة الانتشار تنجم كقرون المعز، تستلفت أنظار الدهماء، فيعمدونها الذين لا يبصرون، ويصمون عنها الذين هم عن السمع معزولون، وجماع النهي عن ذلك كله، ما حدث به الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه بقوله: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) رواه الشيخان ، وفي رواية لـمسلم : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
فاتقوا الله معاشر المسلمين! واحذروا البدع صغيرها وكبيرها، واعلموا إن من ابتدع بدعة في الإسلام فعليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، قال تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ [النحل:25].
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
أما بعد:
فاتقوا الله معاشر المسلمين! ثم كونوا على علمٍ أنكم قاب قوسين أو أدنى من حلول شهرٍ مبارك، الناس فيه صنفان: إما قاصدٌ بيت الله الحرام حاجاً أو معتمراً، يتعرض لنفحات خالقه ومولاه في عرصات المناسك المباركة، وإما قاعدٌ حلك أرضه لم يُقدَّر له بلوغ رحاب البيت العتيق، إما لعرضٍ أو لمرض، لم يكونا مانعين -بإذن الله- من أن يتلَّقى عشر ذي الحجة المباركة فيعمل فيها أعمالاً هي أفضل من الجهاد في سبيل الله، فقد روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -أي: أيام عشر ذي الحجة- فقالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله! قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ).
وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن عشر ذي الحجة هي المقصودة بقول الباري جلَّ شأنه: وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1-2] قال ابن كثير رحمه الله: وبالجملة فهذه العشر قد قيل: إنها أفضل أيام السنة كما نطق بذلك الحديث، وفضَّلها الكثير على عشر رمضان الأخيرة؛ لأن هذا يشرع فيه ما لا يشرع في غيرها؛ من صيامٍ وصدقةٍ وغيرها، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه.
والحاصل -عباد الله- أن النصوص دلت بمنطوقها ومفهومها على أن كل عملٍ صالح يقع في هذه الأيام، فهو أحب إلى الله تعالى من العمل نفسه إذا وقع في غيرها، كما أن الأعمال في هذه العشر تتنوع إلى الصوم والصدقة والتوبة النصوح، والإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل، كما أن فيها الأضحية والحج، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) رواه أحمد .
وقد ثبت عند أبي داود والنسائي : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر ) كما أن السنة قد دلَّت -يرعاكم الله- على أن من أراد أن يُضحِّي، وقد دخلت عليه العشر فلا يأخذنَّ من شعره أو أظفاره أو بشرته شيئاً حتى يُضحِّي، لورود الخبر بذلك عن الصادق المصدوق عند مسلم في صحيحه .
وثمة أمر جليل ينبغي التنبيه إليه: ألا وهو ما يفعله البعض ممن ابتلوا بحلق لحاهم، تراهم يجتنبون الحلق إذا دخلت عشر ذي الحجة، فلا يأخذون منها شيئاً، ولو سُئل أحدهم لم فعل ذلك؟ لقال: أنا أريد أن أضحي، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أخذ شيءٍ من الشعر حتى تضحى الأضحية.
فيا لله العجب! إن النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن أخذ شيءٍ من الشعر في هذه المدة الوجيزة، هو الذي نهى في الوقت ذاته عن أخذ شيءٍ من اللحية طيلة العمر؛ لما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (خالفوا المشركين، وفروا اللحى واحفوا الشوارب ).
لكنَّ بعض ضعاف النفوس يسهل عليهم تنفيذ أمره صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالأضحية؛ لأنها أيام قلائل، أما أمره بإعفائها مطلقاً فهو ثقيل على كسلان وذي ملالة، أما على الحريص فهو يسير فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63].
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك المؤمنين، اللهم فرِّج هم المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وسلِّم الحجاج والمسافرين في برك وبحرك وجوك يا رب العالمين.
اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم، واجعل ولايتهم فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين!
اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر