مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من السودان، وباعثها أحد الإخوة يقول يوسف الطاهر عبد البنات ، أخونا يوسف له رسالة مطولة فيها سؤالان، سؤاله الأول مطول أيضاً ملخصه: أنه حفر بئراً وفجأة بدأ الناس يتبركون بهذه البئر ويتعالجون من مياهها، ويسأل الآن سماحة الشيخ هل عليه إثم في ذلك أو لا؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإذا كانت البئر المذكورة فيها ماء ينفع من بعض الأمراض وحصل تجارب بذلك وانتفع الناس بها فلا بأس بذلك، لكن يعلمون ويوجهون أن البرء من الله والشفاء من الله، وأن هذا الماء جعل الله فيه بركة ينفع الناس من مرض كذا أو مرض كذا، كما جعل الله في زمزم بركة ينفع الله بها عباده في أشياء كثيرة سبحانه وتعالى، والله جعل لبعض المخلوقات خصائص تنفع في بعض الأمراض فلا يضر ذلك، لكن يعلم الجاهل أنها ليس عندها بركة إنما هذا خاصة فيها جعلها الله في هذا الماء ينفع من كذا أو من كذا يبين له أنها تنفع من كذا وكذا بالتجارب، وأما طلب البركة منها فالبركة من الله لا يطلب منها بركة ولكن تطلب البركة من الله والشفاء من الله سبحانه وتعالى هو الذي يشفي وهو الذي يعطي البركة جل وعلا، ولكن بعض المخلوقات تنفع كما ينفع ثمرة كذا من كذا والكي من كذا وكذا والدهن زيت من كذا وكذا وهكذا أشياء جعلها الله خاصة في بعض المخلوقات تنفع في أشياء، فلا ينافي ذلك أنها مخلوقة وأن الله هو خالقها، وأن الله هو الشافي والمعافي سبحانه وتعالى.
فالحاصل: أن بعض المخلوقات فيها خصائص تنفع من بعض الأمراض فلا مانع من استعمالها في الأمراض التي تنفع فيها حسب التجارب، ولكن مع الإيمان بأن الشفاء من الله والبركة من الله سبحانه وتعالى، فلا يطلب منها شيء لا يطلب منها بركة ولا يطلب منها شفاء الشفاء من عند الله سبحانه وتعالى والبركة من عند الله عز وجل.
الجواب: يعلمون الزيارة الشرعية، يعلمون زيارة القبور الزيارة الشرعية كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية) ، وفي حديث آخر قال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون غداً مؤجلون وأتاكم ما توعدون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : (يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر) هذا وأشباهه يدعى به للموتى.
أما وضع القباب على القبور أو المساجد هذا لا يجوز، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ، ويقول صلى الله عليه وسلم لـعلي رضي الله عنه: (لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) ، وصح عنه عليه الصلاة والسلام من حديث جابر عند مسلم في صحيحه: (أنه نهى عليه الصلاة والسلام عن تجصيص القبور، والقعود عليها، والبناء عليها) فالقبور لا يبنى عليها بنص النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يتخذ عليها مساجد ولا قباب، ولا تجصص ولا يقعد عليها فتمتهن، كل هذا ممنوع، ولا تكسى بالستور كل هذا ممنوع، وإنما يرفع القبر عن الأرض قدر شبر تقريباً ليعرف أنه قبر حتى لا يمتهن ولا يوطأ.
فالمؤمن يبلغ إخوانه ويعلمهم وهكذا طالب العلم، وهكذا العلماء يعلمون الناس ما شرعه الله، والمؤمن يتعلم من العلماء ويعلم من يأتي القبور، يقول لهم: إن الزيارة الشرعية كذا وكذا، أما البناء على القبور أو سؤال الميت أو التبرك بتراب القبر أو تقبيل القبر أو الصلاة عنده كل هذه من البدع، لا يصلى عند القبور، ولا تتخذ محلاً للدعاء تقصد للدعاء عندها ولا القراءة عندها، كل هذا من البدع.
كذلك طلب البركة منها أو الشفاعة منها أو الشفاء هذا من أنواع الشرك الأكبر، إذا قال: يا سيدي فلان! اشفع لي إلى الله، ويقول للميت: انصرني أو اشف مريضي، هذا لا يجوز؛ لأن الميت انقطع عمله بعد موته (إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) ، أما أنه يطلب منه شفاء المرضى أو النصر على الأعداء أو الشفاعة إلى الله في كذا هذا قد انقطع، لا يجوز طلبهم بل يطلب من الله سبحانه وتعالى، اللهم اشفني .. اللهم أعطني كذا .. اللهم شفع في أنبياءك .. اللهم شفع في نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .. اللهم شفع في أفراطي اللهم شفع في الملائكة والمؤمنين، هذا لا بأس به تطلب من الله جل وعلا.
فالخلاصة أن المسلمين ينصح بعضهم بعضاً ويعلم بعضهم بعضاً بأمر الشرع، والعلماء عليهم بيان ذلك وتوجيه العامة لما شرع الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أن يعلموا الزيارة الشرعية للقبور التي جاءت في الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام والتي تقدم بيانها.
ويعلمون أنه لا يجوز البناء على القبور لا قباب ولا مساجد ولا أبنية أخرى، ولا تجصص ولا يقعد عليها، ولا تتخذ محلاً للدعاء عندها، أو الصلاة عندها، أو القراءة عندها، هذه من البدع التي هي من وسائل الشرك، الصلاة عندها والقعود عندها للدعاء أو القراءة هذا من وسائل الشرك من البدع، أما دعاء الميت والاستغاثة بالميت والنذر له والذبح له، هذا من الشرك الأكبر نعوذ بالله، من عمل الجاهلية.
الجواب: الواجب التغيير مثل سمى نفسه: عبد الحسين أو عبد النبي أو عبد الكعبة، ثم علم أن التعبيد لا يجوز إلا لله، ليس لأحد أن يعبد ولده إلا لله سبحانه: عبد الله .. عبد الرحمن .. عبد الملك .. عبد القدير لا بأس، يغير هذا الاسم عليه أن يغير، يغير اسمه عبد الحسين أو عبد النبي أو عبد الكعبة أو نحو ذلك يغير إلى عبد الله أو عبد الرحمن أو إلى محمد أو أحمد أو صالح أو نحو ذلك من الأسماء الشرعية هذا الواجب، والنبي صلى الله عليه وسلم غير أسماء كثيرة، غير أسماء كثيرة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. إذا كان الاسم للأب فما العمل شيخ عبد العزيز ؟
الشيخ: إذا كان الأب حي يعلم وإذا مات ما في حيلة..
المقدم: يبقى كما هو؟
الشيخ: النبي صلى الله عليه وسلم ما غير اسم عبد المطلب ولا غير أسماء الآخرين من أهل الجاهلية الذين ماتوا كـعبد المطلب .. عبد مناة .. عبد الكعبة ما غير أسماءهم، نعم؛ لأنهم عرفوا بها.
الجواب: المشروع للمؤمن والمؤمنة صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فإذا صامها أيام البيض فهو أفضل وإن صامها في بقية الشهر كله طيب، النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وبين أن أيام البيض أفضل من غيرها، فإذا كانت المرأة أو الرجل يصومون أيام البيض ثم شغلوا عنها يصومون بقية الشهر والحمد لله ما يسمى قضاء يسمى صيام الثلاثة لأن الشهر كله محل صيام من أوله إلى آخره، فإذا صام المؤمن أو المؤمنة من أوله أو من وسطه أو من آخره الثلاثة حصل المقصود وحصلت السنية وإن لم يصمها في أيام البيض.
المقدم: جزاكم الله خيراً، تقصد هل تقضيها إذا فات صيامها؟
الشيخ: ما يسمى قضاء تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، المشروع لها أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر سواء وافقت أيام البيض أو لم توافق أيام البيض.
الجواب: ليس عندي علم بذلك، أقول ليس عندي علم من ذلك والتجارب تبين الأمر، التجارب تبين الأمر، الله جل وعلا ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، قد يكون القصر له أسباب مرضية داخلية فإذا هدي الطبيب إلى أسبابها وعالجها فلا أعلم مانعاً من ذلك.
الجواب: الله أعلم؛ لأن الجماعة شرعت للرجال أما النساء فقصارى ما يقال فيهن: أنه يجوز لهن أن يصلين جماعة، وأما هن فلسن مأمورات بالجماعة مأمورات أن يصلين في بيوتهن ولسن مأمورات بالجماعة، لكن لو صلين جماعة فلا بأس ونرجو لهن الخير في ذلك، إذا كان المقصود من الجماعة الاستفادة حتى يتعلم بعضهن من بعض ويستفيد بعضهن من بعض هذا طيب، وقد روي عن أم سلمة وعائشة أنهما صلتا ببعض النساء جماعة للتعليم والتوجيه فلا بأس بهذا ولا حرج أما كونها يحصل لها فضل الجماعة التي وعد الله بها الرجال فلا أعلم ذلك.
الجواب: إذا كانت اللحوم من بلاد أهل كتاب اليهود والنصارى فلا بأس، لأن الله أباح لنا طعامهم وذبائحهم، فلا مانع أن نأكل منها إذا لم نعلم ما يمنع منها، فأما إذا علمنا أنها ذبحت خنقاً أو ضرباً في الرءوس بالمطارق ونحوها وبالمسدسات أو صرعاً بالكهرباء فلا نأكل ، وقد بلغنا من جهات كثيرة من الدعاة التابعين للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.. التابعين لنا، قد بلغنا عن جماعة منهم أن كثيراً من المجازر تذبح على غير الطريق الشرعي في أمريكا وفي أوروبا فإذا احتاط المؤمن ولم يأكل من هذه اللحوم يكون أحسن وأسلم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) فالمؤمن يحتاط لطعامه فإذا اشترى الحيوان حياً، حيوان من الدجاج من الغنم وذبحها بنفسه يكون أولى وأفضل، أو اشترى من جزارين معروفين يذبحون على الطريقة الشرعية يكون هذا خير له وأحوط له لأن اللحوم المستوردة التي قد تكون من مجازر غير سليمة، أما التحريم فلا يحرم إلا بالدليل إلا بيقين لكن هذا من باب ترك المشتبه.
المقدم: جزاكم الله خيراً. إذا كانت أغلفة هذه اللحوم سماحة الشيخ مكتوب عليها مذبوح على الطريقة الإسلامية؟
الشيخ: ولو كتب عليها؛ لأنهم قد يتساهلون بهذه الكتابات، إلا إذا علم أن هذا اللحم من مجزرة معلومة تذبح على الطريق الشرعي فلا بأس، أما مادام لا يعلم ذلك إنما تباع في الأسواق هكذا فالاحتياط تركها والأفضل للمؤمن التورع عنها (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه).
المقدم: بارك الله فيكم. إذاً الأولى فيما فهمت من سماحة الشيخ الانصراف إلى المنتج محلياً؟
الشيخ: نعم.
الجواب: إذا كانت النجاسة رطبة كالبول والعذرة الرطبة فعليك أن تغسل القدم فقط ولا يعاد الوضوء إنما تغسل القدم التي أصابها النجاسة، أما إن كانت النجاسة يابسة والقدم يابسة فليس عليك شيء، إذا كانت القدم يابسة والنجاسة يابسة لا يضر، أما إذا كانت النجاسة رطبة أو القدم رطبة فإن عليك أن تغسلي ما أصاب القدم فقط والوضوء صحيح والله المستعان.
الجواب: قص الشعر إذا كان لمصلحة وليس فيه تشبه بالكافرات لا بأس ، وإذا كان لها زوج لابد من مراعاة رضاه، أما إذا كان القص تشبه بالكافرات فلا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم) وقد ثبت عن أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنهن بعد وفاته قصصن من رءوسهن للتخفيف.
الجواب: كل الأحاديث الواردة فيها صحيحة جاء عنه صلى الله عليه وسلم (النهي عن الشرب قائماً والأكل مثل ذلك)، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم (أنه شرب قائماً)، فالأمر في هذا واسع وكلها صحيحة والحمد لله فالنهي عن ذلك للكراهة، فمن يحتاج للأكل واقفاً أو الشرب واقفاً فلا حرج، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم (أنه شرب قائماً وقاعداً) فإذا احتاج الإنسان إلى ذلك فلا حرج أن يأكل قائماً ويشرب قائماً وإن جلس فهو أفضل وأحسن، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم (أنه شرب من زمزم واقفاً عليه الصلاة والسلام) وثبت عنه من حديث علي أنه صلى الله عليه وسلم (شرب قائماً وقاعداً) فالأمر في هذا واسع.
فالشرب قاعداً والأكل قاعداً أفضل وأهنأ وإن شرب قائماً فلا حرج أو أكل قائماً فلا حرج والحمد لله.
الجواب: الواجب على النساء والمرضى الذين يصلون في البيوت أو في المستشفيات أن لا يعجلوا حتى يتحققوا دخول الوقت يوم الجمعة وكذلك بقية الأيام، وعندهم التقاويم التي أصدرتها الأوقاف في إمكانهم الاستفادة منها ولاسيما يوم الجمعة فإن بعض الخطباء قد يدخل المسجد للخطبة ويبدأ بها قبل الوقت قد يتساهل مع أنه ينبغي للخطباء ألا يبدءوا إلا بعد الزوال وأن لا يؤذن للجمعة إلا بعد الزوال كما هو قول جمهور أهل العلم، أكثر العلماء على أن الخطبة تكون بعد الزوال ولا تصح قبل الزوال.
فينبغي للخطباء أن يحتاطوا لدينهم وأن يحتاطوا لإخوانهم المسلمين فيكون الدخول والصلاة بعد الأذان يأتي إلى الجمعة بعد الزوال، والساعات موجودة ومتوفرة والحمد لله، حتى يؤذن المؤذن بعد الزوال وتكون الخطبة والجمعة بعد الزوال، فيحتاطوا للمسلمين ويبتعدوا عما يسبب وقوعهم فيما يخالف الشرع المطهر ولاسيما المرضى والنساء، وعلى النساء وعلى المرضى التثبت في الأمور وأن لا يصلوا إلا بعد دخول الوقت والتأكد من دخول الوقت، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر في الجمعة وغيرها، هذا هو الواجب على الجميع.
الجواب: أما الاجتماع على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصوت جماعي أو بصوت مرتفع هذا بدعة والمشروع للمسلمين أن يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم من دون رفع الصوت المستغرب المستنكر ومن دون أن يكون ذلك جماعياً، كل واحد يصلي بينه وبين نفسه يقول: اللهم صل على رسول الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره، يصلي بينه وبين نفسه، لأن يوم الجمعة يشرع فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه أمر بهذا عليه الصلاة والسلام قال: (إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيها، فإن صلاتكم معروضة علي، قيل: يا رسول الله! تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت -يعني: بليت0 قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء).
فالمقصود أنه صلى الله عليه وسلم شرع لنا أن نكثر من الصلاة عليه والسلام في يوم الجمعة فيشرع لنا أن نكثر من ذلك في المسجد وفي غيره لكن كل واحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه، بالصلوات المشروعة المعروفة من دون أن يكون ذلك بصوت مرتفع يشوش على من حوله أو بصوت جماعي يتكلم جماعة جميعاً كل هذا بدعة، ولكن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه في مسجده وفي طريقه وفي بيته وفي كل مكان، وهكذا في بقية الأوقات تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى في غير الجمعة في بقية الأوقات، الله يقول سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] اللهم صل عليه وسلم صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً).
فأنا وأنت والآخر والآخر كل منا مشروع له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم للرجال والنساء جميعاً، لكن بالطريقة التي درج عليها المسلمون، درج عليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان كل واحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه من غير حاجة إلى أن يرفع صوته حتى يشغل من حوله ومن غير حاجة أن يكون معه جماعة بصوت جماعي لا. أما الاستغاثة بالأنبياء أو بأهل الخير أو بالأولياء هذا من الشرك الأكبر هذا أعظم وأطم لا يجوز هذا، لا يقول: يا أولياء الله! شيء لله.. أو يا رسول الله! شيء لله.. أو أغيثونا أو أعينونا أو انصرونا كل هذا منكر وشرك أكبر بالله عز وجل، يقول الله سبحانه في كتابه العظيم: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] سماه كفر، قال عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14] سماه الله شركاً.
فالواجب الحذر من هذا والله يقول سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ويقول جل وعلا: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
فالله هو الذي يدعى سبحانه وتعالى هو الذي يسأل وهو الذي يكشف الضر وهو الذي يجلب النفع سبحانه وتعالى، فتقول: يارب! اشفني يارب! أعني، يا رب! اهدني سواء السبيل يا رب! أصلح قلبي وعملي يا رب! توفني مسلماً تدعو ربك وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ويقول سبحانه: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32] ويقول جل وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
فالواجب على المسلمين رجالاً ونساءً الإكثار من الدعاء والحرص على الدعاء، دعاء الله جل وعلا والضراعة إليه في جميع الحاجات سبحانه وتعالى.
أما دعاء الأنبياء أو الأولياء أو غيرهم من الناس عند قبورهم أو في أماكن بعيدة عنهم فكل هذا منكر كله شرك بالله عز وجل وكفر أكبر يجب الحذر منه كهذا الذي ذكره السائل، يا عباد الله يا أنبياء الله! يا نبي الله! أعينونا أغيثونا انصرونا هذا كله من الشرك الأكبر، قال الله جل وعلا: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] ويقول سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] ويقول جل وعلا يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65] فالأمر عظيم، ويقول سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].
فالواجب الحذر والواجب على كل مسلم وكل من ينتسب للإسلام وكل مكلف أن يعبد الله وحده وأن يخصه بالعبادة دون كل ما سواه وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] فلا تسأل نبياً ولا ولياً ولا شجراً ولا حجراً ولا صنماً ولا غير ذلك لا تسأله حاجة من نصر ولا شفاء مريض ولا غير ذلك بل اسأل الله سبحانه حاجتك كلها هذا هو توحيد الله وهذا هو الدين وهذا هو الإسلام أن توجه إلى الله بسؤالاتك وحاجاتك وأن تعبده وحده بدعائك وصلاتك وصومك وسائر عباداتك.
أما المخلوق وإن كان عظيماً كالأنبياء لا يدعى من دون الله ولا يستغاث به ولا ينذر له ولا يذبح له، فعلى المسلمين أن يفهموا هذا جيداً، على كل إنسان أن يفهم هذا جيداً وأن يعلم أن هذا أمره عظيم وأن أصل دين الإسلام وقاعدة دين الإسلام إخلاص العبادة لله وحده وهذا هو معنى: لا إله إلا الله، فإن معناها لا معبود حق إلا الله فالله سبحانه هو الذي يدعى يسأل كما قال عز وجل: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163] إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [طه:98].
فالخطأ في هذا الأمر عظيم جداً لا يجوز التساهل به لأنه شرك الجاهلية شرك المشركين الأولين لأنه ضد الإسلام ضد لا إله إلا الله، فالواجب الحذر من هذه الشركيات وعليك أيها السائل! أن تنذر قومك وأن تبلغهم وأن ترشدهم إلى أن يسمعوا هذا البرنامج حتى يستفيدوا لما فيه من الخير العظيم هذا البرنامج نور على الدرب فيه خير عظيم وفوائد كثيرة، فيه التوحيد وفيه أحكام الشريعة فأنا أوصي وأنصح جميع المسلمين أن يستمعوا هذا البرنامج في كل مكان في هذه المملكة وفي خارجها أنصح جميع المسلمين وجميع المكلفين أن يسمعوا هذا البرنامج وأن يعتنوا به حتى يستفيدوا منه وحتى يبلغوا غيرهم من إخوانهم من الرجال والنساء حتى يستفيدوا. وهو بحمد الله برنامج من قال الله قال رسوله ليس من الآراء برنامج يبين فيه أهل العلم ما قاله الله ورسوله في توحيده وفي أحكام شريعته، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.
سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا هذا مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى ، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر