نحيكم تحية مباركة كريمة تجمعنا بكم بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء في لقاء طيب مبارك من برنامج: (نور على الدرب).
مع مطلع هذا اللقاء أرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز ، أهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم!
====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال من السائل (م. أ) من سلطنة عمان، يقول في هذا السؤال:
يوجد بجوار بيتنا مسجد بلا إمام معين، ويؤم الصلاة أي واحد من المصلين إذا كان موجود، إلا أن الأغلبية العظمى منهم لا يجيدون القراءة الصحيحة للقرآن، وطلبوا مني الإمامة، ولكنني رفضت مع أنني طالب علم؛ لعدم تواجدي بصفة مستمرة، هل علي إثم في ذلك؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإذا كنت أقرأهم، فالمشروع لك أن تجيب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، احتسب وقت حضورك وتقدم، وإذا غبت فأنت معذور، وانصح لهم بمن ترى أنه أولى أن يتقدم من أهل السنة، يتقدم ويصلي بهم من أهل السنة، لا من الإباضية، تجتهد في أن يتقدم للإمامة من هو من أهل السنة والجماعة، وإذا كنت حاضراً فتقدم وأحسن وأبشر بالخير.
الجواب: الأحاديث في هذا ضعيفة.. الأحاديث في موت يوم الجمعة وأن من مات يوم الجمعة دخل الجنة ووقي النار كلها ضعيفة غير صحيحة، من مات على الخير والاستقامة؛ دخل الجنة، في يوم الجمعة وفي غير الجمعة، من مات على دين الله على توحيد الله والإخلاص له فهو من أهل الجنة، في أي مكان مات وفي أي زمان وفي أي يوم، إذا استقام على دين الله فهو من أهل الجنة والسعادة، وإن مات على الشرك بالله فهو من أهل النار في أي يوم وفي أي مكان نسأل الله العافية، وإن مات على المعاصي فهو على خطر، تحت مشيئة الله، لكنه إلى الجنة إذا كان موحد ومسلم منتهاه الجنة، لكنه قد يعذب بعض العذاب على معاصيه التي مات عليها غير تائب؛ لقول الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].
فبين سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، وأما ما دونه من المعاصي فهو تحت المشيئة، إذا مات وهو زان لم يتب.. مات يشرب الخمر لم يتب.. مات عاقاً لوالديه.. مات يأكل الربا؛ فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له لأعماله الطيبة وتقواه، وإن شاء عذبه على قدر هذه المعاصي، ثم بعد هذا يخرج من النار، بعد التطهير يخرج من النار إلى الجنة.
الجواب: الفائتة: هي التي خرج وقتها، يقال لها: فائتة، إذا نمت عن الفجر حتى طلع الفجر يقال لها: فائتة، نمت عن الظهر حتى دخل وقت العصر يقال لها: فائتة، وهكذا، الفائتة التي خرج وقتها.
فالواجب البدار بقضائها، إذا كان عن نوم أو عن نسيان الواجب البدار، أما عن تعمد هذا فضلال وكفر نسأل الله العافية، فالواجب التوبة إلى الله، وإن صلاها وقضاها فلا بأس؛ خروجاً من الخلاف، لكن تركها وتعمد تركها حتى يخرج وقتها، هذا من أنواع الكفر بالله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، هذا وعيد عظيم.
فالواجب على جميع المسلمين العناية بالصلاة، وأداؤها في الوقت، فمن تركها تعمداً حتى خرج وقتها؛ كفر، وإن لم يجحد وجوبها، وإن لم يجحد الوجوب، وإن كان يؤمن بالوجوب، لكن إذا تساهل وضيعها حتى خرج الوقت يكفر عند جمع من أهل العلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ولم يقل: إذا جحدها، وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وهذا وعيد عظيم.
الجواب: الزوجة الصالحة: هي المستقيمة على أمر الله، التاركة لمحارم الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك)، قال الله جل وعلا: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، ثم فسرهم فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63]، هؤلاء هم أولياء الله، وهم الصالحون من الرجال والنساء، وهم المتقون، وهم المؤمنون، هم الأبرار، هم أصحاب اليمين، وإن كانوا يسارعون في الخيرات النافلة مع الفريضة صاروا من المقربين السابقين.
فإذا كانت تؤدي فرائضها وتدع المحارم ولا يسمع عنها إلا الخير فهي من الصالحات، أما إن كانت تعرف بشيء من المعاصي فتكون من الفاسقات، من العاصيات، إن كانت تعرف بشرب الخمر أو بالزنا أو بالعقوق لوالديها؛ تكون بهذا عاصية فاسقة، عليها التوبة، ولا تكون كافرة تكون عاصية؛ لأن هذه معاصي، إذا لم يستحلها العبد ولم ير أنها حلال، بل يعرف أنها حرام ويخاف الله في ذلك؛ هذا يكون معصية، يكون نقصاً في الإيمان ومن أسباب عذاب الله وغضبه.
أما إن كان يستحل الزنا ويراه حلالاً، أو الخمر يراه حلالاً؛ هذا كفر أكبر أعوذ بالله!
بعد أن أديت العمرة عن نفسي في شهر رمضان -والحمد لله- نويت أن أؤدي عمرة عن والدتي المتوفاة براً بها، فبعد أن خرجت من بيت قريب لي في مكة اتجهت إلى مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها لأحرم منه، فأحرمت، حيث بأن ذلك ميقات أهل مكة، وذهبت إلى البيت الحرام، فبعد أن طفت بالبيت سبعة أشواط وأنا في السعي بين الصفا والمروة في الشوط الرابع أحسست بأنني ناسياً أحد الملابس الداخلية، فقمت بنزعه فوراً وواصلت السعي. أسألكم يا سماحة الشيخ! هل عمرتي هذه عن والدتي جائزة، أم يترتب علي شيء؟
الجواب: ما دمت ناسياً ليس عليك شيء، تخلعه مثلما فعلت السراويل أو الفنيلة والحمد لله، وليس عليك شيء، يقول الله سبحانه: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، فالعمرة صحيحة، ولك أن تحرم من مسجد عائشة، ومن الجعرانة، ومن غيرهما، المهم الذي يريد العمرة وهو في مكة يخرج إلى الحل؛ سواء التنعيم، أو عرفات، أو الجعرانة، أو غير ذلك، يحرم من الحل.
الجواب: الرضعة كون الطفل يمسك الثدي ويمص اللبن ثم يتركه باختياره، هذه واحدة، فإذا عاد ومص اللبن وذهب إلى جوفه بمعرفة المرضعة فهذه ثانية، وهكذا.. كلما قطع تمت واحدة بعد وصول اللبن إلى جوفه وتيقن ذلك من المرضعة، حتى يكمل خمساً ولو في مجلس واحد، أو ينتقل من ثدي إلى ثدي، انتقاله إلى الثدي الآخر يكون رضعة، حتى يكمل خمساً حال كونه في الحولين ما بعد فطم، وهذا هو المجزي في الرضاع، خمس فأكثر، أما دون.. أقل من هذا فلا يكفي؛ لما ثبت في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لـسهلة بنت سهيل : (أرضعي
الجواب: ليس له مس المصحف حتى يتوضأ، لكن إذا كان معه جنابة لا يقرأ، حتى ولو توضأ، لا يقرأ حتى يغتسل من الجنابة، ولو من غير المصحف؛ لما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أما الجنب فلا، ولا آية)، يعني: لا يقرأ ولا آية، (وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة)، أما إذا اغتسل من الجنابة فيقرأ في المصحف، ويقرأ عن ظهر قلب إذا لم يتوضأ، فإذا توضأ يقرأ من المصحف لا بأس؛ لأنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يمس القرآن من ليس على طهارة، فالواجب ألا يمسه إلا متطهر.
الجواب: هذا من الوسائل غير الشرعية، هذه بدعة ومن وسائل الشرك، فإذا سأل: اللهم إني أسألك ببركة النبي أو بجاه النبي أو بحق النبي، أو بحق الأنبياء؛ هذه من البدع، ولكن يسأل الله بأسمائه وصفاته، قال تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، فيقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى.. بأنك الرحمن الرحيم.. بأنك العزيز الحكيم.. وما أشبه ذلك، أو يسأله بإيمانه وتوحيده: اللهم إني أسألك بإيماني بك وبرسولك وبإخلاصي العبادة لك، يسأل بتوحيده وإيمانه، أو بالأعمال الصالحة: بإقامته للصلاة، بأدائه للزكاة، بحبه لله ولرسوله؛ كل هذا وسائل شرعية.
ومن هذا قصة أهل الغار الذين توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة، وهي قصة غريبة عظيمة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، وهي: أن ثلاثة كانوا في البرية، فاضطرهم الليل والمطر إلى غار في جبل، فدخلوا فيه للمبيت واتقاء المطر، فانحدرت صخرة من أعلى الجبل، فسدت عليهم الغار.. عظيمة؛ ابتلاء وامتحان، فأرادوا زحزحتها فلم يستطيعوا؛ لأنها عظيمة، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذا البلاء إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً -الغبوق: اللبن الذي يشرب بعد العشاء.. الحليب- فجئت ذات ليلة بغبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أسقي قبلهما أهلاً أو مالاً، فوقفت بالقدح أنتظر لعلهما يستيقظان، فلم يزل ذلك بي حتى طلع الفجر، فلما استيقظا أسقيتهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة بعض الشيء حتى رأوا السماء، لكن لا يستطيعون الخروج.
ثم قال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم، وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني أردتها على نفسها ذات يوم -يعني: أراد الزنا منها- فأبت، فألمت بها سنة -ألمت بها حاجة- فجاءت إليه تطلبه الرفد، فقال: لا؛ حتى تمكنيني من نفسك، فعند الضرورة وافقت، فلما جلس بين رجليها قالت: يا عبد الله! اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، وكان قد أعطاها مائة وعشرين ديناراً، يعني: مائة وعشرين جنيه ذهب، فلما قالت هذا الكلام له خاف الله وقام، ولم يجامعها، وترك لها الذهب كله، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة بعض الشيء أيضاً، لكن لا يستطيعون الخروج.
ثم قال الثالث: اللهم إنه كان عندي أجراء، فأعطيتهم أجورهم إلا واحداً بقي أجره عندي، فنميته وثمرته حتى صار منه إبل وبقر وغنم ورقيق، وهو آصع من شعير أو من أرز، فجاءه الرجل يقول: يا عبد الله! أعطني مالي.. جاءه بعد مدة يقول: يا عبد الله! مالي عندك، أجرتي، فقال له: هذا الذي ترى كله من مالك.. هذه الإبل والبقر والغنم والرقيق كلها من مالك، فقال الرجل: يا عبد الله! لا تستهزئ بي، أعطني مالي.. أجرتي، قال: كل هذا من أجرتك، فأخذه واستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة وخرجوا.
فهذا كله يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحات من أسباب الإجابة، أما التوسل بجاه نبينا محمد أو ببركات النبي أو بحق النبي محمد أو بحق الأولياء أو بحق الأنبياء؛ هذا بدعة، ليس من الشرع، إنما التوسل بأسماء الله وبصفاته، وبالأعمال الصالحات.
الجواب: هذا يدل على شرعية الإنفاق، وأنه يستحب للمؤمن أن ينفق دائماً ولو قليلاً، لكن يجب عليه أن يبقي لأهله وعائلته ما يكفيهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ابدأ بمن تعول)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا -وهي المنفقة- خير من اليد السفلى -وهي الماسكة- وابدأ بمن تعول)، فيبدأ بأهله، فإذا فضل شيء يتصدق؛ دراهم.. طعام.. ملابس، ينفق مما أعطاه الله، ويجتهد في الخير حتى يفوز بالدعوة المباركة، دعوة الخلف: (اللهم أعط منفقاً خلفاً)، والله يقول سبحانه: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39].
فالمؤمن ينفق ويحسن، لكن يراعي الأصول، لا بد أن يهتم بمن تلزمه نفقته: من زوجة، وأولاد، ووالدين عاجزين.. وأشباه ذلك، هم أبدأ، يبدأ بهم والنفقة عليهم فيها الأجر العظيم، داخل في النفقة، داخل في الحديث: (اللهم أعط منفقاً..)، إنفاقه على عياله وعلى أهل بيته داخل في النفقة، بل هي نفقة واجبة متعينة.
الجواب: الغلو: الزيادة، بأن تفعل شيء ما شرعه الله؛ هذا الغلو، يقال: غلا القدر، إذا ارتفع الماء بسبب النار، فالغلو: معناه الزيادة في غير المشروع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو في الدين؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)، والله يقول سبحانه: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [النساء:171]، فالغلو: الزيادة في المحبة.. في الأعمال التي شرعها الله، يقال له: غلو، مثلاً: تقول: الله شرع لنا خمس صلوات، أنا أحط سادسة الضحى، وأوجبها على الناس، أنت مثلاً سلطان أو أمير تقول: أنا بأزيد زيادة خير صلاة سادسة، هذا ما يجوز، الرسول يقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، هذا غلو.
أو تقول: أنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم فأنا أدعوه من دون الله، أقول: يا رسول الله! اشف مريضي.. انصرني، بعد موته؛ هذا غلو، ادع الله! الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله! أمرك أن تدعو الله، ما أمرك أن تدعوه، أمرك أن تدعو الله، الله يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فعليك أن تدعو الله لا تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويقول جل وعلا: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، فدعاء غير الله من الأموات.. من الأشجار والأحجار حتى النبي صلى الله عليه وسلم كفر أكبر، هذا من الغلو.
ومن الغلو أن تزيد فيما شرع الله في سائر العبادات، شرع الله أن توسل بأسماء الله وصفاته وبالأعمال الصالحة، تزيد أنت التوسل بجاه النبي، أو ببركة النبي، أو بحق النبي؛ هذا بدعة.. هذا غلو، لكن توسل بالأعمال الصالحة، حبك للنبي صلى الله عليه وسلم نعم، تقول: اللهم إني أسألك بحبي لنبيك.. بمحبتي لنبيك.. بإيماني بنبيك؛ هذا طيب، هذه وسيلة شرعية، لكن بجاه نبيك هذا ما له أصل، بحق نبيك هذا ما هو بمشروع، ببركة نبيك هذا ما هو بمشروع، المشروع أن توسل بمحبته.. بإيمانك به.. باتباعك له.. بطاعتك له؛ هذا الوسيلة الشرعية، أو بأسماء الله وصفاته أو بالإيمان بالله ورسوله.
الجواب: هذا ما له أصل ما هو بمشروع، النبي صلى الله عليه وسلم وضع الجريد على قبرين عرف أنهما يعذبان، ولم يضع على بقية القبور عليه الصلاة والسلام، وضع الجريدتين على قبرين يعذبان عرفهما، فلا يجوز وضع ذلك على قبور أخرى؛ لأنا ما نعرف أنهم يعذبوا؛ فلا يوضع عليها شيء، نعم، لا برسيم ولا غيره.
الجواب: لا يجوز هذا العمل؛ لأنه فيه امتهان للآيات القرآنية، فلا تكتب الآيات في اللحاف، ولا في الإهلال، ولا في المقاطع والألبسة، ولا في السراويل، لا، الآيات تحترم ولا تجعل في الغطاء على الجنائز، أو في اللحاف على الإنسان، أو في فراش الإنسان، أو في الوسادة، لا، تجعل في قراطيس يقرأها الإنسان، أما أن تجعل في اللحاف أو في الفراش أو في الحصير أو في الوسادة، هذا امتهان، وتلاعب ما يجوز.
الجواب: الأولى تركها، جاءت في بعض الأحاديث لكن مختلف في ثبوتها، كثير من أهل العلم لا يثبتها، وبعض أهل العلم يثبتها، والمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم: (السلام عليكم ورحمة الله) وهو الذي عليه العمل في هذه المملكة، وعليه عمل العلماء، هذا هو الصواب وهو الأفضل: (السلام عليكم ورحمة الله)؛ لأن كلمة (وبركاته) مختلف في هذه الزيادة: منهم من أثبتها، ومنهم من لم يثبتها، فالمؤمن يتبع ما عليه العمل، ولا يخالف الناس ويشذ عن الناس، السلام عليكم ورحمة الله، هذا الشيء المحفوظ رواه مسلم في الصحيح.
الجواب: لا بأس، بـ(ثم)، أما (وعليك) ما يصلح، لكن لو قال: وكلتك، أحسن من توكل؛ لأن بعض أهل العلم يمنعها، يمنع متوكل، فيقول: وكلتك على كذا، أو أنت وكيلي، أو اعتمدت على الله ثم عليك، أو أنا بالله ثم بك.. أو ما أشبه ذلك، إذا جاءت (ثم) زال المحذور، لكن ترك لفظة متوكل أحسن، وإلا فالمعنى صحيح، متوكل، يعني: أنت معتمدي في هذا الأمر، يعني: أعتمد على الله ثم عليك بعد الله جل وعلا.
الجواب: ما أعلم في هذا شيء، ما أعلم أنه ورد ما يدل على ذلك، جاء في الحديث: ميت الهدم والغرق والحرق وذات الجنب والشهيد في سبيل الله والمطعون بسبب الطاعون؛ فهذا إن سمي طاعون فهذا يدخل، ولكن الطاعون معروف.. الطاعون شيء يقع على الإنسان يخرج منه حبات قليلة حارة، يموت بسرعة، إما في اليد وإلا في الجنب، هذا محل احتمال أن يلحق بالطاعون أو ألا يلحق بالطاعون، السرطان محل احتمال، الله أعلم، ما أعلم شيء واضح في هذا الأمر، نعم، لكن الطاعون معروف، من مات به مات شهيداً.
الجواب: كان يسمعهم الآية في بعض الأحيان، وليس دائماً، كما قال أبو قتادة: (كان يسمعنا الآية في بعض الأحيان)؛ ليعلموا أنه يقرأ عليه الصلاة والسلام.
الجواب: ما هو بلازم، إن فعله وإلا ما هو بلازم، إن فعله وإلا غيرها من الآيات، المقصود يقرأ بعض الآيات، هي أو غيرها.
الجواب: إذا كان ناسياً أو جاهلاً فليس عليه شيء.. ليس عليه إعادة، النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه وبها أذى، فأخبره جبرائيل أن بها أذى؛ فخلعهما، ولم يعد أول الصلاة؛ لأنه جاهل بذلك حتى أخبره جبرائيل.
فالمقصود: أنه إذا صلى الإنسان في ثوب نجس، أو سروال أو فنيلة ولم يذكر إلا بعد الصلاة، أو لم يعلم إلا بعد الصلاة صلاته صحيحة، رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، قال الله: قد فعلت، والحمد لله.
الجواب: يجتهد ألا يطول، ليس فيه حد محدود، لكن يجتهد ولا سيما في هذا العصر عصر الخطر وعصر الاختلاط، وقلة العلم؛ ينبغي له ألا يطول، أو يذهب بها معه؛ حتى لا تقع الفتنة، فإذا مكث شهرين.. ثلاثة ثم يرجع، يكون أحوط، كان عمر وقت للناس ستة أشهر رضي الله عنه، لكن عصر عمر غير عصرنا، الخطر هنا أكثر، فإذا كانت المدة قليلة أحوط شهرين.. ثلاثة.. أربعة، أو يذهب بها معه هذا هو الأحوط؛ لأن المرأة قد تبتلى، قد يزين لها الشيطان، أو يأتيها دعاة الباطل من النساء والرجال؛ فكونه يحتاط ويذهب بها معه أو يعجل الأوبة هذا هو الأحوط للمؤمن.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة الأحباب! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
شكراً لكم يا سماحة الشيخ! على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين.
وشكراً لكم أنتم أيها الأحبة! على حسن المتابعة.
تحيات زميلي مهندس الصوت فهد العثمان ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر