إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (970)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: (نور على الدرب).

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    في بداية لقائنا نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ/ عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة -سماحة الشيخ- رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: محبكم في الله عبد الله بن محمد بن عبد الله .

    أخونا بدأ رسالته بقوله: أرجو أن تتكرموا بإشعار سماحة الشيخ عبد العزيز بأننا نحبه في الله، ثم بدأ يسرد عدداً من الأسئلة:

    في سؤال له يقول:

    قرأت في زاد المعاد - باب الطب - دعاء لدفع العين نصه:

    بسم الله حبس حابس، وحجر يابس، وشهاب قابس، رددت عين الحاسد عليه، وإلى أحب الناس إليه، فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ [الملك:3-4]، انتهى.

    فما معنى هذا الدعاء؟ وهل الحاسد رجل منافق أو رجل سوء؟ وما نصيحتكم لهذا النوع من الناس؟ وما رأيكم أيضاً فيما أورده صاحب الزاد؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فأولاً أقول: أحبك الله الذي أحببتنا له.

    وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (يقول الله جل وعلا: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في، والمتجالسين في)، خرجه الإمام مالك رحمه الله في الموطأ بإسناد صحيح.

    وخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله جل وعلا يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).

    وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).

    فهذه الأحاديث العظيمة تدل على فضل التحاب في الله، وأن ذلك من أسباب ظل الله لهم يوم القيامة في ظله، ومحبته لهم سبحانه.

    فينبغي لكل مؤمن أن يحب في الله ويبغض في الله، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).

    أما هذا الدعاء الذي ذكرته عن زاد المعاد فلا أعلم له أصلاً، ولا أرى أنه يعتمد عليه؛ لأن الأصل في الدعوات والتعوذات لا بد فيها أن تكون ثابتة الإسناد عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلا فلا يكون لها ميزة خاصة، فهذا الذي ذكره ابن القيم إن ثبت عن الصحابة أو الأخيار فعله وتجربته، وأنه نافع؛ فلا بأس.

    لكن فيه إشكال من جهة طلب رد العين إلى أحب الناس إليه، هذا فيما يظهر ظلم، لماذا يدعى على أحب الناس إليه؟! لم لا يدعى عليه فقط الحاسد المؤذي الظالم؟

    فهذا مما يبين نكارة هذا الدعاء وهذا الكلام، وأنه ليس صادراً من جهة يعتمد عليها؛ فالذي أرى -والله أعلم- ألا يعتمد على هذا وألا يستعمل، وأن يستعمل ما شرعه الله من آية الكرسي.. قراءة آية الكرسي.. قراءة الفاتحة.. قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1].. قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1].. المعوذتين، وغيرها من الدعوات الشرعية المعروفة، مثل: (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)، رواه مسلم في الصحيح.

    ومثل: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك)، وما أشبه هذا من الدعوات الطيبة التي ليس فيها ظلم لأحد، ومعناها ظاهر، والله سبحانه وتعالى أعلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088534705

    عدد مرات الحفظ

    777184208