هذا لقاء طيب مبارك من برنامج: (نور على الدرب).
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز، أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!
المقدم: وفيكم.
====السؤال: هذا أخونا السائل إبراهيم أبو حامد له مجموعة من الأسئلة.
يقول في السؤال الأول: البعض من الناس -سماحة الشيخ!- عندما يسأل: أين الله؟ يقول: في كل مكان! فما هو الجواب الصحيح من الأدلة الشرعية؟ جزاكم الله خيراً!
الجواب: بسم الله.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالواجب على من سئل: أين الله؟ أن يجيب بما أجابت به الجارية لما سألها الرسول صلى الله عليه وسلم، جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالجارية يريد صاحبها أن يعتقها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم للذي أتى بها: أعتقها؛ فإنها مؤمنة).
وهذا هو الواجب من قيل له: أين الله؟ يقول: في السماء فوق العرش، كما قال الله جل وعلا: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16].
وقال في الآية الأخرى: أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:17]، يعني: في العلو.. في جهة العلو فوق العرش.
وقال جل وعلا: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، وقال سبحانه: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج:4].. الآية، والله جل وعلا قال: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، وقال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54].
ومعنى استوى: ارتفع وعلا، في سبعة مواضع من القرآن ذكر فيها أنه استوى على العرش سبحانه وتعالى.
وأهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان يؤمنون بهذا، ويقرون بأنه سبحانه فوق العرش.. فوق جميع الخلق، وأنه استوى على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته سبحانه وتعالى، فمن سئل قيل له: أين الله؟ يقول: في السماء فوق العرش، هكذا قال أهل السنة والجماعة، كما دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة.
ومن قال: إنه في كل مكان؛ فقد كذب الله ورسوله، وهو بهذا يكون كافراً، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، على ولي الأمر السلطان أن يحيله إلى المحكمة، فإن تاب وإلا قتل؛ لأن معناه: إنكار كون الله في العلو.. كونه في فوق العرش، معناه: تكذيب الله وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فيكون كافراً مرتداً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر، يحال إلى المحكمة الشرعية حتى يستتاب.
الجواب: هذا وعيد شديد يدل على أن المسرفين والكذابين متوعدون بألا يهديهم الله وألا يوفقهم؛ فالواجب هو الحذر.. الواجب التوبة من الإسراف والكذب حتى يهديه الله، من أراد الهداية فليتب إلى الله، فليبادر بالتوبة، فليبادر بالعمل الصالح، ويسأل ربه أن يهديه، الله جل وعلا أمرنا أن نقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، في كل ركعة من صلاتنا.
فالواجب على من كان عنده إسراف في المعاصي.. كان عنده كذب.. كان عنده شيء مما يخالف أمر الله أن يبادر بالتوبة، وأن يحرص على التوبة، وأن يسأل ربه الهداية، يضرع إلى الله، يقول: اللهم اهدني سواء السبيل!.. اللهم اهدني صراطك المستقيم، يتضرع إلى الله في صلاته وفي غيرها، في السجود.. في آخر الصلاة.. في كل وقت، لكن مع الحذر من الإصرار على المعاصي، فإن الإصرار على المعاصي والكذب من أسباب الحرمان، من عدم قبول دعوته، ومن عدم هدايته، نسأل الله العافية.
الجواب: الواجب الإيمان بها إجمالاً وتفصيلاً، إجمالاً فيما لم يسم، يؤمن بأن الله أنزل الكتب على الرسل والأنبياء، كما قال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [الحديد:25].
يؤمن المؤمن بأن الله أنزل كتب على الرسل عليهم الصلاة والسلام فيها العدل، وفيها الشرائع، ويؤمن بما سمى الله مثل: التوراة، والإنجيل، والزبور، يؤمن بها.. ما سمى الله لنا، التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، والزبور على داود، يؤمن بما سمى الله وبين سبحانه، والقرآن على محمد عليه الصلاة والسلام، فما سمى الله سميناه، وآمنا به نصاً، وما أجمله الله أجملناه ونقول: الله جل وعلا أنزل كتباً على أنبيائه ورسله نؤمن بها، ونصدق بها، ونعلم أنها حق من عند الله عز وجل، لكن لا نعلم تفصيلها، إنما نعلم أنه أنزل كتباً إقامة للحجة، وقطعاً للمعذرة، ومنها: التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، والزبور على داود، والقرآن على خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.
الجواب: لا أعلم به بأساً، فإن ركنه لا يضام، وعزه لا يرام، كل الناس عزهم دون عزه سبحانه وتعالى، كلهم ضعفاء لديه، وهو القاهر على كل شيء سبحانه وتعالى، ونور وجهه أشرقت له الظلمات، له نور السماوات والأرض سبحانه وتعالى، اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [النور:35]، هو الذي نورهما، وأقام الشمس، وأقام القمر نوراً للعباد، كل شيء من عنده جل وعلا، فهو منورهما، وهو ومسخر الشمس والقمر مسخر النجوم الذي أعطانا مادة النور سبحانه وتعالى للسراج الذي ينور به .. من المادة التي تجعل في السراج حتى ينور، كل هذا من فضله سبحانه وتعالى، فهو الذي نور على العباد، ويسر لهم الأرزاق، وهو الذي بيده تصريف الأمور جل وعلا، فلا يضام عزه ولا ملكه سبحانه وتعالى، وهو القاهر فوق عباده، وكلهم تحت قهره، وكلهم تحت قدرته، وكلهم تحت عزه سبحانه وتعالى، وكلهم في قبضته.
الجواب: لا، ليس بصحيح، هذا موضوع.. حديث موضوع، السفينة القرآن والسنة، السفينة كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، من استقام عليهما نجا، ومن تخلف عنهما هلك.
وأما أهل البيت فيهم الصالح والطالح، أبو لهب من أهل البيت وهو من أكفر الناس، وهكذا أبو طالب مات على الكفر عم النبي صلى الله عليه وسلم، فالصالح يرجى له الخير مثل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، مثل الحسن والحسين ، مثل علي بن الحسين، مثل جعفر بن محمد ، ومثل العباس بن عبد المطلب وابن عباس رضي الله عنه، والفضل بن العباس ، وغيرهم من الصحابة ومن غير الصحابة، أهل البيت المستقيمون لهم أجرهم ولهم فضلهم، والواجب محبتهم في الله وإعانتهم على الخير، والإحسان إليهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (أذكركم الله في أهل بيتي.. أذكركم الله في أهل بيتي)، حبهم دين، ومن عقائد أهل السنة والجماعة: حب أهل البيت المؤمنين والترضي عنهم، والإحسان إليهم، والدفاع عنهم إذا ظلموا، هذا واجب أهل الإسلام أن يحبوا أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني: المؤمنين، ويترضوا عنهم، ويحسنوا إليهم، ويعطوهم من بيت المال ما يحتاجون إليه، هذا حق.
أما فاسقهم فيعامل كما يعامل غيره، ينصح ويوجه إلى الخير، وتقام عليه الحدود، وكافرهم مثل غيره لا يحب، بل يبغض في الله حتى يسلم، كـأبي لهب ، وأبي طالب ، وغيرهم ممن كفر بالله ولم يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم.
الجواب: هذا يراجع المحكمة، ويبين الواقع مع زوجته ومع وليها، وتنظر المحكمة، أو يكتب إلينا في الموضوع، وننظر في أمره إن شاء الله.
الجواب: من ينكر رؤية الله فهو ضال مضل؛ لأن الله جل وعلا أثبت رؤيته، وثبتها رسوله عليه الصلاة والسلام، يقول الله جل وعلا: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23].
ويقول عن الكفار: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15].
فدل على أن المؤمنين ليسوا بمحجوبين، بل يرونه سبحانه يوم القيامة وفي الجنة.
وقال جل وعلا: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله)، هكذا جاء تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الناس يرون ربهم يوم القيامة كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، ويراه أهل الجنة، ولهم اجتماع معه سبحانه وتعالى، هذا قول أهل السنة والجماعة، قد أجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم على أنه سبحانه يرى في الآخرة، وفي الجنة، ومن أنكرها تبين له الأدلة، فإن أصر كفر، تبين له الأدلة من القرآن والسنة فإن أصر كفر؛ لأنه مكذب لله ورسوله عليه الصلاة والسلام.
فالواجب على جميع أهل العلم أن يبينوا ذلك للناس، وأن يوضحوه للناس، وعلى من عنده شك أن يتقي الله، وأن يرجع إلى الصواب، على من عنده شك وتردد أن يتقي الله وأن يرجع إلى الحق، فالمؤمنون بالنص وإجماع أهل السنة يرون ربهم يوم القيامة في العرصات، وفي الجنة.
أما الكفار فلا يرونه: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15].
الجواب: بيع التورق لا بأس به على الصحيح، وصفته: أن تشتري سلعة من زيد إلى أجل، ثم تبيعها بالنقد لحاجتك، تشتري سيارة من زيد بأقساط معلومة، ثم بعد قبضها تبيعها بالنقد حتى تتزوج، أو توفي ديناً عليك، أو تعمر بيتك، أو ما أشبه ذلك، هذا هو بيع التقسيط، ويسمى التورق، ويسميه بعض الناس: الوعدة، بالواو والعين، ويسميه بعض الفقهاء: التورق، فهذا بيع التقسيط، فإن كان لغير البيع؛ فإنه لا حرج فيه عند الجميع، لو اشترى السلعة، سيارة إلى أجل لكن ليستعملها، هذا جائز عند الجميع، أو اشترى بيتاً بالتقسيط ليسكنه، هذا جائز عند الجميع؛ لقول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ [البقرة:282].
فأباح الله المداينة، لكن الخلاف إذا اشتراه ليبيعه.. اشتراه بأجل ليبيعه بالنقد حتى يستعمله في حاجته، هذا يقال له: بيع التورق، وبيع التقسيط لبيع المبيع بالنقد، هذا هو محل الخلاف، والصواب: أنه لا حرج فيه، ولو أنه للبيع، ويسمى التورق، ويسميه بعض العامة: الوعدة، فإذا اشتريت السيارة بأقساط معلومة، وقصدك أن تبيعها لتزوج، أو لتعمر بيتاً، أو لتوفي ديناً؛ فهذا يسمى بيع التورق، وهو صحيح، الصواب: أنه لا بأس به؛ لأنه داخل في قوله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ [البقرة:282]، وداخل في قوله سبحانه: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة:275].
وداخل في الأحاديث الصحيحة: (البيعان بالخيار).. إلى غيره.
سماحة الشيخ! يقول: وجهونا جزاكم الله خيراً!
الجواب: ما دامت صابرة محتسبة جزاها الله خيراً، وعليك أن تنصحهما، أو تطلب من غيرك أن ينصحهما كأعمامك، أو بعض جيرانك الطيبين أن ينصحوا والديك حتى يحسنا إلى زوجتك، كله طيب، وإذا تكلمت معهما بالكلام الطيب، وقلت لهما: يا والدي! هذه امرأة صفتها كذا، وصفتها كذا؛ أرجو أن تحسنا إليها، وأرجو أن تصبرا عليها، وما أشبهه من الكلام الطيب، فلا بأس، وإذا صبرت جزاها الله خيراً!
وأنت عليك بالرفق والكلام الطيب، وسؤال الله أن يهدي والديك حتى ينصفاها، وحتى يعرفا حقها وحسن سيرتها، وأبشر بالخير إن شاء الله، اصبر وهي تصبر وأبشرا بالخير، ولكن مع هذا كله لا مانع أن تطلب من جيران طيبين، أو أقارب طيبين أن ينصحوا الوالدين لا بأس، أو أنت مع والديك بالرفق والكلام الطيب، تقول: يا والدي! يا أبي كذا، يا والدتي كذا وكذا، هذه زوجة صالحة، هذه عملها طيب، أرجو أن تحسنا إليها، وما أشبه ذلك، مع سؤال الله أن يهديهما، وأن يوفقهما لإنصافها.
الجواب: إذا كان المحل طيباً وسليماً، والمعلم من أهل السنة والجماعة، وذهابه بأهله يكون لهم مكان مناسب ليس فيه اختلاط؛ فهذا أصون له، وأقرب إلى الخير؛ حتى لا يقع في الفاحشة، وحتى لا تسوء حاله، فإذا كانت معه زوجته فهذا خير له، إذا كان المحل مناسباً، وليس فيه اختلاط، وليس فيه شر عليه ولا على زوجته، فالحمد لله.
الجواب: صلاة الليل موسع فيها والحمد لله، لكن أربع وعشرين لا وجه لها، ثلاث وعشرين نعم، الصحابة صلوا ثلاثاً وعشرين، وصلوا إحدى عشرة، عشرين يسلم من كل ثنتين، يوتر بثلاث، ويسلم من ثنتين ثم يوتر بواحدة، أما صلاة أربع وعشرين ما لها وجه، هذه شفع، لكن يصلي ثلاثاً وعشرين، أو واحداً وثلاثين، أو ثلاثاً وثلاثين، أو ثلاث وأربعين، أو تسعة وثلاثين، يعني: وتر لا بأس، ما فيها حد، ليس في هذا حد محدود والحمد لله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة).
فإذا صلى عشراً وأوتر بواحدة، يعني: إحدى عشر كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل في غالب تهجده عليه الصلاة والسلام، أو صلى ثلاث عشرة، أو صلى ثلاثاً وعشرين، أو صلى أكثر من ذلك، لكن يوتر بواحدة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)، والأفضل إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة؛ لأن هذا هو أكثر ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وإن أوتر بأكثر كما فعل الصحابة في بعض الأحيان، أوتروا بثلاث وعشرين في عهد عمر ، أو أوتر بست وثلاثين، يعني: مع الوتر تسعة وثلاثين، أو أوتر بإحدى وأربعين، أو بأكثر من هذا فكل هذا لا حرج فيه والحمد لله.
لكن يصلي ثنتين ثنتين، يسلم من كل ثنتين، وأقل ذلك واحدة.. أقل الوتر واحدة، وفي رمضان الأفضل أن يوتر بإحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، وإن أوتر بثلاث وعشرين يسلم من كل ثنتين كله طيب والحمد لله.
الجواب: الإسراف والتبذير لا يجوز، لا هذا ولا هذا، ربنا يقول جل وعلا: كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا [الأعراف:31]، ويقول سبحانه: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [الإسراء:26].
والإسراف: الزيادة في الأكل على وجه يعني: يضر الآكل، أو يحصل منه إضاعة للمال بغير وجه، والتبذير: صرف الأموال في غير وجهها، هذا تبذير، والزيادة فيها لغير حاجة يسمى إسراف.
فالواجب على المؤمن في أكله وشربه، وفي صنع الطعام ألا يكون مسرفاً، يصنع الطعام الذي يحتاج إليه وإذا بقي شيء صرفه في جهات الخير، أعطاه الفقراء والمساكين لا يضيع.
وأما التبذير: فهو تبذيره في غير وجهه، صرف الأموال في اللعب.. في القمار.. في الخنا والمعاصي؛ كل هذا من التبذير، فالواجب أن يصان المال، الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال، والمال له شأن، فالواجب أن يصان عن الإضاعة، ولا يبذر به المؤمن، ولا يسرف فيه، بل يصونه ويصرفه في وجهه.. في وجوه الخير.. في الصدقة.. في إكرام الضيف.. في إعانة المعسر.. في تعمير المساجد.. في تعمير المدارس لتعليم القرآن والسنة إلى غير هذا، المال يصرف في وجوه الخير، أما كونه يبذر في الباطل، أو يسرف فيه حتى يلقى في غير حاجة في الزبل، أو في محلات أخرى، فهذا لا يجوز.
الواجب أن يكون الطعام مصوناً، ما فضل يعطاه الفقراء والمساكين، ولا يبذر في غير وجهه.
الجواب: ما في هذا مخالفة، إذا تزوج وسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة هذا طيب، يتزوج ويسأل ربه أن يرزقه الذرية الصالحة، ما في هذا مخالفة، إذا يسأل ربه ألا يرزقه إلا بذرية صالحة، يسأل ألا يرزقه ذرية خبيثة.
يسأل ربه أن تكون ذريته كلها طيبة، مثل ما قال جل وعلا: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [آل عمران:38]، على لسان زكريا، فالمقصود: أن كون الإنسان يتزوج زوجة أو زوجتين أو ثلاث أو أربع ويسأل ربه أن يرزقه الذرية الصالحة، وألا يهبه ذرية خاسرة، لا حرج فيه، يسأل الله أن يهبه الذرية الطيبة لا بأس.
الجواب: لا يجوز لها السفر إلا بمحرم، لا مع زوج أختها، ولا مع زوج عمتها، ولا غيرهم، فالواجب ألا تسافر إلا مع محرم؛ لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم).
هكذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)، فليس لها أن تسافر مع زوج أختها، ولا مع أصدقائها إذا لم يكن معها محرم.
الجواب: لا يطهر حتى يراق عليه الماء، إذا علم محل النجاسة يراق عليه الماء، مثل ما أراق النبي صلى الله عليه وسلم على بول الأعرابي سجلاً من ماء، فإذا علم محل البول يراق عليه الماء من الصبي أو من غير الصبي؛ حتى يطهر المحل.
الجواب: ما أعلم بأساً في ذلك.. في غسل الحمامات بالماء الدافي، وفيه المواد التي تمنع الصراصر، والأشياء المؤذية لا مانع من ذلك، إذا كان المقصود منع الأشياء المؤذية: من عقارب، وحيات، أو صراصر، أو شيء يؤذيهم لا بأس، الحمد لله، لكن لا يكون بالنار، يكون بالمواد المزيلة، النار لا يعذب بها إلا الله، الماء الحار الذي يقتل لا، لكن يستعملون المواد التي تبيد الحشرات لكنها ما هي بنار.
الجواب: لا يجوز خصم الدين من الزكاة، ولكن ينظر المعسر، وأما أن يعتبر دينه على المعسرين من الزكاة فلا؛ لأن هذا وقاية لماله؛ لأنه يخشى أن يضيع عليه هذا المال لأنه معسر فيجعله وقاية لماله، الزكاة إعطاء.. الزكاة إيتاء، يؤتي من ماله الذي عنده، أما الدين الذي على المعسر فهذا ينظر فيه حتى يوفي الله عنه؛ لأن الله يقول: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة [البقرة:280]، فلا يجوز جعله زكاة، وإذا كان لا يصلي لا يعطى من الزكاة؛ لأن ترك الصلاة كفر نسأل الله العافية، إلا إذا كان من المؤلفة قلوبهم، من رؤساء العشائر.. من الكبار الذين يرجى بإسلامهم وقوة إيمانهم أن يسلم نظراؤهم، وأن يقوى إيمانهم، وأن يقتدى بهم؛ لأن الله جعل للمؤلفة حقاً في الزكاة إذا كانوا ممن يطاع من الرؤساء والأعيان الذين يرجى بإسلامهم إسلام نظرائهم، وقوة إيمانهم، وقوة إيمان نظرائهم.
الجواب: الواجب عليكم المبادرة إلى المزدلفة، لكن إذا كان التخلف لعذر شرعي، ما حصلت السيارات تنقلكم؛ فلا حرج عليكم والحمد لله؛ لأنكم معذورون، ولكن يجب عليكم أن تصلوا الصلاة في وقتها قبل نصف الليل، صلاة المغرب في وقتها، وصلاة العشاء جمعاً وقصراً ولو في عرفة أو في الطريق، لا تؤجلوها إلى بعد نصف الليل، قد أخطأتم في تأخيرها فعليكم التوبة إلى الله من ذلك.
فالواجب على من تأخرت عنه السيارات أن يصلي الصلاة في وقتها، وهكذا عند الزحمة في الطريق لا يؤخر الصلاة، يصليها قبل نصف الليل المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، وليس عليه شيء إذا فاته المبيت في مزدلفة من أجل العذر الشرعي وهو تأخر السيارات وعجزه عن المجيء لا حرج، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
المقدم: شكر الله لكم سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم، وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك.
وشكراً لكم أنتم على حسن المتابعة، وإلى الملتقى إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر