إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (972)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج: (نور على الدرب).

    ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ!

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!

    ====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال للسائل أبو هيثم من إحدى الدول العربية, يقول: سماحة الشيخ! والدي رجل طيب, يؤدي الصلاة في أوقاتها, وأنا أحد أولاده حيث تعلمت أصول الدين, وقرأت عن العقيدة, ورسخت العقيدة في قلبي والحمد لله, ولكن والدي متعلق بالقبور, يذهب إليها في الأسبوع ما يقارب من مرتين, وقد حدث خلاف بيني وبينه بأن هذا شرك أكبر, وهذا أمر لا يجوز, فقال لي والدي بأن هؤلاء رجال صالحون لا بد من زيارتهم, والدعاء عندهم.

    وأخيراً عندما علمت أنه لا فائدة من ذلك خرجت من بيت أبي وقاطعت والدي أكثر من خمس سنوات, ولا أكلمه، ولا أقوم بزيارته، ماذا أفعل يا سماحة الشيخ؟ جزاكم الله خيراً!

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالحمد لله الذي وفقك ويسر لك معرفة العقيدة الصحيحة السلفية، فاشكر الله على ذلك، واسأله التوفيق والثبات.

    أما ما ذكرت عن والدك، وعن مقاطعتك له فقد أخطأت في المقاطعة، ولا ينبغي لك ولا يجوز لك مقاطعته، بل يجب أن تنصح له وأن تصاحبه بالمعروف، كما قال الله جل وعلا في كتابه الكريم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ [لقمان:14-15]، هذا الرب جل وعلا يأمر الولد أن يصاحب والديه بالمعروف وهما يأمرانه بالشرك.. يجاهدانه على الشرك، وأنت ما أمرك بالشرك، إنما خالفك وعصاك في الذهاب إلى القبور.

    فالواجب عليك الصبر والنصيحة والكلام الطيب مع والدك كما قال ربنا عز وجل: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، وهما كافران، فعليك الصبر وأن تنصح له بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وتأتي له بالكتب المفيدة أو بعض المشايخ الطيبين حتى يسمع منهم ويساعدوك، يسمع منك ومن غيرك؛ حتى يتأكد عنده صحة ما تقوله، تتصل ببعض الناس الطيبين من أهل العلم يحضر عندهم ويسمع منهم، أو يحضرون عنده ويسمعونه وينصحونه حتى يكون التعاون منك ومنهم في هدايته.

    ثم التفصيل: إذا زار القبور للدعاء عندها فقط ما هو مو بشرك، هذا بدعة، إن كان الدعاء عندها أو الصلاة عندها هذه بدعة، يعلم أن هذا ما يجوز، وإنما الشرك إذا دعاها قال: يا فلان! انصرني، أو اشفع لي، أو أغثني، أو أنا في جوارك؛ هذا الشرك، أما كونه يصلي عندها أو يقرأ عندها هذا بدعة من وسائل الشرك؛ فالواجب نصيحته في الأمرين: في البدعة وفي الشرك، التي يدعوها.. يستغيث بأهل القبور، وينذر لهم، ويذبح لهم؛ هذا الشرك الأكبر.

    أما لو صلى عندهم يحسب أن هذا مستحب أو يحسب أن الصلاة عندهم فيها فائدة، أو يقرأ عندهم يحسب أن هذا طيب؛ هذا بدعة يعلم أن هذا لا يجوز، نسأل الله للجميع الهداية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088530254

    عدد مرات الحفظ

    777155737