إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (978)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: (نور على الدرب).

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله يا شيخ.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: مصري مقيم في المملكة ببريدة، أخونا له مجموعة من الأسئلة، يسأل مثلاً ويقول:

    والدتي امرأة كبيرة في السن، وهي تريد مني أن أحججها، وأيضاً لي أخ شقيق بلغ من العمر خمساً وعشرين سنة، وهو يريد الزواج، ووالدنا لم يترك شيئاً من المال.

    وسؤالي: هل أقوم بإرضاء والدتي أولاً أو بتزويج أخي؟ وما الحكم في كلا الحالين؟ هل هو واجب علي أو لا؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلا ريب أن الحج إنما يجب مع الاستطاعة، كما قال الله عز وجل: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97]، وثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال لما ذكر أركان الإسلام، قال: (وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)، فما دامت الوالدة لا تستطيع الحج؛ فإنه لا يلزمها الحج، ولا يلزمك تحجيجها، لكن إذا فعلت ذلك فهو من باب القربات، ومن باب البر والصلة، ومن باب الإحسان فيها؛ تحقيقاً لرغبتها، وإعانة لها على الخير والفضل، أما التزويج فهو واجب عند القدرة، وهو واجب على أخيك أن يتزوج إذا كان يستطيع، وإذا كان لا يستطيع وأنت تستطيع فالصحيح أنه يجب عليك أن تزوجه؛ لأنه من صلة الرحم الواجبة، كما يجب على الوالد أن يزوج أولاده إذا احتاجوا للزواج وهم عاجزون؛ لأنه من باب الصلة، وصلة الرحم من أهم الفرائض، وخطر عدم الزواج معروف، فإن بقاء الشباب أعزب غير متزوج فيه خطر عظيم، وبر الوالدة معروف حاله، ولكن إنما يجب برها بشرطين:

    أحدهما: أن يكون ذلك من باب المعروف لا من المعصية.

    وأن يكون ذلك لا يضرك أيضاً، فيكون فيه نفع لها من دون ضرر عليك، ومعلوم أن الحج ينفعها ولا يضرك إذا كنت تستطيع ذلك، فإذا حججتها فهو من باب البر والصلة، لا من باب أنه واجب عليها؛ لعدم استطاعتها، لكن من باب البر.

    وصلة الأخ من تزويجه لا شك أنه من صلة الرحم، لكن جنس البر مقدمة على جنس الصلة لبقية الأرحام، فإن استطعت أن تجمع بين الخيرين فتحججها وتزوج أخاك؛ فهذا خير عظيم وفضل كبير، فاجمع بين الأمرين والحمد لله، حجج الوالدة، واجبر خاطرها، وأنت شريكها في الأجر، وصل أخاك بالتزويج؛ لتصونه عما حرم الله عليه، ويكون لك أجر عظيم في ذلك، فأما إن عجزت عن الجمع بين الأمرين؛ فالأظهر والأقرب أنك تبدأ بأمك، وتجبر خاطرها؛ فإن برها أهم من صلة الأخ، تجمع بين برها والإحسان إليها، وتؤجل تزويج أخيك إلى ما بعد تحجيجها؛ إذا لم تستطع الجمع بين الأمرين، أما إن استطعت أن تزوج أخاك الآن، ثم تحججها بعد ذلك في وقت الحج، فبين الوقتين مسافة، فإن القدرة على الحج ربما تتيسر لك في هذه المدة الطويلة، فتحسن في أخيك وتبر في أمك، فعليك بالحزم والجد وأبشر بالخير، فزوج أخاك الآن فإن المدة بين الحج وبين هذا الوقت طويلة، زوج أخاك وأحسن إليه، فإذا جاء وقت الحج فإنك -إن شاء الله- تستطيع تحجيجها؛ لأن تحجيجها في الغالب لا يكلف كثيراً، إنما الزواج هو الذي يكلف، أما الحج فهو لا يكلف كثيراً والحمد لله، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يوفقك للبر والصلة جميعاً.

    والله يقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] .. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088523920

    عدد مرات الحفظ

    777121644