إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (986)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: (نور على الدرب).

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز!

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!

    المقدم: حياكم الله!

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة المغربية، باعث الرسالة أحد الإخوة المستمعين، يقول: أخوكم في الله الحسين بن علي .

    أخونا له جمع من الأسئلة، في أحد أسئلته يسأل ويقول:

    إذا كانت المرأة تحمل بعد ثلاثة أشهر من وضعها الأول، فهل لها أن تستعمل حبوب لتنظيم الحمل؟ وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الأصل في هذا الباب: أنه لا ينبغي للمرأة أن تتعرض لتأخير الحمل أو إسقاطه؛ لأن المطلوب هو تكثير النسل؛ لما فيه من الخير العظيم لمن هداه الله ووفقه، ولما فيه من تكثير الأمة، والأصل في هذا قوله عليه الصلاة والسلام: (تزوجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، فتكثير النسل أمر مطلوب؛ لما فيه من تكثير من يعبد الله، ويكثر جماعة المسلمين، ولما فيه من الخير للوالدين: يدعو لهم إذا أصلحه الله، ولما في التربية للأولاد التربية الإسلامية من الأجر العظيم، ولما في الإحسان إليهم بأنواع الإحسان من الخير الكثير، فالمشروع عدم التعرض لمنع الحمل أو إسقاطه.

    لكن إذا كانت المرأة لديها أولاد كثيرون، ويشق عليها أن تربيهم التربية الإسلامية لكثرتهم؛ فلا مانع من تعاطي ما ينظم الحمل لهذه المصلحة العظيمة؛ حتى يكون الحمل على وجه لا يضرها، ولا يضر أولادها، كما أباح الله العزل لهذه المصلحة وأشباهها.

    المقدم: جزاكم الله خيراً!

    إذاً لا بد للمرأة أن ترضع حولين كاملين؛ لأن أخانا يشير إلى هذا الموضوع شيخ عبد العزيز!

    الشيخ: على المرأة أن ترضع حولين كاملين إذا استطاعت ذلك، قال تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ [البقرة:233]، لكن لو اتفقت مع الزوج على فطامه لأقل من ذلك لمصلحة رأياها؛ فلا بأس، كما قال تعالى: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عليهما [البقرة:233]، فإذا تشاورا -يعني: الأب والأم- في فطامه لسنة أو أقل أو أكثر لمصلحة رأياها فلا بأس بذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً!

    الحمل كما هو معروف -سماحة الشيخ!- يقطع الرضاعة، فهل للأم أن تمنع الحمل من أجل رضاعة الطفل الآخر؟

    الشيخ: لا مانع من تعاطي أسباب تأخير الحمل إذا كان عليها مشقة في فطامه، وتحب أن تكمل رضاعته، وترى المصلحة في ذلك فلا بأس؛ لأن هذه مصلحة شرعية مرعية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088565336

    عدد مرات الحفظ

    777362852