مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: (نور على الدرب).
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!
المقدم: حياكم الله!
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة المغربية، باعث الرسالة أحد الإخوة المستمعين، يقول: أخوكم في الله الحسين بن علي .
أخونا له جمع من الأسئلة، في أحد أسئلته يسأل ويقول:
إذا كانت المرأة تحمل بعد ثلاثة أشهر من وضعها الأول، فهل لها أن تستعمل حبوب لتنظيم الحمل؟ وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن الأصل في هذا الباب: أنه لا ينبغي للمرأة أن تتعرض لتأخير الحمل أو إسقاطه؛ لأن المطلوب هو تكثير النسل؛ لما فيه من الخير العظيم لمن هداه الله ووفقه، ولما فيه من تكثير الأمة، والأصل في هذا قوله عليه الصلاة والسلام: (تزوجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، فتكثير النسل أمر مطلوب؛ لما فيه من تكثير من يعبد الله، ويكثر جماعة المسلمين، ولما فيه من الخير للوالدين: يدعو لهم إذا أصلحه الله، ولما في التربية للأولاد التربية الإسلامية من الأجر العظيم، ولما في الإحسان إليهم بأنواع الإحسان من الخير الكثير، فالمشروع عدم التعرض لمنع الحمل أو إسقاطه.
لكن إذا كانت المرأة لديها أولاد كثيرون، ويشق عليها أن تربيهم التربية الإسلامية لكثرتهم؛ فلا مانع من تعاطي ما ينظم الحمل لهذه المصلحة العظيمة؛ حتى يكون الحمل على وجه لا يضرها، ولا يضر أولادها، كما أباح الله العزل لهذه المصلحة وأشباهها.
المقدم: جزاكم الله خيراً!
إذاً لا بد للمرأة أن ترضع حولين كاملين؛ لأن أخانا يشير إلى هذا الموضوع شيخ عبد العزيز!
الشيخ: على المرأة أن ترضع حولين كاملين إذا استطاعت ذلك، قال تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ [البقرة:233]، لكن لو اتفقت مع الزوج على فطامه لأقل من ذلك لمصلحة رأياها؛ فلا بأس، كما قال تعالى: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عليهما [البقرة:233]، فإذا تشاورا -يعني: الأب والأم- في فطامه لسنة أو أقل أو أكثر لمصلحة رأياها فلا بأس بذلك.
المقدم: جزاكم الله خيراً!
الحمل كما هو معروف -سماحة الشيخ!- يقطع الرضاعة، فهل للأم أن تمنع الحمل من أجل رضاعة الطفل الآخر؟
الشيخ: لا مانع من تعاطي أسباب تأخير الحمل إذا كان عليها مشقة في فطامه، وتحب أن تكمل رضاعته، وترى المصلحة في ذلك فلا بأس؛ لأن هذه مصلحة شرعية مرعية.
إنسان استأمنته على مال كثير، فخان الأمانة، هل لي أن أمكر به حتى أستطيع أن أنال حقي؟ وللعلم فقد فعلت كل ما هو مشروع، لكن أخذ حقي لم يتم حتى الآن ودون جدوى، وجهوني جزاكم الله خيراً؛ لأني لا أستطيع إلا المكر به فقط.
الجواب: ليس لك أن تمكر به وأن تخونه، ولكن عليك أن تأخذ الطرق الشرعية في تحصيل حقك؛ لما جاء في حديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)، فإثمه في خيانته عليه، ووبالها عليه، وأنت ليس لك أن تخونه، ولكن لك أن تطالب بالطرق الشرعية في تحصيل حقك، وإن فات في الدنيا لم يفت في الآخرة.
إنني ألاحظ أن كثيراً من الناس لا يصلون إلا في رمضان، وقد نصحتهم بنصائح كثيرة إلا أنني لم أجد الاستجابة منهم، نبهوا الناس حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً شيخ عبد العزيز!
الجواب: الصلاة هي عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية بذلك، والمحافظة عليها في أوقاتها.
وعلى الرجال بصفة خاصة أن يؤدوها في الجماعة في بيوت الله عز وجل، ولا يجوز لأحد التخلف عنها أو التساهل بها، بل ذلك من دلائل النفاق، وقد قال الله عز وجل في كتابه المبين: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238]، وقال عز وجل: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، وقال عز جل: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم:59]، قال جماعة من أهل العلم: معناه: فسوف يلقون خساراً ودماراً وعذاباً.
فالواجب على المؤمن وعلى المؤمنة العناية بالصلاة، والمحافظة عليها، والتواصي بذلك، وأن تكون في أوقاتها، قال ابن مسعود رضي الله عنه: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وذكر الصلاة يوماً عليه الصلاة والسلام بين أصحابه فقال: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون، و
قال بعض أهل العلم: إنما يحشر من ضيع الصلاة مع هؤلاء لأنه إن ضيعها من أجل الملك والرياسة شابه فرعون؛ فيحشر معه يوم القيامة إلى النار.
وإن ضيعها بسبب الوزارة والوظيفة شابه هامان وزير فرعون؛ فيحشر معه يوم القيامة إلى النار.
وإن ضيعها بأسباب المال وما أعطاه الله من الدنيا شابه قارون الذي بغى وطغى وتكبر، ولم يستجب للحق حتى خسف الله به الأرض.
فإن ضيعها بسبب التجارة والبيع والشراء شابه أبي بن خلف تاجر أهل مكة من قريش الذي قتل يوم أحد، قلته النبي عليه الصلاة والسلام؛ فيحشر معه إلى النار يوم القيامة نسأل الله العافية.
فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة العناية التامة بهذه الفريضة العظيمة، والمحافظة عليها في أوقاتها، والحذر من التخلف عنها أو التكاسل عنها في أي وقت، والذي لا يصليها إلا في الجمعة أو في رمضان يعتبر كافراً في الحقيقة عند جمع من أهل العلم رحمة الله عليهم، ولو أقر بالوجوب، أما إذا جحد وجوبها كفر إجماعاً، لكن إذا كان يعلم وجوبها عليه، ويقر بذلك، ولكنه يتكاسل، فيدع بعض الأوقات، أو لا يصلي إلا الجمعة، أو لا يصلي إلا في رمضان؛ هذا في أصح قولي العلماء يعتبر كافراً؛ لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، خرجه مسلم في صحيحه.
فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأمراء الذين يغيرون، وقال له الصحابة: (يا رسول الله! أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة)، وفي لفظ آخر قال: (لا، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان)، هذا يدل على أن ترك الصلاة من الكفر البواح، نسأل الله العافية.
فوصيتي ونصيحتي لكل مسلم ولكل مسلمة في أي مكان: أن يتقي الله وأن يحافظ على هذه الصلوات الخمس، وأن يهتم بها كثيراً ويعنى بها كثيراً في أوقاتها، وأن يحذر طاعة الشيطان وجلساء السوء، ويبتعد عنهم؛ فهي عمود الإسلام، وأهم الفرائض بعد الشهادتين، فليتق الله كل مسلم في ذلك، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الجواب: كل من حكم بكفره بطلت أعماله، عند من حكم بكفره تبطل أعماله، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، وقال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5]، وذهب جمع من العلم إلى أنه لا يكفر كفراً أكبر إذا كان يقر بالوجوب، ولكنه يكون كفراً أصغر، ويكون عمله هذا أقبح وأشنع من عمل الزاني والسارق ونحو ذلك، ومع هذا يصح صيامه وحجه عندهم، وزكاته ونحو ذلك إذا أداها على الوجه الشرعي، ولكن تكون جريمته عدم المحافظة على الصلاة؛ فهو على خطر عظيم من وقوعه في الكفر الأكبر عند جمع من أهل العلم، وحكاه بعضهم قول الأكثرين: أنه لا يكفر بذلك إذا كان لا يجحد الوجوب، وإنما يتركها تكاسلاً وتهاوناً؛ فإنه يكون بذلك قد أتى كفراً أصغر، وجريمة عظيمة، ومنكراً شنيعاً أعظم من الزنا، وأعظم من السرقة، وأعظم من العقوق، وأعظم من شرب الخمر، نسأل الله العافية والسلامة.
ولكن الصواب والصحيح من قولي العلماء في ذلك: أنه يكفر كفراً أكبر -نسأل الله العافية-؛ لما تقدم من الأدلة الشرعية.
المقدم: إذاً من صام وهو لم يصل فلا صيام له.
الشيخ: فلا صيام له، ولا حج له، نعم، نسأل الله السلامة.
المقدم: نسأل الله العافية والسلامة.
الواقع -سماحة الشيخ!- كثيراً ما يحتاج الناس إلى التنبيه لهذا الموضوع.
الشيخ: نسأل الله الهداية لنا ولجميع إخواننا المسلمين.
لا شك أن الأمر خطير وعظيم، وجدير بالعناية من أهل العلم في كل مكان، جدير بأهل العلم أن يوضحوا هذا دائماً، وأن يحذروا الناس من التكاسل عن الصلوات، حتى ولو قلنا: إنه كفر أصغر، يجب الحذر من هذه الجريمة العظيمة التي تجره إلى الكفر الأكبر، فلو أن الإنسان حاسب نفسه لرأى أن إقراره بوجوبها ضعيف؛ لأنه لو أقر بوجوبها على الكمال لما تركها، لكن هذا الإقرار بالوجوب قد اعتراه من الضعف والنقص ما جعله يتساهل بتركها نسأل الله العافية، فربما أفضى به إلى جحد الوجوب -نسأل الله العافية- فيكفر بإجماع المسلمين نسأل الله العافية.
بعض المرات تفوتني صلاة مثل صلاة العصر، ويأتي موعد صلاة المغرب، فماذا أفعل؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.
الجواب: عليك أن تبدأ بصلاة العصر، أن تبادر بها وتصليها، مع التوبة والاستغفار، ثم تصلي المغرب، ولا تبدأ بالمغرب، فلو صليت معهم بنية العصر، ثم إذا سلم قمت فأتيت بالرابعة بنية العصر؛ أجزأ على الصحيح، ولكن ينبغي لك أن تقدمها ثم تصلي المغرب معهم.
الجواب: الحمام حلال بإجماع المسلمين، ليس فيه خلاف، الحمام والدجاج حل بإجماع المسلمين، فلا ينبغي أن يكون فيه إشكال.
إنها لم تصم شهراً من أشهر رمضان الماضية، رغم أنها كانت بالغة، وتسأل عن حكم صيام ذلكم الشهر، هل يلزمها القضاء، أم هل عليها كفارة، أم القضاء والكفارة؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: من ترك الصيام بعد البلوغ وهو مسلم لزمه أن يقضي، وعليه الكفارة أيضاً إذا كان القضاء تأخر إلى رمضان آخر، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، ومقداره نصف صاع بصاع النبي صلى الله عليه وسلم من قوت البلد؛ من تمر، أو أرز، أو بر، أو شعير، أو غير ذلك من قوت البلد، فإذا ترك الرجل المكلف أو المرأة المكلفة البالغة الصيام -صيام رمضان- حتى مر عليه رمضان آخر؛ فإنه يلزم القضاء والإطعام إذا كان قادراً، أما إن كان فقيراً ما يستطيع الإطعام؛ فإنه يجزئه الصيام، والحمد لله.
وعليه المبادرة بذلك مع القدرة، فإذا عجز لمرض أو سفر أخره حتى يشفى من مرضه، أو يقدم من سفره فيقضي، ولا يجوز التساهل في ذلك؛ لأنه يجب عليه أن يقضيه قبل رمضان الآخر المستقبل، فإذا أخره فقد فرط، فعليه القضاء بعد ذلك والمبادرة، والمسارعة حسب الطاقة، مع إطعام مسكين عن كل يوم مع القدرة، فإن كان فقيراً لا يستطيع الإطعام أجزأه الصيام والحمد لله.
إن خالتها توفي والدها وزارت قبره مرة، وتريد أن تزوره مرة أخرى، وقد سمعت حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم معناه: يحرم زيارة المرأة للقبور، فهل هذا الحديث صحيح؟ وإذا كان صحيحاً فهل على خالتها إثم يستوجب الكفارة؟
الجواب: الصحيح أن الزيارة للنساء للقبور لا تجوز؛ للحديث المذكور، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لعن زائرات القبور، فالواجب على النساء ترك الزيارة للقبور، والتي زارت القبر جهلاً منها لا حرج عليها، وعليها ألا تعود، فإن فعلت فعليها التوبة والاستغفار، والتوبة تجب ما قبلها، فالزيارة للرجال خاصة، قال عليه الصلاة والسلام: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، هذا للرجال.
كانت الزيارة ممنوعة في أول الإسلام للرجال والنساء -زيارة القبور-؛ لأن الكفار حدثاء عهد بعبادة الأموات، والتعلق بالأموات؛ فمنعوا من زيارة القبور سداً لذريعة الشر، وحسماً لمادة الشرك، فلما استقر الإسلام وعرفوا الإسلام شرع الله لهم زيارة القبور؛ لما فيها من العظة والذكرى.. ذكر الموت وذكر الآخرة، والدعاء للموتى والترحم عليهم، ثم منع الله النساء من ذلك في أصح قولي العلماء؛ لأنهن يفتن بالرجال ويفتنوا، وربما فتن في أنفسهن، ولقلة صبرهن وكثرة جزعهن، فمن رحمة الله وإحسانه إليهن أن حرم عليهن زيارة القبور، وفي ذلك أيضاً إحسان إلى الرجال؛ لأن اجتماع الجميع في القبور قد يسبب فتنة، فمن رحمة الله أن منعن من زيارة القبور.
أما الصلاة فلا بأس، تصلي على الميت في المسجد أو في المصلى لا بأس، وإنما النهي عن زيارة القبور، فليس للمرأة أن تزور القبور في أصح قولي العلماء؛ لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على منع ذلك.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
إذاً لا كفارة عليها؟
الشيخ: ليس عليها كفارة، وإنما التوبة فقط إذا كانت تساهلت في ذلك، أما إن كانت جاهلة فالجاهل معفو عنه إن شاء الله.
جاءني رجل وقال لي: إن في بيتي ثعباناً! وإنه يستطيع أن يخرجه، وبالفعل ذهب إلى إحدى الغرف وطرق بعصاه على جدارها؛ فخرج له ثعبان عظيم، كما أنه أخرج من بيت جاري عدة ثعابين، ولا أدري هل هذا نوع من السحر، أم أنها مزية يخص الله بها بعضاً من عباده؟ نرجو توجيهنا جزاكم الله خيراً!
الجواب: لا أعلم في هذا شيئاً، إذا كان قد جرب في إخراجه ثعابين لأنه يتكلم بدعاء يدعو به الله عز وجل، فيسأل الله عز وجل أن يخرجه، أو عمل واضح ظاهر ليس فيه شبهة يفعله مع الثعابين حتى يخرجها من البيت، أو من المزرعة، أو من كذا؛ فلا حرج في ذلك.
أما إذا كان يتهم بالشعوذة أو بالسحر أو بطاعة الجن أو باستخدام الجن؛ فهذا يمنع، ولا يستعان به في هذه الأشياء، أما إن كان عمله بارزاً ظاهراً، يدعو الله يقول: اللهم أخرجه.. اللهم اكفنا شره.. اللهم سلطني عليه.. يعني: كلمات يعقل منها أنه لا حرج فيه على كلامه، ولا محذور في كلامه، ولا يرى الناس منه شيئاً يخالف ذلك، فلا بأس بذلك؛ لأن الله قد يعين بعض الناس على مثل هذه الأمور؛ بصدق إيمانه وصدق دعائه لله عز وجل، فلا مانع من ذلك، إلا أن يرى منه شيء يدل على الريبة فيمنع.
المقدم: جزاكم الله خيراً!
إنما قد يمنح الله بعض عباده مزية للتسلط على مثل هذه الحيوانات شيخ عبد العزيز!
الشيخ: بالدعاء وبقوة الإيمان.
الجواب: أما الخضر فالصحيح أنه مات من دهر طويل قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، وليس لوجوده حقيقة، بل هو كله باطل، وليس له وجود، هذا هو الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم، فـالخضر عليه الصلاة والسلام قد مات قبل مبعث نبينا صلى الله عليه وسلم، بل قبل أن يرفع عيسى عليه الصلاة والسلام.
فالصحيح أن الخضر نبي كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (أنا أولى الناس بابن
فالحاصل: أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه إما أنه كاذب، وإما أن الذي قال إنه الخضر قد كذب عليه، وليس بـالخضر ، وإنما هو شيطان من شياطين الإنس أو الجن.
أما هذا الذي يمسح على محل المرض؛ فهذا ينظر في أمره: إن كان من الناس الطيبين المعروفين بالاستقامة والإيمان، وأنه يقرأ عليهم مثل الفاتحة.. مثل غيرها من القرآن، ويدعو الله لهم فلا بأس، وإن أخذ شيئاً من الأجرة فلا بأس، أما إن كان لا يعرف بالخير، بل يتهم بالسوء؛ فإنه يمنع، ولا يؤتى، ولا يمكن من ذلك، يمنع بواسطة المسئولين في البلد؛ لأن هذا في الغالب يكون خرافياً، أو مشعوذاً، أو يستخدم الجن، أو كذاباً يأخذ أموال الناس بالباطل، نسأل الله السلامة.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً!
سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك!
المقدم: اللهم آمين!
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر