إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (989)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم زواج البنت من ابن عمها إذا كان بين إخوانهما رضاع دونهما

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: (نور على الدرب).

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز !

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المنطقة الجنوبية بالمملكة، وباعثتها إحدى الأخوات المستمعات، تقول: (ح. ع. س).

    في أحد أسئلتها تقول: لي عم ولديه أولاد وبنات، تقول: سبعة أولاد وبنات، ووالدتي أرضعتهم جميعاً سوى الولد الأكبر لم ترضعه، وإخوتي أرضعتهم زوجة عمي، مع العلم أنني لم أرضع منها، فهل الولد الأكبر أخي مع أنه يوجد تبادل الرضاعة بين أخي وأولاد عمي سوى الولد الأكبر؟ أخبروني جزاكم الله خيراً!

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإذا كان الواقع هو ما ذكرته السائلة فإن الولد الأكبر من أولاد عمك لا حرج في زواجه بك؛ لأنك لم ترضعي من زوجة عمك، وهو لم يرضع من أمك؛ فليس أخاً لك، ولست أختاً له، فالله جل وعلا قال في كتابه العظيم لما بين ما يحرم من النساء قال: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ [النساء:24].

    فالمقصود: أنك إذا كان الواقع كما ذكرت لا حرج عليك في الزواج من ابن عمك الأكبر الذي لم يرضع من أمك، وأنت لم ترضعي من زوجة عمك.

    1.   

    حكم كشف المرأة على عم زوجها

    السؤال: سؤالها الثاني تقول فيه: أنا متزوجة ولزوجي عم، هل يجوز لي أن أدخل عليه وأنا كاشفة الوجه، مع أني لا أرتدي أي زينة؟

    الجواب: عم الزوج ليس بمحرم، ولا أخو الزوج ليس بمحرم، ولا خال الزوج؛ فليس لك أن تدخلي عليه كاشفة، لا وجهك ولا غيره، وليس لك الخلوة به، بل يجب أن تبتعدي عن ذلك، وألا تجلسي معه إلا ومعكما غيركما، وأن تكوني مستورة متحجبة عنه كأخي الزوج وخال الزوج وابن عم الزوج ونحو ذلك، وإنما المحرم أبو الزوج وجد الزوج وولد الزوج من النسب أو الرضاع، أما أخو الزوج وعمه وخاله وابن عمه فليسوا محارم؛ فالواجب الحجاب عنهم، وعدم الخلوة بواحد منهم.

    1.   

    حكم من سرقت من جارتها خاتماً ثم أهدتها قيمته بعد أن تابت

    السؤال: قبل ثلاث سنوات أخذت من إحدى جاراتي خاتم فضة دون أن أخبرها، ولم تعلم أني أخذته، وبعد ذلك عرفت غلطتي وخطئي، ولم أستطع أن أخبرها وخجلت منها، مع العلم بأنني قد قمت بالتصرف الآتي:

    أخذت الخاتم وسمته في السوق فظهر أنه بخمسين ريالاً، فذهبت إليها وأعطيتها خمسين ريالاً كأنها هدية، وقد نويت في خاطري أنها للخاتم الذي أخذته منها، مع العلم أني سألتها في يوم من الأيام عن هذه القصة، وجعلتها عن واحدة أخرى، وسألتها عن التصرف فأخبرتني أن المال أحسن لها، ما رأيكم فيما فعلت؟

    الجواب: لا حرج إن شاء الله في ذلك، ولو أنك أرسلت الخاتم إليها بيد ثقة، ولم تخبر عنك بشيء؛ لكان ذلك أسلم وأحسن، ولكن الحمد لله، ما دام أنك أرسلت القيمة وهي أيضاً أظهرت سماحها بذلك؛ كل هذا لا حرج فيه إن شاء الله.

    1.   

    حكم السفر دون علم الوالدة مع عدم رضاها عن ذلك

    السؤال: المستمع علي محمد فهد من اليمن ومقيم في المدينة المنورة، بعث برسالة عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت، وبقي له في هذه الحلقة سؤال يقول فيه: أريد أن أسافر، ولو أخبرت والدتي وكلمتها في الموضوع سوف تمنعني، هل من حرج إذا سافرت دون أن أخبرها؟

    الجواب: لا أعلم حرجاً في ذلك، إذا كان السفر سفراً مباحاً أو شرعياً لا مضرة فيه ولا خطر لا بأس، لا أعلم بأساً في ذلك.

    1.   

    حكم من صلى بغير طهارة جاهلاً ذلك

    السؤال: إذا دخل الرجل المسجد وهو يعتقد أنه على طهارة، وصلى مع الناس، وحينئذ اتضح له أنه على غير طهارة بم تنصحونه؟

    الجواب: إن كان بعدما فرغ من الصلاة فعليه الإعادة والحمد لله ولا شيء عليه، فإن ذكر في الصلاة وجب عليه الانفتال وقطعها، والخروج منها، ولا يصلي معهم وهو على غير وضوء.. لا يكمل الصلاة.

    1.   

    حكم الصلاة بين الأعمدة والسواري

    السؤال: من المستمع: (م. م . س)، من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سؤال طويل يقول فيه: لدينا مسجد في الحارة التي نسكن فيها، والمسجد صغير الحجم خاصة في صلاة العصر والمغرب والعشاء، وفي وسط المسجد توجد أعمدة يصلي الناس بجانبها، ويتسع لهم حينئذ المسجد، ولكن الإمام أفتى الناس بأن الصلاة بجانب الأعمدة غير مقبولة، وأخذ الناس بكلام الإمام ولم يصلوا بجانب الأعمدة؛ فأصبح المسجد حينئذ ضيق، ما رأيكم كيف تنصحون الناس؟

    الجواب: لا حرج في الصلاة بين الأعمدة عند الحاجة إلى ذلك، إنما تكره عند عدم الحاجة؛ لقطعها الصفوف، فأما إذا كانت هناك حاجة فإنهم يصلون بين الأعمدة، ولا حرج في ذلك وتزول الكراهة، كما دلت على ذلك السنة، وعمل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

    1.   

    حكم تولي غير خطيب الجمعة الصلاة

    السؤال: من أحد الإخوة المستمعين السودانيين رسالة بعث بها ويقول: المرسل (ع. س. ق)، أخونا يقول: يوم جمعة ألقى الخطيب الخطبة، وبعد الفراغ منها أقيمت الصلاة، فتقدم شخص غير الخطيب ليؤدي صلاة الجماعة، ما حكم ما فعلوا؟

    الجواب: لا حرج في ذلك أن يكون الخطيب شخصاً والمصلي شخص آخر، ولكن الأفضل أن يتولى الصلاة من تولى الخطبة، هذا هو الأفضل، فإذا تولى الصلاة غير من تولى الخطبة فلا حرج في هذا إن شاء الله.

    1.   

    حكم الصلاة خلف من يلبس ثياباً شفافة تصف البشرة

    السؤال: ذات مرة في بيت من بيوت الله تقدم شخص ليصلي بالجماعة وكنت في الصفوف الأمامية، وكان الشخص يرتدي ثياباً شفافة جداً؛ لدرجة أننا نعرف لون بشرته من وراء الثياب، ما رأيكم في مثل هذا؟

    الجواب: إذا كانت الملابس تصف العورة ولا تسترها؛ فإنها لا تصح الصلاة، لا صلاته ولا إمامته، بل يجب أن يعزل ويفصل ولا يؤتم، إذا كان فخذه يبين، وبقية عورته لا يسترها قميصه ولا إزاره؛ فإن هذا لا يسمى مستتراً.. يكون بادي العورة، أما إذا كان الباين إنما هو الصدر أو الساق، وإلا فالعورة مستورة.. ما بين السرة والركبة مستور بالإزار أو بالسراويل مع القميص هذا لا يضر، إنما الذي يضر هو كون الفخذ يبين، أو ما هو أشد من الفخذ؛ فهذا هو الذي يضر ما بين السرة والركبة، إذا كان يعرف أنه أحمر اللون، أو أبيض اللون، أو أسود اللون، لا يستره ما عليه فإن هذا لا يجوز له هذا العمل، لا في الصلاة ولا في خارجها، ولا يتخذ إماماً، ولا يصلى خلفه، وينبه على أن هذا لا يجوز له، نسأل الله للجميع الهداية.

    1.   

    حكم اللحن في القراءة في الصلاة

    السؤال: الأخ عثمان محمد أحمد المختار بعث برسالة يقول فيها: في بيت من بيوت الله عز وجل صليت وراء شخص، وكان يرتل الآيات، لكنه يغير بعض الكلمات، مثلاً: في سورة النور: الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ [النور:35]، يقول كلمة: دُرِّيٌّ [النور:35]، ينطقها (دُرَي)، وبعد الفراغ من الصلاة سألت أحد المصلين عن السبب الذي يجعله يقول هذا، فقال: إن هذه لهجته، من كانت لهجته على هذا النحو هل تجوز الصلاة خلفه؟

    الجواب: يعلم، والصلاة صحيحة، ما دام في خارج الفاتحة فالصلاة صحيحة؛ لأنه جاهل تكلم بكلمة يجهلها؛ فيعلم، وإذا علم وفهم ثم تكلم بكلمة غير الكلمة القرآنية عامداً ذاكراً بطلت الصلاة؛ لأنه تكلم في الصلاة عمداً، أما إذا كان جاهلاً أو ناسياً وتكلم بكلمة غير الكلمة القرآنية فإنها لا تضر الصلاة إذا كان في غير الفاتحة.

    1.   

    حكم صلاة الجماعة في المسجد

    السؤال: المستمع: (أ. م. أ)، من مصر بعث برسالة ضمنها جمعاً من الأسئلة.

    في أحد أسئلته يقول: حكم صلاة الجماعة بالمسجد، وعقاب من يتخلف عن الجماعة في المسجد؟

    الجواب: الجماعة في المسجد متعينة في أصح قولي العلماء، وليس للناس أن يصلوا في بيوتهم، بل يجب عليهم أن يصلوا في المساجد، وأن يجتمعوا على ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس في مسجده، ويقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وهو المفسر لقوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43]، ولأنه عليه الصلاة والسلام أمر بالإجابة للمؤذن وقال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر) ، (ولما استأذنه رجل أعمى قال: يا رسول الله! ليس لي قائد يلائمني؛ فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم! قال: فأجب)، رواه مسلم في الصحيح، وفي الرواية الأخرى قال: (لا أجد لك رخصة)، فإذا كان الأعمى الذي ليس له قائد يلائمه ليس له رخصة؛ فمن باب أولى أن يكون الصحيح السليم البصر ليس له عذر.

    1.   

    العقوبة الدنيوية لمن يتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد

    السؤال: عقاب من يتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد؟

    الجواب: يستحق أن يعزر ويؤدب من جهة ولي الأمر، أو من جهة الحسبة التي عينت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو من جهة المحكمة، إذا كان تخلفه بدون عذر.. تساهل؛ لأنه ترك واجباً وتشبه بأهل النفاق؛ فالواجب أن يؤدب، وإذا رأى ولي الأمر أن يكتفى بتوبيخه في المرة الأولى حتى لا يعود؛ فإن عاد فهو يستحق التأديب بجلدات أو سجن؛ حتى لا يعود.

    1.   

    العقوبة الأخروية لمن يتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد

    السؤال: هذا العقاب في الدنيا وفي الآخرة؟

    الجواب: متوعد بما يتوعد به أهل المعاصي؛ لأنه متشبه بأهل النفاق نسأل الله السلامة.

    1.   

    حكم سجود السهو وصفته

    السؤال: حكم سجود السهو؟ وما الذي يقال في السجود؟ ومتى يكون السجود قبل السلام؟ ومتى يكون بعد السلام؟ وإذا كان بعد السلام هل يكون السلام يميناً فقط أم يميناً وشمالاً؟

    الجواب: سجود السهو واجب إذا كان لترك واجب أو لفعل محظور؛ فإنه يجب عليه سجود السهو؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وفعله، قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، ويقول فيه مثلما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويدعو، وهو يجوز قبل السلام وبعد السلام، لكن قبل السلام أفضل إلا في حالين:

    إحداهما: إذا سلم عن نقص ركعة أو أكثر؛ فإنه يسجد بعد السلام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سجد بعد السلام لما سلم عن نقص ركعة، وفي رواية: (نقص ركعتين)؛ سجد بعد السلام، فيسجد ويسلم عن يمينه وشماله، وهكذا فيما إذا بنى على غالب ظنه؛ فإنه يسجد بعد السلام، غلب على ظنه أنه صلى ثلاث فجعلها ثلاث، غلب على ظنه أنها أربع فيجعلها أربع، فإنه يسجد بعد السلام، وهكذا إذا سجد يسلم عن يمينه وشماله في جميع أنواع سجود السهو، يسلم عن يمينه وشماله، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    دعاء سجود التلاوة

    السؤال: يقول أيضاً في سؤال آخر: ما الذي يقال في سجود التلاوة؟ وما حكمه؟

    الجواب: مثلما تقدم، يقول في سجود التلاوة مثلما يقول في سجود السهو وسجود الصلاة؛ لأنها كلها سجود، فيقول فيها: سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يدعو بما تيسر، مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (أما السجود فاجتهدوا في الدعاء)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا فيه الدعاء)، وهذا يعم سجود التلاوة وسجود الشكر وسجود السهو وسجود الصلاة.

    1.   

    حكم الحج عن الغير وكيفيته

    السؤال: أريد أن أسأل سماحتكم عن كيفية الحج عن الغير؛ لأنني بمشيئة الله تعالى أريد أن أحج عن والدتي التي توفيت قبل فترة، علماً بأنني قد أديت الفريضة عن نفسي؟

    الجواب: الحج عن الغير مثل حجك عن نفسك، تحرم من الميقات، يستحب لك التروش قبل ذلك والطيب، وإذا نويت عن والدتك كفى، وإن لبيت باسمها قلت: لبيك حجاً أو عمرة عن والدتي، أو عن أبي المتوفى أو العاجز؛ فلا بأس، والأفضل أن تسميها عند الإحرام، تقول: اللهم لبيك عمرة عن أمي فلانة، أو عن أبي فلان، أو عن أخي فلان المتوفى، وهكذا عن العاجز.. الشيخ الكبير العاجز، والمرأة العجوز الكبيرة العاجزة، لا بأس أن تحج عنهما، والباقي يكون بالنية.. باقي الأعمال بالنية، ما في حاجة إلى التلفظ، تطوف بالنية عمن حججت عنه.. تسعى كذلك.. تقف بعرفة كذلك، وهكذا كله بالنية، وهكذا رمي الجمار.

    1.   

    حكم صلاة الجمعة قبل الزوال

    السؤال: هل يجوز أن يصعد الخطيب المنبر يوم الجمعة قبل دخول وقت الظهر الموضح في تقويم أم القرى مثلاً، ويؤذن المؤذن له عندما يصعد؟

    الجواب: يجوز على الصحيح أن يصليها قبل الزوال في الساعة السادسة، يعني: قبيل الزوال لا بأس، قد جاء في الأدلة ما يدل على جواز ذلك، لكن الأفضل أن يكون بعد الزوال؛ لأن أكثر أهل العلم يمنعون من فعلها قبل الزوال، ولأنه الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصليها بعد الزوال؛ فينبغي للمؤمن أن يحتاط لدينه، وأن يبتعد عن مسائل الخلاف التي فيها شبهة، فإذا صلى بعد الزوال كان أولى، وإن صلى قبل الزوال في الساعة السادسة.. في الساعة الأخيرة قبل الزوال؛ فلا حرج في ذلك على الصحيح.

    1.   

    حكم إعطاء الزوجة من مال زوجها بغير إذنه لولدها من زوجها المتوفى

    السؤال: له سؤال طويل جداً يقول فيه: عندي زوجة ولي منها أولاد، وعندي أولاد من غيرها وهم صغار، وترفض أن يعيشوا معها، وليس لي أي أحد يتولى رعايتهم سوى الله تعالى ثم أنا، وعندها هي ولد من زوجها الأول الميت، ولكن هذا الولد أردت أن يعيش معي في بداية الحياة الزوجية، وفعلاً ظل عندي سنة كاملة دون أن آخذ منه شيئاً، رغم أن له دخلاً شهرياً من والده المتوفى، ولكن هذا الولد تسبب في مشاكل كثيرة بيني وبين والدته؛ لأنه كان يجر علي مشاكل من الخارج، وإذا أردت تأديبه بالحسنى غضبت والدته وثارت، ولما تكرر ذلك وأصبحت الحياة صعبة؛ صممت على ألا يعيش معنا بعد هذه السنة، علماً بأن أولادي من غيرها في ذلك الوقت كانوا تحت رعاية والدتي التي توفيت العام الماضي، وإن ولدها له جدته وجده وخاله زائد إخوان أبيه، وهنا مكث مع جدته وجده، وتذهب إليه كل يومين أو ثلاثة، بخلاف أنه يحضر لها هو في الأسبوع أكثر من مرة، وتعطيه فلوساً تارة أمامي وتارة من خلفي، ولكنها مسرفة في ذلك، في حين أن أولادي محرومون من ذلك، فهل يجوز لها شرعاً أن تعطيه وأنا غير راض عن ذلك؟

    الجواب: ليس لها أن تعطيه شيئاً إلا بإذنك، والواجب عليك في مثل هذه الأمور تحري أسباب الوئام، وعدم الشدة في الأمور، ونصيحتها كثيراً، ووصيتها بالاعتدال وعدم الإسراف؛ حتى تعيشا إن شاء الله في خير، أما هي فليس لها أن تعطيه إلا بإذنك، والواجب عليها السمع والطاعة لك في المعروف، وعليها أيضاً أن تتقي الله في أولادك، وتحسن عشرتهم؛ مساعدة لك في ذلك على تربيتهم الصالحة والإحسان إليهم، وأنت أيضاً عليك أن تحسن الخلق مع ولدها، وأن تفرح بالشيء الذي ينفعه؛ حتى تستقيم الحال مع أمه، فلا بد من تعاون بينكما وتسامح بينكما أنت وهي.. أنت تسامح بعض الشيء، وهي تسامح بعض الشيء؛ حتى تعيشا، وحتى يحصل الوئام بينكما، أما إن كان التشديد منك والتشديد منها فإن هذا من أسباب الفراق، فلا ينبغي لكما ذلك مهما أمكن، نسأل الله لكما الهداية.

    1.   

    حكم زواج الوالد من زوجة ابنه التي طلقها قبل أن يدخل بها

    السؤال: المستمع: (ز. ش. د)، من الرياض، يسأل ويقول: لو أن شخصاً عقد على امرأة، وحصل بينهما خلاف قبل الدخول بها، وقام بفسخ العقد، هل يصح لوالده أن يتزوجها أم لا؟

    الجواب: ما دام تم العقد للولد عليها فليس للوالد أن يتزوجها، ولا للجد؛ لأن الله جل وعلا يقول: وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ ، المحرمات، وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ [النساء:23]، والحلائل زوجات الأبناء، ولم يفرق سبحانه بين المدخول بها وغير المدخول بها، فإذا تم العقد حرمت زوجة الأب وحرمت زوجة الابن على الولد وعلى الأب، إنما يشترط الدخول في بنات الزوجات وهن الربائب؛ لأن الله قال سبحانه: وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:23]، هذا الشرط في الربائب وهن بنات الزوجات، فإن كان دخل بأمهن حرمن، وإلا فلا، فلو عقد على امرأة ثم طلقها، أو ماتت قبل الدخول بها.. قبل الخلوة بها.. قبل الدخول بها -المهم الدخول-؛ فإن بناتها لا يحرمن عليه؛ لأن الله قال: فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ، والدخول: الوطي فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [النساء:23]؛ فدل ذلك على أنه لو طلقها قبل وطئها، أو ماتت؛ فإن بناتها حل له.

    1.   

    حكم كشف الرجل على أخوات زوجته إذا رضعن منها

    السؤال: المستمعة: (ب. غ. م)، من تربة، بعثت تقول:

    لقد أرضعت أخواتي من أبي ثلاثة أيام بلياليها، كل واحدة منهن، وهن ثلاث بنات، حيث أنه في ذلك الوقت لا توجد رضاعات، وأمهن مريضة، ولا تستطيع أن ترضعهن، وأنا كلما أرضعت واحدة منهن استسمحت زوجي، والآن يسلمن على زوجي وأنا عنده، هل عليه شيء؟ أفيدونا أفادكم الله!

    الجواب: ليس عليهم بأس؛ لأنهن حينئذ بنات له؛ لأنهن بنات له بإرضاعك لهن، وهن أخواتك وهن أيضاً بناتك وبنات الزوج إذا كانت الرضاعة في هذه الأيام الثلاثة بلياليهن بلغت خمساً فأكثر لكل واحدة.. خمس رضعات لكل واحدة، فإذا كنت ترضعين كل واحدة في النهار مرة وفي الليل مرة أو أكثر؛ فإنك أرضعت كل واحدة ست رضعات أو أكثر فهن بناتك وبنات زوجك، مع أنهن أخواتك، فهن أخوات من النسب وبنات من الرضاع، وهن بنات لزوجك من الرضاع؛ فلا بأس ولا حرج عليه في النظر إليهن وهن محارم له.

    1.   

    حكم التلفظ بالنية في الصلاة وغيرها

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع: لبنان إسماعيل، من السودان، يقول:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، جئت إلى الصلاة فرضاً أو نفلاً وأقمت صلاة الفرض، وبعد الإقامة قلت: نويت أن أصلي مثلاً الظهر، والسنن معروف لدينا أنها من غير إقامة، هل يكون في ذلك حرج من قولي: نويت أن أصلي الفرض أو النفل؟ هذا القول هل هو نوع من البدع؟ ما رأيكم جزاكم الله خيراً!

    الجواب: أما الإقامة فمشروعة للفرائض دون النوافل، وأما التلفظ بالنية فهو بدعة، سواء في الفرض أو في النفل جميعاً، فلا يشرع لك أن تقول: نويت أن أصلي الظهر أربع ركعات، أو العصر أربع ركعات جماعة، أو إماماً، أو منفرداً، وهكذا بقية الصلوات؛ لأن هذا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا أرشد إليه ولا دل عليه عليه الصلاة والسلام، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني: مردود، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

    فالواجب على المسلمين ترك هذه البدعة، ولو قالها بعض الفقهاء من المتأخرين؛ فإن أقوال أهل العلم تعرض على الكتاب والسنة، فما وافق الكتاب والسنة قبل، وما خالفهما ترك، ولم يكن صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه يتلفظون بالنية، لا نية الوضوء، ولا نية الصلاة، ولم يحفظ عن واحد من الصحابة -فضلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: نويت أن أصلي فرض كذا.. كذا وكذا، أو نويت أن أتوضأ، أو نويت أن أطوف، أو نويت أن أسعى؛ كل هذا لا أصل له، فالواجب أن يسعنا ما وسعهم، وأن نسير على نهجهم.

    رزق الله الجميع الهداية والتوفيق.

    المقدم: اللهم آمين!

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك!

    المقدم: اللهم آمين!

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته..

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767955971